الموضوع: طواف..
عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 25-12-2002, 07:38 PM
راضية راضية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 48
إفتراضي طواف(3)..

بسم الله الرحمن الرحيم
قررت اليوم أن أتسلل إلى قلبى..وفى يدى بطارية جيب صغيرة فقد أحتاجها لاجتياز ظلمة ما أو ضباب كائن هنا أو هناك..فى الطريق ..كنت خائفة..فماذا عساى أقابل فى هذه الرحلة العجيبة..لقد قال لنا رسولنا المعصوم صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يجرى من بنى آدم مجرى الدم..فهل سأقابل شيطانا داخلى..عندما خطر لى هذا الخاطر انتفضت..فإنه من أشد الأشياء على ابن آدم –إن كانت فطرته سليمة-أن يشعر أن بداخله هذا المخلوق..وهو الذى أخرج أبويه من الجنة وحلف بعزة الله لله بأن يغوينا أجمعين..ووجدتنى أتساءل ..ماذا أفعل إن قابلته بالفعل..وماذا عساه هو يفعل لو رآنى أفتش عنه..هل سيهاجمنى أم سيجعلنى آنس إليه؟؟وبعد تفكير ..توصلت لأنه سيهاجمنى ولكن بسلاح الأنس إليه..وقد يرضى منى بداية بالقليل حتى يصل لمبتغاه ..فالشيطان لا يسأم الطنين ..وهو يدرى أن الإنسان إن بدأ الاستسلام لغوايته فهناك أمل كبير فى أن يصير زميله فى الدار الآخرة..وهو يتكلم مع كل بلسانه..فمع الجاهل يتكلم بمنطق (سيغفر لنا)..ومع الغافل..يشهر سلاح التسويف والفتن الدنيوية والإكثار من الحلال..ومع العالم تكون المعركة أشد وطأة ..فهو يعلم تمام العلم أنه إن أضله فقد أضل أمة..وقد صدق الصبى الذى رآه أبو حنيفة النعمان يتعثر فى حفرة..فقال له(يابنى التفت حتى لا تقع فى الحفرة)..فقال له الصبى : (يا إمام التفت أنت فأنا إن وقعت وقعت وحدى ولكن لو وقعت أنت وقع معك العالم)..فزلات العلماء أشد من كبائر العوام..لأنها إنما تسقط المثل والقدوة وتجتث المعنى من العلم بينما كبائر العوام قد لاتضر غيرهم..والشيطان إنما يدخل للعالم من مدخل علمه..بالكبر تارة والعجب تارة..فتجده يقول له إن رآه مقبلا بقلبه على الله فى نافلة :ولماذا النوافل(علم عالم خير من عبادة جاهل)..حتى يأخذ بيده إلى الطريق الذى بدأ إبليس لعنه الله منه..عندما قال : (أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين)..وأحيانا يدخل له من مدخل الرخص..فيفتح بابها على مصراعيه وتجده لا يبحث فى علمه كله إلا عنها..ويبدأ فى استعمالها بمناسبة وبدون مناسبة ..فيضل ويضل ويوفر على الشيطان أياما بل أعواما من الكد والتعب والوسوسة لهذا وذاك..حتى يصل لمبتغاه..
فجأة أفقت من رحلتى على صوت المؤذن يرفع آذان الفجر ..فقررت أن أؤجل مقابلة الشيطان بل أسأل الله أن يلغيها ويعصمنى منه ومن نفسى الأمارة بالسوء فى الدنيا والآخرة..اللهم آمين..
الرد مع إقتباس