عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 30-01-2003, 11:02 AM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي

الاخ السنونو
من منظور اسلامي لايمكن ان تنظر لجانب دون الجانب الآخر .. فالدين الاسلامي دين شامل غطى كل الجوانب بأسلوب متكامل دون طغيان جانب على الآخر .. فلا يمكن ان نتحدث عن السياسة كجانب ونغفل الجانب الآخر .. وبمعنى أصح لايمكن ان يتجزأ .. وسآتي على هذا في سياق الرد هنا ان شاء الله . لأن الدعوة السلفية ليست دعوة إلى شعبة من شعب الإيمان.. ولا لقضية واحدة من قضايا الإسلام.. وليست هي دعوة إصلاحية اجتماعية.. ولا دعوة سياسية حزبية.. بل هي دعوة لكل ذلك دون تفضيل لجانب على الآخر فهي دعوة الإسلام... الإسلام بكل ما تعني هذه الكلمة من معاني العزة والسيادة والإصلاح والعدل والفلاح في الدنيا والآخرة.


اما قول ((هل أتى محمد بن عبد الوهاب بجديد في الإسلام؟
هل أضاف صفحة شعائرية نسيها الرسول (ص)؟
أليس عبادة القبور وتعظيم شخصيات معينة بدعة على الإسلام؟))


الجواب لم يأتي بجديد بل عمل على التجديد .. والدعوة السلفية ليست دعوة وطن بعينه، ولا شعب بعينه، وإنما هي المنهج المنضبط لفهم الإسلام والعمل به .. وتهدف الى إيجاد المجتمع المسلم الذي يقوم بتآلف تلك اللبنات التي ربيت على أساس الإسلام عقيدة ومنهجاً.. والشيخ رأى الانحراف بالدين في جميع ارجاء العالم الاسلامي

وكما ذكرت سابقا انه في كل عصر من العصور تطمس معالم الاسلام ( وبمعنى اصح تبدأ هويته تتشوه بفعل ثقافات وقوى خارجية ) كما حصل عندما اتى بن تيمية ارتبطت البدع بالتراث الفارسي واليوناني .. وهذا اربك الثقافة الاسلامية وكانت بداية لطمس هويتها .. فأتى ابن تيمية وقدم ميراثا هاما في جوانب المعرفة الاسلامية ونظمها وردها الى اصولها بعد ان تم تشويهها بثقافات غير اسلامية .
والتجديد الذي نقوله هو مذكور في نص نبوي في الحديث الشريف " عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ان الله يبعث لهذة الامة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)) رواه ابو داود
ولتوضيح هذه النقطة لابد ان يتم توضيح بعض اقوال الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال في رواية مسلم وغيره عن ثوبان " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها .. وإن أمتي سيبلغ ملكها مازوى لي منها "
وتحدث الرسول ايضا عن غربة الاسلام بعد مضي قرن الرسول صلى الله عليه وسلم " والذي هو خير قرن " ثم مضى القرن الذي يليه .. ثم الذي يليه كما روى البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خير الناس قرني .. ثم الذين يلونهم .. ثم الذين يلونهم .. ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه .. ويمينه شهادته


وهذا يعني انه كلما جاء زمان كان الذي بعده شرا منه .. وكانت غربة الاسلام فيه أشد كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء "
ومما يؤكد قول الرسول ان هنالك من امته من يأتي ليجدد الدين كلما طمست معالمه .. وكلما انتقصت معظم أصوله ودعائمه بتلاعب الجهال .. وارتفاع أهل الجهل وترأسهم بعث الله عز وجل من يجدد لهم تدينهم ويردهم الى ماكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل القرون الفاضلة بالدعوة والتعليم وحسن القدوة والجهاد .. وهو يؤكد ماروي عن البخاري في صحيحه في المناقب عن معاوية رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لاتزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لايضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك "


وكلمة تجديد ياسنونو لاتعني الإيتاء بجديد بل تعني اعادة السنه بعد ان تنطمس معالمها وهذا يدعونا للرجوع لكل كلمة في نصوصنا الشرعية لمعانيها في اللغة العربية ..

