[انسان]

اليوم الثالث والعشرون من شهر ديسمبر الفين واثنين ..

ربما اكثر عنوان قد يكون ملائما لما حدث اليوم هو امي يا شهد الحنان ..

كعادتي ذهبت الى مقر عملي بأحدى المستشفيات الحكومية بمدينة جدة وبما أن لائحة العمليات تكون عادة مليئة بالاسماء في هذا اليوم
فقد صليت ركعتين قبل مباشرتي للعمل ودعوت الله واتكلت عليه .. اليوم وبالرغم ان معظم العمليات الجراحية قد تكون بسيطة ولم ابذل الكثير من الجهد .. الا انني شعرت بأنهاك شديد يعتريني وألأم بالصدر
قمت بفحص الضغط ووجدته مرتفعا ذهبت الى مختص الباطنية واعاد قياس الضغط لدي فوجدته لايزال مرتفعا ..
نصحني بأخذ اجازة وألابتعاد الى مكان هادئ بعيدا عن الضوضاء والتعب مكان مناسب للنقاهة .. ولكن اخبرته انني لا استطيع طلب اجازة في الوقت الراهن لاني بحاجة لها خلال الاجازة الصيفية .. حينها اتفقنا على لقاء آخر لاجراء عدة فحوصات اخرى ..
طلبت اذن بالانصراف وخرجت مسرعا الى البيت .. القيت بجسدي على السرير .. ولكني كنت حينها اشعر بالوحدة و برغبة وجود شخص آخر يعطف علي ويهتم بحالتي .. نعم صحيح انا طبيب ولكن الست كأي انسان آخر يود بوجود شخص قريب منه يشاركه احاسيسه ومتاعبه ..
بحثت عن والدتي في كل مكان كالطفل تماماوجدتها في غرفتها ارتميت في احضانها دثرتني هي بذراعيها وكأني رجعت بالسنين الى الخلف وكأني لازلت ذلك الولد المدلل الذي يجد في صدر أمه سلطانه العظيم قلت لها : امي اني تعب مرهق .. ضمتني الى قلبها الذي لازال ينبض بالحب والعطف ولازل بامكانها ان تستوعبني وتحتويني كما كنت صغيرا ..
ما أعجب هذه الأم كيف لها ان تحب ولا يصيب حبها شيخوخة الزمن كيف لها ان تغمر جميع أخوتي بنفس القدر من العاطفة بالرغم انها تشعرك انك انت الوحيد في فؤادها بينما في الحقيقة هي اكبر من الكون كله في حبها لاطفالها الرجال ..

تحياتي