[أبو أشواق]

السلام عليكم.....

<p align="center">
هـل غـادر الـرؤساء من متردم

سـنـة على سنة تراكم فوقها تعب

سـنـة على سنة وأمتنا على جمر

قـمـم تُشَيَّدُ فوق أرض خضوعنا

يـا دار مـأسـاة الـشعوب تكلمي

إنـا على المأساة نشرب ليلنا سهراً

مـا بـيـن مـؤتمر ومؤتمر نرى

الـتـوصـيـات تنام فوق رفوفها

شـجـب وإنكار وتلك حكاية ماتت

أ أبـا الـفوارس وجه عبلة شاحب

أ أبـا الفوارس صوت عبلة لم يزل

تـرنـو إلـيك الخيل وهي حبيسة

هلاّ غسلت السيف من صدأ الثرى

هـلاّ أثـرت الـنـقع حتى ينجلي

وأرحـتـنـا من كل صاحب زلة

أ أبـا الـفوارس أمطرت من بعدكم

لـو أبـصـرت عيناك وجه محمد

ورأيـت مـكة وهي تغسل وجهها

وفـتحت نافذة لتسمع ما تلا جبريل

ورأيـت مـيـزان الـعـدالة قائماً

ورأيـت كـيـف غـدا بلال سيداً

لـو أن عـيـنك أبصرت اسلامنا

وحملت عبلة والحجاب يزيدها شرفاً

لـو عـشت في الإسلام ما عانيت

أ أبـا الـفوارس قد عرفتك حافظاً

ولـقـد رأيـتك في خيالي والوغى

فـأَدَرْتُ دولاب الأمـاني أن أرى

لـكـنَّ دولاب الأمـانـي لـم يدر

كـم فـارس مـن قـومنا لما رأى

تـرك الضحايا خلفه وسعى إلى قبو

أ أبـا الـفـوارس قف مكانك إننا

لـم يـدرك الـعـربـي في أيامنا

طُـعِـنَـت كـرامة أمتي في قلبها

وصراخ أسئلتي يجسد ما حوى قلبي

يـا أمـة الإسـلام هـل لك فارس

إنـي ذكرتكِ والجراح نواهل مني

فـوددت تـمـزيق الحروف لأنها

يا أرض ( داكار ) اسألي عن حالنا

يـخـبـرك مَـنْ شهد الهزيمة أننا

يـا أرض داكـار الـمشوقة ربما

ولربما فتحت لكِ الباب الذي يفضي

ولـربـمـا أفـضـى إليك البحر

وتـأمـلـي كـل الـوجوه ورددي

وإذا رأيـت بـشـائر الفرح التي

يـا قـادة الـدول الـتـي لم تتخذ

فـي الـكون دائرتان واحدة لها ألق

يـا قـادة الـدول التي لولا الهوى

الـقـمـة الـكبرى، صفاء قلوبكم

الـقـمـة الكبرى، خلاص نفوسكم

الـقـمـة الكبرى، انتشال شعوبكم

الـقـمـة الـكبرى، جهادٌ صادق

أمـا مـطـاردة الـسـراب فإنها

مـدوا إلـى الـرحـمـن أيـديكم

أم هـل عـرفـت حـقيقة المتكلم

الـطـريـق وسـوء حال المسلم

الـغضى والحزن يشرب من دمي

أرأيـت قـصراً يُبتنى في قمقم؟!

وعـمـي صباح الذل فينا واسلمي

وفـي حـضـن التوجس نرتمي

شـبـحـاً يـعبر عن خيال مبهم

نـوم الـفـقـير أمام باب الأشأم

لـتـحـيـا صـرخـة المستسلم

وأمـام خـيـمـتها حبائل مجرم

فـيـنـا ينادي : ويك عنترة أقدم

تـشـكـو إلـيك بعبرة وتحمحم

وعزفت في الميدان ركض الأدهم

عـن قـبـح وجه الخائن المتلثم

يـوحي إليك بقصة ابني ضمضم

سـحب الهدى غيثاً هنيء الموسم

ورأيـت مـا يـجري بدار الأرقم

بـالـنـور مـن آثـار ليل مظلم

مـن آي الـكـتـاب الـمـحكم

يُـقتص فيه ضحىً من ابن الأيهم

ومـضـى الطغاة إلى شفير جهنم

لـخرجت من كهف الضلال المعتم

وأطـفـأت الـلـظـى في زمزم

من لون السواد ولا نضحت بمنشم

حـق الجوار تغض طرف الأكرم

تـشـتـد حين كررت غير مذمم

فـي عـصرنا وجه الشجاع المقدم

إلا بـصـورة خـائـف مـتوهم

لـهـب الرصاص أدار مقلة غيلم

لـيـغـمـض مـقلتيه ويحتمي

لـنـعيش في زمن الخداع المبرم

كـرم الـجـدود ولا يقين المسلم

لـيـس الـكريم على القنا بمحرّم

مـن الـجـرح الـعـميق المؤلم

يـغـشى الوغى ويعف عند المغنم

وحـرفـي قـد تـلجلج في فمي

وجـمـت وجـوم جبينكِ المتورم

إن كـنـت جـاهلة بما لم تعلمي

بـتـنـا عـلى حال الأصم الأبكم

رَفَـعَـت إليك الريح صوت اليُتَّم

إلـى الأقـصـى الـجريح فيممي

فـي زمـن السكوت بسرّه فتفهمي

مـا تـسمعين من الهتاف، ونغّمي

مـاتـت لـدينا فاصرخي وتكلمي

لـغـة مـوحـدة أمـام الـمجرم

وأخــرى ذات وجـه أسـحـم

وخـضـوعـهـا لعدوها لم تهزم

لـلـه نـصْـرُ الـخائف المتظلم

مـن قـبـضة الدنيا وأسر الدرهم

مـن فـقرها من جهلها المستحكم

وبـنـاء صـرح إخـائنا المتهدم

وهـم يـجـرعـنا كؤوس العلقم

فـمـا خـابت يد تمتد نحو المنعم

شعر:د.عبدالرحمن العشماوي

</p>