عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 23-11-2002, 01:19 AM
* A L 7 N E E N * * A L 7 N E E N * غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2002
المشاركات: 20
إفتراضي القصة السابعة

وهي بعنوان ....

و بــــكـــيــــت أخـــــتــــــي .....

جلست صامتة لا أنطق بحرف. كلمات النسوة المواسية تتناثر من حولي:
أحسن الله عزاءك.. المرحومة كانت أكثر من أخت
ستنام في قبرها آمنة مطمئنة فأولادها في أيد أمينة..
حتى أطفال المرحومة متعلقون بخالتهم وكأنها أماًلا خالة..
اللهحم إلهمها الصبر والسلوان.. فالراحلة كانت لها بمثابة الأم والأخت.
كل كلمة ينطقنها وكأف أ طعنة خنجريغرزفي جسدي المنصلب.. كل
حرف أشعر بأنه هوة سحيقة تشدني نحو الماضي.. ألم نا* حظ أحد هؤلاء
النسوة بأن عينى جافة بلا دموع، وأن لساني قد شل عن الكلام..
قالت إحداهن وهي تمصمصى شفتيها بحسرة:
االمسكينة لازالت غير مصدقة وفاة أختها الكبرى..!
صرخت فيها بدون صوت:
لا.. بل مصدقة.. مصدقة لدرجة الجنون.. مصدقة لدرجة العذاب،
وكيف لا أصدق..؟ وأنا التي قتلتها بيدي..
لم أستطع مقاومة نفسي حتى النهاية.. فنهضت مستندة على ذراع إحدى
السيدات حتى باب حجرتي.. حجرتي التي كرهتها كما لم أكره شيئاً في
حياتى.. فمنها بدأت تفاصيل مأساتي وفيها إنتهت آخر فصول حياتي..
لفني الحزن بردائه الأسود القاتم وأنا أحدق في صورتي المنعكسة على
المرآة.. هل هذه هى أنا.. أم مجرد صررة باهتة لفتاة كانت ملء السمع
والبصر.. أين جمالى الذي كان يضرب به المثل؟ أين العذولة التي كانت
تطل من بين قسمات وجهي.. أين السحرالكامن في العيون؟.. كلها
ذهبت أدراج الرياح وحل محلها الشحوب والذبول والعذاب الممضي الذي
يحاول قتلي ببطء..
هل أستيقظ ضميري فجأة من سباته الطويل وابتدأً يلهبني بسياط من الألم
والندم..
وهل أنا من تعرف الضمير وعذابه؟.. وهل كنت إلا فتاة لاهية لاتعرف
من الدنيا سوى حقوقها.. الحقوق فقط وليست الواجبات؟.. هل كنت مدللة؟..
وهل كانت أمي هي المسئولة الوحيدة عن مأساتي..
أمي.. لماذا تقتحم ذاكرتي الآن بوجهها الأزرق المحتضر وعينيها الممتلئتين
بالدموع وهي تهمس لشقيقتي الكبرى فوزية بكلمات متقطعة:
إخوتك يافوزية.. لا أريد لهم أن يضيعوا من بعدي.. كوني لهم الأخت
والأم والصديقة.. وندى.. حبيبتي ندى إنها أثمن كنز أودعك أياه قبل أن
أموت..!
ماتت أمى.. ماتت وفي عينيها بقايا دموع.. ولين شفتيها جملة لم تتم
ماتت وهي ممسكة بيدي تهمس بضراعة:
ندى.. فوزية أختك هي أمك الثانية من بعدى أطيعيها ولا تعصي
لها أمرأ..!
إنهار إخوتي الرجال في بكاء مر حزين يقطع نياط القلوب.. مسحت أختي
فوزية دموعها الكثيرة وهي تضمني إلى صدرها بحنان.. أما أنا فلم أبك..
لم أبك أبداً.. بقيت دموعي متحجرة في عيناي، وفي حلقي غصة وفى
قلبي إنهار من الأحزان..
ناشدتني شقيقتي أن أبكي.. أن أغسل أحزاني بالدموع ولكنني أشحت
بوجهي عنها وأنا أقول بمرارة:
إن دموعي لن تعيد لي غاليتي.. فلا فائدة من الدموع..!