اما ان عبادة القبور وانتشار البدع فنعم هي دور كلا منا ولكن ان عرفنا وفهمنا ان هذه بدعه .. ولكن من قراءة التاريخ الذي ظهر فيه الشيخ محمد بن عبدالوهاب ان ان العلماء يعززون هذه البدع للعامة ..هذه البدع لاتعتبر بدعا من منظورهم .. وكانت تنتشر بانماط متعددة يدعمها من يدعون أنهم علماء دينيين .. وهم جهلاء ويدعون لأعمال يحسبونها صلاح وهي فساد .. وبانتشار الجهل " او بمعنى أصح " انطماس معالم الدين " أتى الشيخ محمد بن عبدالوهاب لينير بصائر الناس .. وقد يكون في عصره من لايؤمن بهذه البدع الا انهم لايبذلون دماءهم وأموالهم دون هلكة العباد .. وهذه البدع انتشرت في كل العالم الاسلامي ابتداء من نجد مرورا بالحجاز فمصر والشام والمغرب وانتهاء بالهند

وحتى نعطي لهذا الجانب بعدا سياسيا كما أردت نتحدث عن حال الدولة العثمانية والمسببات السياسية التي طغت على الدين من هذه الخلافة ..

فالدولة العثمانية بأجمعها وفيما امتدت اليه سلطتها منذ اوائل القرن الثاني عشر للهجرة النبوية في حكم الزوال قبيل ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله .. فقد انهزم سلاطين آل عثمان أمام النمسا وروسيا والبندقية وغيرها من الدول النصرانية بمايسمى ( صلح كارلوفتسي ) عام 1110 هـ الموافق 1699م وهو وثيقة انهزامهم عن حماية بلدانهم الاسلامية من هذه الدول النصرانية المعادية للاسلام والمسلمين .. وبموجب تلك الهزيمة طمع الأوربيون بازالة الدولة نهائيا وسموا سلطان الدولة العثمانية " الرجل المريض " واتفقوا على اقتسام تركته ولكن اختلفوا في نصيب كل منهم من هذه التركة التي هي البلاد العثمانية الاسلامية .. فكان هذا الاختلاف هو الذي أخرهم عن ازالة شبح السلطان العثماني مدة من الزمان .
ومنذ ذلك الوقت لم يصبح لسلطان العثماني الأمر انما كان لبعض الوزراء من عناصر أجنبية أوربية من الدونمة وماسون سالونيكا المتظاهرين بالاسلام ومن المعجبين بكفر النصارى والحاد القوميين والعلمانيين .. وسرعان ماانقلبت الدولة العثمانية الى فوضى وتم اغتيال الكثير من الولاة والأمراء بالخروج عليها وتكوين حكومات مستبدة وضعيفة لاتستطيع اخضاع من في حكمها ..
وانتشرت ظاهرة التصوف بمختلف طرائقه وأصوله بصورة بعدت عن الاسلام وادخل عليها من مظاهر التصوف النصرانية كالرهبانية .. وابتدعت أساليب للتلاعب بذكر الله كالغناء والرقص والصياح والأشعار والمدائح والموالد وبعضها من الهندوسية والفارسية واليونانية .. كدعوى الحلول والاتحاد .. ووحدة الوجود .. وكانت الدولة العثمانية كسلطة سياسية ترى ان هذا اللون من صميم الدين الاسلامي .. فكان السلاطين يخضعون لمدعي التصوف ويبالغون في تعظيمهم .. بل يغلون فيهم وهو الأمر الذي أدى الى اعتقاد العامة فيهم 00
هذه الدولة العثمانية التي تعتبر أكبر الدول الاسلامية في أيامها والتي كان يعد سلاطينها خلفاء المسلمين .. والتي كانت تعتبر دولة سنية ولايوجد للمسلمين دولة أوسع منها في ذلك الزمان قبيل ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. وفي نفس الوقت الذي كانت توجد الدولة العثمانية كانت توجد الدولة الصفوية الرافضية على مذهب الإمامية وكانت تغالي في الرفض حتى أنها تحارب الدولة العثمانية لانها منسوبة إلى السنية أشد الحرب بتحريض نصارى الانكليز .. ثم انتهت بمقتل نادر شاة عام 1160هـ


