عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 04-02-2003, 05:37 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أشكر الأخت منى و جميع الأخوات على هذا الموضوع القيم وهنا سأعيد عرض مشاركة الأخت منى مع تعديل الخط ..

فضل عشر ذي الحج


اعلم أن من حكمة الله تعالى ودلائل ربوبيته ووحدانيته ، وصفات كماله ، تخصيص بعض مخلوقاته بمزايا وفضائل ، وتفضيل بعض الأزمنة والأمكنة على بعض في تعظيم الأجور ، وكثرة الفضائل .
ومن ذلك أن الله تعالى فضل بعض الشهور والأيام والليالي على بعض ليكون ذلك عوناً للمسلم في زيادة العمل والرغبة في الطاعة ، وتجديد النشاط ليعظم أجره ويحظى بنصيب وافر من الثواب ، فيتأهب للموت قبل قدومه ويتزود للمعاد .
وقد فضل الله تعالى عشر ذي الحجة على غيرها من الأيام فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر ) قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ( ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء ) . [أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي]
وعنه أيضاً - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مامن عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى ) . قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ( ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل - إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ) . [رواه الدرامي وإسناده حسن كما في الإرواء]
فهذه النصوص وغيرها مما صح دليل على فضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها من أيام السنة من غير استثناء شيء منها حتى العشر الأواخر من رمضان .
قال ابن كثير رحمه الله : ( وبالجملة فهذا العشر قد قيل إنه أفضل أيام السنة كما نطق به الحديث ، وفضله كثير على عشر رمضان الأخير ، لأن هذا يشرع فيه ما يشرع في ذلك من صلاة وصيام وصدقة وغيرها ، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحج فيه ، وقيل ذلك أفضل لاشتماله على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، وتوسط آخرون فقالوا : أيام هذا أفضل وليالي ذلك أفضل ، وبهذا يجتمع شمل الأدلة والله أعلم ) . [تفسير ابن كثير]
واعلم أن فضيلة هذه العشر جاءت من أمور كثيرة منها :
أن الله تعالى أقسم بها . والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه ونحو ذلك ، قال تعالى : ( والفجر وليال عشر ) . قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف : إنها عشر ذي الحجة . قال ابن كثير : ( وهو الصحيح ) ونسبه الشوكاني في تفسيره إلى جمهور المفسرين . [تفسير ابن كثير ، فتح القدير]


أن الرسول صلى الله عليه وسلم شهد بأنها أفضل أيام الدنيا كما تقدم .


أنه حث فيها على العمل الصالح : لشرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار ، وشرف المكان - أيضاً - وهذا خاص بحجاج بيت الله الحرام .


أنه أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) . [أخرجه أحمد ، تحقيق أحمد شاكر وإسناده صحيح]


أن فيها يوم عرفة ويوم النحر .


أن فيها الأضحية والحج
__________________
معين بن محمد