عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 14-11-2002, 07:59 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

<html dir="rtl"><head><title>head</title></head>
<body bgcolor="#ffff00" text="7" face="arial">
<font face="arial"size="7" color="#fuchsia"><center><b>
وصية أبي تمام للبحتري
</b></center>
<font face="arial"size="4">
<font face="arial"size="6" color="green">

وصية أبي تمام للبحتري
قيمة على قصرها وإن كان بعض المحدثين ضاق بها ذرعا! ورأى فيها فهماً لصناعة الشعر يناقض المعروف عن الشعر أنه تعبير طبيعي لا تصنع فيه.
هم يطابقون بين مفهومين مختلفين:"الصنع" و "التصنع".
لا ريب أن التصنع في الشعر مرفوض ولكن أترفض الصنعة الشعرية أيضاً؟
وهذا الخلاف وإن كان حديثاً ويمتح من معين المفهوم الرومنسي للفن،إلا أننا نجد له جذوراً في الافتراق القديم بين شعراء البديهة والطبع وشعراء التنخيل والتنقيح كما نجد في مدرسة زهير وكعب والحطيئة.
وأبو تمام يتحدث في وصيته عن أمرين: الظروف الخارجية للإبداع ،ثم حرفة صناعة الشعر بذاتها.
تحدث عن الظروف الخارجية فطلب من أبي عبادة أن يتخير أوقات صفاء الذهن ،والخلو من الهموم، ونلاحظ هنا أن الشعر الذي يتكلم عنه هولا مندوحة ليس شعراً تلقائياً دفعته ضرورة داخلية ملحة،وما دام الشاعر الذي ينظمه ينصح بأن يتخير له وقتاً لا يكون هو فيه مهموماً فهو بلا ريب ليس شعراً عن الهموم!
كانوا يتحدثون عن "شعر موضوعي" و "شعر ذاتي"،ولو شئنا استعمال هذا التفريق هنا لقلنا إن أبا تمام هنا يتحدث عن "شعر موضوعي" ولعمري إنه لفي غاية الموضوعية حين لا يتحدث عن شجون النفس(إذ غالباً ما يكون الهدف منه المدح والتكسب).
هو لا يكاد يهتم بمبدأ الصدق في التعبير إذ يضع له "وصفة" حتى للغزل ووصف العواطف "أكثر فيه بيان الصبابة وتوجع الكآبة، وقلق الأشواق ولوعة الفراق"!
ولا عجب إذاً إن كان المدح من باب أولى يحتاج إلى "وصفة" فعلى المدح أن يفي بأغراض المدح التي هي في الحقيقة أغراض الممدوح في الدعاية لنفسه أو في إرضاء نزعة هذه النفس إلى توهم الكمال عبر "اعتراف" الشاعر بهذا الكمال!
على أن أبا تمام يختم الوصية بنصيحة غريبة إلى حد ما، ونحس هذه الغرابة إذا تذكرنا مذهبه الذي خرج فيه عن المألوف وتعرض لغضب علماء عصره:إنه يوصي أبا عبادة بالشيء الذي لم يفعله هو:أن يتوخى ما استحسنه العلماء، ويجتنب ما تركوه..!
وبالجملة فإن الوصية تعبر عن جانب من عملية إبداع الشعر،وهو الجانب الإرادي،وتبتعد كلياً عن الجانب الآخر الذي لا يد للإرادة فيه.
وبهذا المعنى هي تعبر بمجملها في اعتقادي بالفعل عن شخصية أبي تمام ومفهومه للشعر،فقد كان كثير الاعتماد على الصنعة والإرادة،والتصنع في المعاني مما أثار نقد معاصريه ولا يزال يثير نقد جيلنا أيضاً، وعن حق في رأيي الخاص،وليس دفاع أدونيس عنه في اعتقادي إلا تعبيراً عن سوء ذوقه،وعن نزعته للدفاع عن كل ما رفضه الرأي العام الأدبي والديني في تاريخنا.
هذا هو وضع أغلب شعره لا كله طبعاً.وفي هذه البقية الباقية من شعره الممتاز ما يكفي للحكم عليه بأنه كان رغم أي شيء شاعراً عظيماً.
<br>


</font>

</font></body></html>

الرد مع إقتباس