تزوجت أختي فوزية.. إنتقلت شمعة حياتنا من بيتنا إلى بيت زوجها..
فأظلمت الدنيا علينا من جديد وكأننا فقدنا والدتنا للمرة الثانيه.. أحسست
بثقل المسئولية فهرعت إلى شقيقتي باكية لتجيبني باسمه:
بعد فترة بسيطة سيتزوج وليد، وبعده فهد، ثم حسام، وقتها فقط
ستتمنين وجودهم معك مرة أخرى..
عموماُ لقد سمعت من وليد بأن زوجته المقبلة ستسكن معه في البيت الكبيروهنا
ستنزاح عن كاهلك كافة المسئوليات..
تزوج أخي وليد.. ولكن الأمورجرت على غيرما نشتهى ونحب.. فلم
تريحني زوجة أخى بل زادت أعبائي عبئاً جديداً وهو محاولة إرضائها
بكافة السبل..
لم يستمرهذا الوضع طويلاً.. فقد رثت شقيقتي فوزية لحالي، وأبت على
أن أتحمل مالا أطيق خصوصاً بعد إشتباكي مع زوجة أخي في سلسلة من
المشاكل إنتهت بصراخها في وجهي قائلة:
أنت فتاة مدللة مغرورة.. لن يحتملك زوجك يوماً واحداً هذا إذا إفترضنا
إنك تزوجت ..!
إنتقلت إلى بيت شقيقتي فوزية.. حيث وجدت الدفء والحب والحنان..
إستمرت حياتي هادئة موزعة بين بيت شقيقتي ومدرستي.. حتى حدثت
الشرارة الكبري التي أحالت كل شئ إلى جحيم.. وقلبت حياتي الهادئة إلى
نيران مستعرة تنهشني بوحشية وبدون هوادة ولا رحمة..
في إحدى ليالي الصيف الحارة.. إقتحم حجرتي زوج أختي.. نظرت إليه
بدهشة.. قال بإضطراب واضح بأنه فقط كان يريد الإطمثنان على اًحوالى.
بعد اًيام فوجئت بإلحاح من شقيقتي فوزية بأن يتولى زوجها الإشراف على
مذاكرتي.. رفضت بإصرار وأنا أدرك تماماً بأنها تتكلم بإيعاز من زوجها..
إنتهت مناقشتنا ببكائها أمامي وهي تقول لي بحيرة:
أنت لا تعرفين صالحك مثلي.. ثم أن ألمرحومة أمي قد أوصتني بك
وزوجي بمثابة شقيقك الأكبر إن لم يكن أباً لك..
وافقت تحت إلحاحها وكيلا أعذب قلبها المريض الذي تحمل الكثير من أجلي..
وافقت وأنا أشفق عليها وأعلم تماماً بأن هذا لن يكون في صالحها أبدأ..
بدأت دروسي الخصوصية على يد زوج أختي.. ومعها بدأت تنهال علي
كلمات الحب الشديد والغرام الملتهب..
صددته في البداية.. ثم لمته كثيرا وعاتبته.. ولكنني لم اًستطيع المقاومة
حتى النهاية.. إندكت حصون مقاومتي تخت تأثير الهمسات المخدرة التي
أسمعها لأول مرة في حياتي.. أحببته!
لأ أدري.. ولكن ثمة شئ كالنار بدأ يسري في دمائي.. ضربات قلبي
الجنونية عندما أراه أو أسمع صوته.. الدموع الحارة التي تبلى وسادتي كل
لية.. هل هذا هو الحب؟.. أم هو صورة مشوهة لمعالم الخيانة بدات تلوح
في أفقي..؟!
لاحظت شقيقتي ما إعتراني من تغير.. طاردتني بالأسئلة الحائرة.. أجابتي
دائماً كانت دموع حزينة تسيل على خدي بغزارة.. صرخت في وجهي
ذات يوم وحنان الأم يكاد يبكي مع كل كلمة من كلماتها:
ندى حبيبتي.. لماذا تعذبيني هكذا.. مابك؟ هل هناك رجلا في حياتك؟
.. دعيه يتقدم لخطبتك ولا تخشي شيئا فسأزوجك له ولوكان شحاذا..
