عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 12-11-2002, 12:48 PM
ماجد الأول ماجد الأول غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 19
إفتراضي وصية أبي تمام للبحتري .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سجلت في هذه الخيمة منذ مدة ليست بالقصيرة. لكني لم أشارك بها . وإن كنت أتابع ما يكتب هنا وأستمتع به وأفيد منه. وأشكر الأستاذ محمد الذي دلني عليها.

أنقل لكم هنا وصية أبي تمام للبحتري و هي وصية موجهة إلى كل من يقرض الشعر :

جاء في زهر الآداب:

قال البحتري: كنت أروم الشعر في حداثتي، وكنت أرجع فيه إلى الطبع ولم أكن أقف على تسهيل مأخذه ووجوه اقتضائه حتى قصدت أبا تمام (وهو حبيب بن أوس الطائي)، وانقطعت فيه إليه، واتكلت في تعريفه عليه فكان أول ما قال لي:
يا أبا عبادة تخير الأوقات وأنت قليل الهموم، صفر من الغموم. واعلم أن العادة جرت في الأوقات أن يقصدها الإنسان لتأليف شيء أو حفظه في وقت السحر، وذلك أن النفس تكون قد أخذت بحظها من الراحة وقسطها من النوم.
فإن أردت التشبيب فاجعل اللفظ رقيقاً والمعنى رشيقاً، وأكثر فيه بيان الصبابة وتوجع الكآبة وقلق الأشواق ولوعة الفراق.
فإذا أخذت في مدح سيد ذي أياد بيضاء فأشهر مناقبه، وأظهر مناسبه، وأبن معالمه، وشرّف مقامه، ونضّد المعاني، واحذر المحتمل منها، وإياك أن تشين شعرك بالألفاظ الهجينة. وكن كأنك خياط تقطع الثياب على مقادير الأجسام، وإذا عارضك الضجر فأرح نفسك ولا تعمل شعراً إلا وأنت فارغ القلب. واجعل شهوتك إلى قول الشعر الذريعة إلى حسن نظمه فإن الشهوة تجمع النفس.
وجملة الحال أن تعتبر شعرك بما سبق من شعر الماضين، فما استحسن العلماء فاقصده وما تركوه فاجتنبه.. ترشد إن شاء الله تعالى.
فقال البحتري: فأعملت نفسي فيما قال، فوقفت على السياسة. ولكل مجتهد نصيب

___

تقبل الله منا ومنكم صالح الأقوال والأعمال.
الرد مع إقتباس