عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 12-11-2002, 01:33 PM
الدومري الدومري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 3,868
إرسال رسالة عبر  AIM إلى الدومري
إفتراضي




ثالثا – العامل الثقافي :
إذا اعتبرنا ان الثقافة في تكاملها الإسلامي الذي يجمع بين الآداب النابعة من تعاليم الدين و بين الإبداع الحضاري الذي تختلف فيه الشعوب و تشترك في حين واحد إثرائه و تعميمه فإننا نلاحظ تشابها كبيرا في نوعية الثقافة و في تأثيراتها على حياة الأسرة . و هذا ما يجعل الأسرة في بخارى و بغداد و في دمشق و تونس و القاهرة و الجزائر و فاس لها نفس السمات الأدبية مهما كان اختلافها في الأشكال و الأنماط و الأدوات والجمالية و الثقافية .
نقول باختصار ان الأسرة الإسلامية في جميع الأقطار الإسلامية و على مر العصور سواء الزاهرة منها او الراكدة و بقدر ما بقيت متمسكة بقيمها الأصيلة – تتميز بروابطها الدينية و العاطفية و الاقتصادية و الثقافية التي تعطيها قداستها الروحية و متانتها الذاتية و مكانتها الاجتماعية إلا أنها تتعرض في كيانها و مصيرها لنوعين من الآفات :
- آفة داخلية مرتبطة بظاهرة التخلف الحضاري الذي يبعدنا عن القيم الفاضلة ويرجعها الى روابط الجهل و الجاهلية و التي تقتصر على الشهوة الدنيئة و المصلحة البخيلة فتزعزع نظامها التكاملي الذي من حقه ان يرتكز على المسؤولية الروحية و الحب و الحرمة و العدل و الاحترام و التفاهم و التعاضد بين أفراد الأسرة و يستبدلها لا سيما على حساب المرأة بعلاقات الاستضعاف و الاحتقار و الاستمتاع.
- و آفة خارجية تتمثل في الغزو الحضاري المعاصر الذي يهدد الأسرة الإسلامية بالانفجار و الانحلال و الذي يعرض نموذج الأسرة الغربية فيما وصلت اليه من الضمور و الانفصال فانه المثال الأعلى و المآل الحتمي .

أما الآفة الداخلية فتقاوم بوسائل العلاج و هدفها تقوية الذات و السمات .

و أما الآفة الخارجية فتقاوم بوسائل الوقاية و هدفها تحصين بتثبيت الأصالة و تجريد الغازي من أسلحته القتالة و لا يعني هذا ان نرفع الأسوار و طمس النوافذ بل يعني معرفة وافرة للعوامل و السبل و العواقب لكي تتهيأ الوسائل و تتخذ الإجراءات المستحسنة للتحكم فيها . و لهذا و قبل أن تتأمل في الحلول علينا أن نتمعن النظر في النموذج المعروض و أن نستقصي سماته و أحواله .
__________________
مابعرف شو بدي قول الطاسة ضايعة