3 - لنحلل الأشياء بموضوعية
لقد أخرجت أحداث الحادي عشر من سبتمبر الصراع الايديولوجي العربي - الغربي من التعتيم و التكتم المتعمد ( لعدة أسباب تاريخية و استراتيجية معروفة لدى المطلعين) الى دائرة الضوء و النقاش عند شرائح كبيرة من المجتمعات في كلا المعسكرين.
و لعل الخاسر الأكبر بعد الأحداث هي الأقطاب المروجة لنظرية التعايش السلمي و الحوار الحضاري، و هي عبارات فضفاضة لا مكان لها من الاعراب في جملة المسائل الخلافية بين الطرفين،( و ارجوا أن لا تتسرعوا و تروا أن هناك تناقض بين هذه الجملة و ما سيلي من طروحات)
و لنبدأ بالمسئلة الجوهرية و هي طبيعة الدين الاسلامي الذي مازال محافظا على طبيعته الأولى منذ نشأ في مكة قبل ازيد من 14 قرنا.
و لعلنا قبل أن نسترسل في النقاش و التحليل يجب أن نوضح قضية جوهرية.
ان عدد المحسوبين على الاسلام في العالم الآن يزيدون على المليار نسمة من بينهم حوالي 100 مليون من العرب ( دون المستعربين)، فاذا استثنينا الشام و العراق و مصر التي يعيش سكانها في نسيج بشري متعدد الأجناس و النحل و الديانات فاننا نستنتج أن الذين نفذوا الاعتداءات: اما خرجوا من بيئة عربية صرفة و هم الخمسة عشر تاع السعودي أو تأثروا بفعل المخالطة أو حتى الميول السياسي و العقدي بفكر هؤلاء، و هنا نقطة مهمة جدا ترسلنا مباشرة الى مقدمة الموضوع حين اشرت الى النتائج الكارثية للانعزال الذي عاشته مجتمعات مثل السعودي و غيرهم من سكان شبه الجزيرة العربية (و الذي اثمر فيما مضى ما سبق ذكره في الصفحة الأولى)، و ما اقصده هنا هو أن الفرد في هذه المجتمعات لا تزال طبيعته العربية عذراء لم يصقل عوجها الاحتكاك بالشعوب الأخرى ذات العراقة الحضارية مثل ما هو حاصل بالنسبة للعرب الذين هاجروا الى الشام و العراق و مصر و بدرجة أقل هؤلاء الذين جاؤوا الى الجزائر ( و هذه حالة خاصة لا يتسع المكان للخوض فيها الآن)
ان الفكر الوهابي المتشدد لم يكن لينتشر في غير هكذا بيئة، و لو درستم أيها الأعزاء من المثقفين الأمريكيين طبيعة المعتقد الوهابي مضاف اليه الطبيعة العدوانية للعرب و عرب الجزيرة خاصة لكنتم قد قطعتم أشواط في تكوين اجابة سليمة على سؤالكم الأول : لماذا 15 سعوديا ؟ و هل هذه المجتمعات تعتبر حاضنة لتفريخ الارهاب؟
هلا تسائلتم و نحن معكم لماذا لم يقرر اليابانيون الانتقام للمجازر التي ارتكبها مجتمعكم ضدهم بالقاء القنابل النووية على مدنهم؟
لماذا لم تقرر جماعة ألمانية ارهابية الانتقام للخمسين ألف قتيل ألماني في ديزدن بفعل الغارات العشوائية وأطنان القنابل التي ذهب ضحيتها الأطفال و النساء و الرجال و كل التراث العمراني و الحضاري لهذه المدينة التاريخية؟
لماذا عزف الفيتناميين عن "ملاحقتكم" في دياركم بعد أن أحرقتم جلودهم بالنابالم و الغازات الكيمياوية و خلفتم ورائكم 3 ملايين قتيل؟
لماذا؟
ببساطة لأن هذه الشعوب تعرف كيف تحاسب نفسها قبل محاسبة الآخرين. و أكثر من هذا فهي تعرف كيف تستخلص العبر و الدروس.
صحيح أن الاسلام يختلف جوهريا عن المسيحية في مسألة معاملة المعتدين، صحيح أنه لا يشجع على بسط الخد الأيمن لمن ضربك على خدك الأيسر، بل ان الطرح الاسلامي في هذه المسألة منطقي الى أبعد الحدود : " و اذا اعندوا عليكم فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدي عليكم ".
لكن المتابع لأحداث المنطقة لا يرى أي اعتداء امريكي على السعودية، بل و أكثر من ذلك فان قواته مرابطة هناك لحمايتها. فما هو مبرر العمل الذي قام به هؤلاء الشباب تاع السعودي؟
مبدئيا فان أي محاولة وصل ما حدث بقضية فلسطين يعتبر ضربا من الهروب الى الأمام و لي من الشواهد و البراهين ما يضحد هذا الطرح..
مضطر للخروج الآن و لي عودة ان شاء الله
أرجو أن تعذرني عزيزي بلال نبيل، فقط أؤكد لك أنك مخطأ كثيرا فيما ذهبت اليه، خاصة في النقطة الأخيرة
عائد ان شاء الله
المداخلة القادمة: و انقلب السحر على الساحر
__________________
ميدالة للفرح كل يوم
اعطيني حبه VALIUM
غير باش افتح عينيَ
و الدنيا ترجع بلا هموم
ابن قنب الهندي- " هموم الزواليا"
|