بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كفاكم تزويراً للتاريخ ...
الحادثة معروفة جيداً، ولا داعي لمحاولة تغييرها،
أنا أعرف إن هذا الرد سيحذف، لذا سارع بقراءة القصة الحقيقية قبل أن يحذف الموضوع،
----
مناظرة العلامة الحلي(1)مع علماء المذاهب الاَربعة بمحضرالشاه خدا بنده(2)
يقال : إنّ الشاه خدابنده غضب يوماً على امرأته فقال لها : أنت طالق ثلاثاً ، ثمّ ندم وجمع العلماء .
فقالوا: لابدّ من المحلّل .
فقال : عندكم في كلِّ مسألة أقاويل مختلفة أو ليس لكم هنا اختلاف؟
فقالوا : لا .
فقال أحد وزرائه : إنّ عالماً بالحلّة وهو يقول ببطلان هذا الطلاق . فبعث كتابه إلى العلاّمة ، وأحضره ، فلمّا بعث إليه .
قال علماء العامّة : إنّ له مذهباً باطلاً ، ولا عقل للروافض(3)، ولا يليق بالملك أن يبعث إلى طلب رجل خفيف العقل .
قال الملك : حتّى يحضر .
فلمّا حضر العلاّمة بعث الملك إلى جميع علماء المذاهب الاَربعة، وجمعهم . فلمّا دخل العلاّمة أخذ نعليه بيده ، ودخل المجلس ، وقال : السلام عليكم ، وجلس عند الملك .
فقالوا للملك : ألم نقل لك إنّهم ضعفاء العقول .
قال الملك : اسألوا عنه في كلِّ ما فعل .
فقالوا له : لم ما سجدت للملك وتركت الآداب ؟
فقال : إنَّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ كان ملكاً وكان يسلم عليه ، وقال الله تعالى : ( فإذا دخلتم بيوتاً فسلّموا على أنفُسِكم تحيّةً من عنِد الله مباركةً )(4)، ولا خلاف بيننا وبينكم أنّه لا يجوز السجود لغير الله.
ثمّ قال له : لم جلست عند الملك ؟
قال : لم يكن مكان غيره ، وكلّما يقوله العلاّمة بالعربي كان المترجم يترجم للملك .
قالوا له : لاَيّ شيء أخذت نعلك معك ، وهذا ممّا لا يليق بعاقل بل إنسان ؟
قال : خفت أن يسرقه الحنفيّة كما سرق أبو حنيفة نعل رسول الله!!
فصاحت الحنفيّة : حاشا وكلاّ ، متى كان أبو حنيفة في زمان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بل كان تولّده بعد المأة من وفاته ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ .
فقال : فنسيت فلعلّه كان السارق الشافعي !!
فصاحت الشافعيّة كذلك ، وقالوا : كان تولّد الشافعي في يوم وفاة أبي حنيفة ، وكانت نشوءه في المأتين من وفاة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ .
وقال : لعلّه كان مالك !!
فصاحت المالكية كالاَوّلين .
فقال : لعلّه كان أحمد ففعلت الحنبليّة كذلك .
فأقبل العلاّمة إلى الملك ، وقال : أيّها الملك علمت أنّ رؤساء المذاهب الاَربعة لم يكن أحدهم في زمن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ولا الصحابة ، فهذا أحد بدعهم أنّهم اختاروا من مجتهديهم هذه الاَربعة ، ولو كان فيهم من كان أفضل منهم بمراتب لا يجوّزون أن يجتهد بخلاف ما أفتى واحد منهم .
فقال الملك : ما كان واحد منهم في زمان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ والصحابة ؟!
فقال الجميع : لا .
فقال العلاّمة : ونحن معاشر الشيعة تابعون لاَمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ نفس رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وأخيه وابن عمّه ووصيّه ، وعلى أيّ حال فالطلاق الذي أوقعه الملك باطل لاَنّة لم يتحقّق شروطه ، ومنها العدلان فهل قال الملك بمحضرهما ؟
قال : لا .
ثمّ شرع في البحث مع العلماء حتّى ألزمهم جميعاً ، فتشيّع الملك ، وبعث إلى البلاد والاَقاليم حتّى يخطبوا بالاَئمّة الاِثني عشر ـعليهم السلامـ ، ويضربوا السكك على أسمائهم وينقشوها على أطراف المساجد والمشاهد منهم(5).
ومن لطائفه أنّه بعد إتمام المناظرة وبيان احقيّة مذهب الاِماميّة الاثنى عشريّة ، خطب الشيخ ـ قدس الله لطيفه ـ خطبة بليغة مشتملة على حمد الله والصلاة على رسوله ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ والاَئمة ـ عليهم السلام ـ فلمّا استمع ذلك السيّد الموصلي الذي هو من جملة المسكوتين بالمناظرة .