طنين مزعج يدوي في أذني.. إنه زوجك يا حبيبتي.. زوجك وليس أحدا
غيره.. هو من سرق قلبي وحطم حياتي وحياتك.. إنه لا يستحق قلامة
ظفرك..
لم أنم تلك الليلة ولافي الليالي التي تلتها.. بقيت ساهرة أفكروا والشيطان
يطاردني في كل لحظة.. كيف أتخلص من هذا الوضع الحرج؟.. كيف
أستعيد علاقتي الأمومية بأختي دون أن يطاردني الإحساس بالذنب..؟
كيف أعود لها جسدا دون روح.. كيف أعود لها الأخت والحبيبه والإبنة كما
كنت وزوجها يقف لى بالمرصاد كمارد خرج لي من الماضي السحيق..؟
وفي لحظة طوق اليأس فيها عنقي.. وأيقنت فيها بأن كل شئ لا يساوي شئ
.. برزلي ضميري في صحوة مفاجئة معاتبا ولائما ومؤنبا.. فقررت من
بين دموعي أن أخنق حبي في مهده..
واجهت زوج أختي.. وقفت أمامه صامدة رابطة الجأش وأنا أقول بحسم:
أرجوك.. إنس كل شئ.. عد إلى زوجتك أختي الحبيبة وأنا سأتزوج فى
أفرب فرصة.. صرخ بي وعيناه تتألقان بومضة جنون:-
ستندمين.. ستندمين كثيرأ ياندى..
أدرت له ظهري غير عابئة بتوسلاته أو بتهديداته.. تنفست بعمق واستشعرت
راحة عظمى تغمرني بهدوء وكأنني أفقت فجأة من كابوس.. نمت تلك الليلة
ملء جفني بعد أن قررت أن أغادر البيت صباح اليوم التالى.. لكن الشيطان لم
يمهلني لا تراجع عن خطأي..
أفقت فجأة على صراخ وضجيج.. قبل أن أفتح عيني فوجئت بشقيقتي
وزوجها يقتحمان علي حجرتي.. هي تبكي وفي عينيها نظرة ذهول وهو
يصرخ وشرر خبيث يتطاير من عينيه القاسيتين.. قبل أن أفتح فمي بكلمة
.. قالت أختي بصوت متهدج:
ندى بالله عليك أخبريني بالحقيقة.. هل حقاً مايقوله زوجى.. هل كانت
بينكما علاقة ما..؟
مدت يدها برزمة أوراق وهي تهتفا:
وهل هذه هي خطاباتك..
أذهلتني الصدمة.. فنكست رأسي بأسى دون أن أجيب.. إقتربت مني وهى
تهزني بعنف قائلة:
تكلمي يأندى.. قولي بأنه يكذب.. قولي أي شئ..؟
وقفت الكلمات فى حلقي كسكين حادة.. وفي لحظة ما.. تهاوت شقيقتي
على الأرض بين قدمي!
لم يستطع الأطباء إنقاذها من أجلها المحتوم.. ماتت وفي عينها ألم لم
يستطيع قلبها أبدأ أن يصدقه.. ضممت أطفالها إلى صدري وأنة خافتة كاد
يصرخ بها ضميري..
عادت المرئيات من حولي لتختلط بإنعكاس صورتي في المرآة.. دخلت
الحجرة زوجة شقيقي.. همست في أذني قائلة:
أيام كثيرة مضت وأنت على هذه الحال.. إن صمتك لن يغير شيئاً من الواقع
.. ثم أن شقيقي ماجد.. بالطبع تتذكرينه لقد طلب مني أن أسألك الزناج منه..
أجبتها بثقة ودموعي تهطل بغزارة:-
أنا لن أتزوج أبدا.. سأكرس حياتي كلها لأطفال أختي.. وبكيت..!!
__________________
ليـس الحــق بمـعـرفــة الــرجـــــال

أعـــرف الـــحـق تـعــرف أهـلـــــــه
الرد مع إقتباس