في مثل هذه الأجواء أتى الشيخ محمد بن عبدالوهاب
وحتى يتمكن الشيخ من تخليص الأمة من المعتقدات الضالة والباطنة فقد عانى وصبرفي بلدته بنجد .. وعندما بدأ ينصح الولاة في نجد بضرورة اقامة الصلاة جماعة وجباية الزكاة وغير ذلك من أمور الدين .. وانكر بعض من من يدعي العلم بالدين طلب الشيخ محمد بن عبدالوهاب اقامة حدود الله .. وزعموا ان الشيخ لاصلة له تخولة للحكموالأمر باقامة الحدود.. ورد عليهم الشيخ بشئ لم يعتادوه وهو ضرورة التمسك بالكتاب والسنة والعمل بما جاء من هدي الأصحاب وبما اختاره الائمة الأربعة الذين شاعت مذاهبهم .. فهو وان كان اختار مذهب الحنابلة فانه لايقدمه على النص القاطع ولا يتعصب له بل يختار من المذاهب الاخرى .. من هو أقرب الى الدليل والصواب الموافق للشريعة .. وشاع كلام الشيخ هذا مما أثار ضده ايضا متعصبة المذاهب والمقلدة .. واعتبروا ان رد أي شئ الى الكتاب والسنة بدعة والحادا وخروجا من الدين وكأن الدين فقط من خلال المذاهب ولا يمكن استنباطه بالعقل من خلال القرآن والسنة .. وزين لهم الشيطان شبهه أنهم لايقدرون على فهم كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكلام السلف الصالح .. وأن الأخذ بظاهر الكتاب والسنة من أصول الكفر ..
عانى الشيخ في دعوتة ورأى ان الدعوة بحاجة لقوة سياسية تدعمه .. ولكنه محاطا بولاة يجهلون مايقول .. ويرون انه سيعمل على قلب كل مااعتادوا عليه .. يعينهم بذلك علماء جهلاء بالدين .. وهو الأمر الذي جعله يغادر للدرعية بعد ان خذله ولاة عديد من أقاليم نجد ... الى ان وصل الى الدرعية ( منطقة حكم آل سعود ) وبدأ الشيخ يعلم أصول الدين خفية واستقر التوحيد في نفوس العديد من أهالي الدرعية وأرادوا ان يخبروا محمد بن سعود والذي آمن بهدف الشيخ .. ووافق محمد بن سعود بنصرة الشيخ في الجهاد وجهر الشيخ بدعوته والدعوة الى الله وبدأ المهاجرين من مختلف بلدان نجد يأتون اليه واحبوا هجرتهم وآواهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. وصبر هؤلاء المهاجرون واعانهم الشيخ وكان يستدين ليعينهم .. وعندما بدأت معاداة العدوة للدين من بعض الأقاليم بدأ الشيخ بالدعوة للجهاد بعد ان باءت كل الاساليب السلمية للدعوة الى نقاء العقيدة بعد سنتين من تحالفه مع محمد بن سعود .. وقد أمر الشيخ بالجهاد خاصة بعد أن اصبح الخطر وشيكا على النفس والدين وبدأ بالجهاد ... وهو الأمر الذي اعطى بعدا جهاديا للمذهب السلفي .. باعتباره من الواجبات الدينية وهو ذروة سنام الدين .ولستمروا في الجهاد في سبيل الله ونصرة دين الله تعالى ..


هذا الفكر في المذهب السلفي الذي يدعم الجهاد لنصرة الدين الاسلامي .. وان لايكون الجهاد ضد معتدي او ضد احتلال فكر تميز به المذهب السلفي .. ( وهو الأمر الذي ينكره الغرب )

يتبع في الرد التالي عن الفكر السلفي المعاصر