قال : مالدليل على جواز توجيه الصلاة على غير الاَنبياء ـ عليهم السلام ـ ؟
فقرأ الشيخ في جوابه ـ بلا انقطاع الكلام ـ : ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمةٌ وأولئك هم المهتدون )(6).
فقال الموصلي على طريق المكابرة : ماالمصيبة الّتي أصاب آله حتّى أنّهم يستوجبون لها الصلاة ؟
فقال الشيخ ـ رحمه الله ـ : من أشنع المصائب وأشدّها أن حصل من ذراريهم مثلك الّذي يرجّح المنافقين الجهال المستوجبين اللعنة والنكال على آل رسول الملك المتعال .
فاستضحك الحاضرون ، وتعجّبوا من بداهة جواب آية الله في العالمين
____________
ه(1) هو : أبو منصور الحسن بن الشيخ الفقيه النبيه سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي المشهور بالعلامة ، له أكثر من تسعين كتاباً في مختلف العلوم الاِسلامية ، من أشهرها : مختلف الشيعة ، المنتهى ، نهج الحق وكشف الصدق ، منهاج الكرامة ، الاَلفين ، وهو ابن أخت المحقق الحلي حيث اهتم بتربيته وتدريسه ، بالاِضافة إلى ذلك فقد تتلمذ العلاّمة على أيدي أساطين العلماء منهم : والده ، والسيدين جمال الدين أحمد ، ورضي الدين علي ابني طاووس ، والشيخ ميثم بن علي البحراني وغيرهم الكثير ، توفي ليلة السبت الحادي والعشرين من شهر محرم الحرام سنة ست وعشرين وسبعمائة ، حيث قد ولد لاِحدى عشرة ليلة خلون أو بقين من شهر رمضان المبارك عام ثمانية وأربعين وستمائة في مدينة الحلة في العراق ، ونقل نعشه الشريف إلى جوار أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ودفن هناك . راجع : روضات الجنات ج 2 ص 269 رقم: 198 .
ه(2) محمد بن أرغون بن أبغا بن هلاكو بن تولى بن جنكزخان المغولي ، السلطان غياث الدين المعروف بخدابند ومعناه بالعربية عبد الله ، ملك العراق وخراسان وآذربيجان ، ولد سنة نيف وسبعين وستمائة ، كان على مذهب العامة فتشيع وكان يحب العمارة أنشأ مدينة جديد بأذربيجان سماها السلطانية توفي سنة 716 . راجع : الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني ج 3 ص 378 ترجمة رقم : 1003 .
ه(3) الرافضة : اسم أطلقه خصوم ومبغضوا الشيعة عليهم وذلك للاستهانة بهم وتحقيرهم وسبب ذلك كله هو أنهم والوا علياً وأهل بيته واعتقدوا بإمامتهم ـ عليهم السلام ـ لما ثبت عندهم بالاَدلة القطعية الصارمة من خلافتهم وإمامتهم ووجوب التمسك بهم ـ عليهم السلام ـ ، وهل من يوالي علياً وأهل بيته ويتمسك بهم يعتبر رافضياً ؟ إذا كان كذلك فهذا نعم الاسم فنحن رفضنا غير أولياء الله وغير خلفائه ، وأخذنا بأقوالهم وتركنا أقوال غيرهم واتبعناهم ولم نتبع غيرهم .
فهذا كل ما في المسألة فالذي يتبعهم ويروي أخبارهم ويذكر مناقبهم وفضائلهم يعتبر رافضياً ، يقول الربيع بن سلمان : قلت للشافعي : إن ههنا قوماً لا يصبرون على سماع فضيلة لاَهل البيت فإذا أراد أحد أن يذكرها يقولون : هذا رافضي !! قال : فأنشأ الشافعي يقول :
إذا في مجلس ذكروا علياًوسبطيه وفاطمة الزكيّة
فأجرى بعضهم ذكرى سواهمفأيقن أنه سلقلقيّه
إذا ذكروا علياً أو بنيهتشاغل بالروايات العلية
وقال : تجاوزوا ياقوم هذافهذا من حديث الرافضية
برأت إلى المهيمن من أناسيرون الرفض حب الفاطمية
على آل الرسول صلاة ربيولعنته لتلك الجاهلية
فرائد السمطين ج 1 ص 135 ح 98 .
ه(4) سورة النور : الآية 61 .
ه(5) روضات الجنات للخونساري : ج 2 ص 279 .
ه(6) سورة البقرة : الآية 156 و 157 .
[ 24-06-2001: المشاركة عدلت بواسطة: المر ]
__________________
|