[السلفيالمحتار]

لقد ذكرت آنفا بان مرحلة النضال اختلفت من بلد الى اخر حسب قوة وصلابة المحتل الانجليزي او الفرنسى او الايطالي ,, وظل العرب يدافعون ببسالة ومناهضة المستعمر بكل الوسائل الممكنة ,, وكانت الحرب اقوى من تصوراتهم وتفكيرهم ويرجع ذلك بسبب الجهل المتراكم من استعباد الدولة التركية او العثمانية الى الشعوب العربية التي افرزت نوعا من التفرقة على سبيل المجال فتارة تلعب بالوتر القطري والوتر المذهبي وايضا التلاعب حتى في المذهب الواحد بتشكيل خطوط منهجية مخالفة لبعضها البعض وضربها ببعض
والمستعمر ادرك هذا الضعف لدى الشعوب العربية واستفاد من هذا التخلف فذهب يخطط الى ما هو ابعد من ذلك وذلك بضرب الشعوب بعضها ببعض فاخذ في تاسيس التكتلات التحررية ضد دعاة الجمود والتحرر ,,,
ولكن المناضلين الواعين لهذه السياسة الاستعمارية لم يلتفتوا الى هذه اللعبة القذرة واخذوا يقاومون الاستعمار ,,, بينما الحرب الكلامية بين من هم ينشدون الحرية والحداثة(التقدميين ) وبين من هم يريدون الجمود (الرجعية ) لا تزال آثارها الى اليوم وكأنها أرث من الماضى دعى الى التعصب وعدم قبول الحوار للأخر ,,, وكان للانتهازيين دورا مهما في هذا المجال ترك بصماته على من نظر بعين واحدة حسب مفهومه الحياة دون ان يعطي الحق للأخر في التفكير وعدم اعطائة المجال للاطلاع لوجهة النظر حتى وصل الحال الى ان يكفر عالما عالما آخر واصدار الفتاوي لابعاده عن الساحة ,,, وقد كان ان وصلوا هؤلاء التقدميون والرجعيون الى طريق مسدود في ظلام دامس غير قادرين على الخروج منه ,,,

اما المناضلون للاستعمار فقد حصلوا على مسمي استقلال بلادهم واستبشرت الشعوب العربية بهذا واخذت الاناشيد يتغنى بها طلاب المدارس والشيوخ في
حقولهم وان شمس الحرية قد اشرقت من جديد ,,,
وفي الموضوع القادم سوف ابين ماهية الاستقلال على حسب المناخ السياسى لكل قطر ,,,