الموضوع: الإشتياق
عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 14-11-2002, 10:00 PM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

أخي العزيز عمرو
قرأت ردك المفصل مبتسماً وقلت: الشباب لا يفهمونني!
لا أريد إعادة مناقشة نقاطك باستثناء نقطة واحدة أحب أن لا تصبح مذهباً عندك وهي مسألة آخر الشطر الأول.
قد يكون البيت مصرعاً وعندها ينتهي الشطر الأول بما ينتهي به الشطر الثاني أي بحرف مشبع الحركة كما في قول أبي الطيب مثلاً:
لياليّ بعد الظاعنين شكول..طوال وليل العاشقين طويل
وكما في قول امرئ القيس:
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل!..وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي!

وما عدا ذلك يجب أن ينتهي آخر الشطر الأول حكماً إن لم يكن البحر من الهزج أو المتقارب بحرف ساكن أو تنوين أو هاء ضمير يجوز إشباعها في أي موضع جاءت فيه في البيت عموماً.
وهذه القاعدة ما قرأتها في كتاب ولكني رأيتها مطبقة في كل الشعر العربي الذي أعرفه إلى أن جاء عهد شعر النت المجيد وبدأ الشعراء الشباب بكسلهم المعهود يخطئون ويقلدون أخطاء بعضهم،لأنهم لم يقرؤوا الشعر الذي سبقهم أو لم يكادوا يقرؤونه.
أدعوك يا سيدي إلى أن تمسك أي ديوان شئت،للمتنبي أو لبدوي الجبل أو لعمر أبي ريشة أو لبشار بن برد أو حتى لمحمود درويش في عمودياته وتنظر كيف ينتهي الشطر الأول في الأبيات غير المصرعة أي غير متحدة القافية!
أما الواو في "إني نزلت بكذابين ضيفهمو.." فهي أصلية وهي تنطق واواً حتى لو لم تجئ في آخر الكلام أو آخر الشطر إذ هي لغة في "هم" وقد وردت في قراءات قرآنية.
وانظر شبيهاً لها في بيت أبي فراس:
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى..قتيلك! قالت أيهم؟ فهمو كثر!
ومما يدلك على أن هذه الواو ليست إشباعاً لضمة أن الميم وهي علامة جمع لا تلفظ مضمومة بحال فهي إما ساكنة وهو الأغلب وإما متلوة بواو في هذه اللغة ولو كان أصلها الضم لوجب في اللفظ الفصيح ضمها إن لم نقف عليها أي في أثناء الكلام ولم يجز أن نشبع ضمتها،وهذه قاعدة أخرى يخالفها الشباب كما حصل معك مرة!ففي اللفظ الفصيح لا نشبع الحركات آخر الكلمات إلا إن وقفنا على الكلمة هذا في غير هاء الضمير أيضاً ولذلك لم يجز في اللفظ الفصيح إشباع الحركة في الشعر إلا آخر البيت أو آخر الشطر الأول في بيت مصرع ما لم يكن آخر الكلمة هاء ضمير.(أعدت هذه القاعدة مراراً في هذا المكان وأزيد عليها أن تحويل أحرف المد إلى حركات أي خطف لفظها بلفظ الياء كسرة والواو ضمة والألف فتحة لا يجوز أيضاً وهو أيضاً يكثر عند شباب هذا الجيل من شعراء النت خصوصاً)
أردت فقط الدفاع عن هذه النقطة لكيلا تأخذها حفظك الله قاعدة وتسير عليها وأنا لا أريد لموهبتك المؤكدة أن تضل طريقها!
كان الهدف يا أخي من هذا النقد اللغوي التفصيلي تنبيهك إلى ما وقعت فيه لتتحاشاه في المستقبل،وما كان الهدف بالطبع أي إساءة أو تثبيط ولعلك تذكر أنني اهتممت بذكر ما أجدت قبل أن أذكر مواطن الخلل وعدم الإجادة عندك.وهذا هدفي العام في هذه الخيمة وإلا لربما كنت توخيت السلامة واكتفيت بالمدح.ولا يطاوعني ضميري على هذا خصوصاً حين أرى موهبة مثلك تستحق التشذيب!
فأعد يا عمرو قراءة ما كتبته مرة أخرى فهو فيما أظن لا يخلو من فائدة وهو حصيلة عشرة طويلة مع الشعر العربي،على أنني أوصيك بالعودة إلى ينابيع هذا الشعر أي إلى الشعراء المجيدين وهم والحمد لله كثر في القديم والحديث وانظر إلى طريقتهم في النظم.
وهناك أيضاً شعر التفعيلة وهو أيضاً ليس بلا قواعد.وأنت فيه خير منك في العمودي الذي اطلعت عليه لحد الآن.هذا رأيي.
وأتمنى لك التوفيق والسداد.
وتقبل تحيات أخيك.
الرد مع إقتباس