عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 25-02-2003, 03:44 AM
القوس القوس غير متصل
وما رميت إذ رميت
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,350
إفتراضي

"إعلان حقوق المرأة" كانت المرأة تقول "مثلما المرأة تملك حق الحكم عليها بالإعدام يجب أن تملك حق الوصول إلى منصب هيئة القضاة"، (المرأة والماركسية ص 25). وفي السنوات الأكثر سخونة للاحتلال الفرنسي في سنة 1793 بالذات طالبت بالحقوق السياسية من مجلس الثورة للاحتلال الفرنسي، وكانت توجه سؤال، هل تستطيع المرأة الاستفادة من حقوقها السياسية والمشاركة بشكل فعال في السلطة، وهل تستطيع تأسيس جمعيات سياسية أو منظمات جماهيرية؟ أما البرجوازية التي كانت قد تسببت الحرية والمساواة فجاوبت على هذه الأسئلة بإلغاء ومنع تحرر المرأة وإرسال قادتها إلى المقصلة.

فمن ناحية إنقاذ البرجوازية للمرأة من ظلام القرون الوسطى فهي أنقذتها ولكنها لم تكن ترتاح للحركات التي تتوجه لتوعيه المرأة من جهة إلى جهة أخرى تسير ضد مصالحها، فالبرجوازية التي حطمت الجدران السميكة لكنيسة، لم تلمس الأفيون المخدر فيها، هدم الممارسات الإدارية للكنيسة، سلطتها، لم يكسر قيود "خلق الله المرأة من أجل الرجل" التي تطوق المرأة بشكل واع وإنما بالعكس من ذلك عبر القوانين زادت من القيود المفروضة على المرأة، وكان الاعتراف جاريا بكون المرأة هي عبدة للبيت، ولم تكن قد منحت حق التصويت بعد، وكانت العراقيل توضع أمام تسلمها لشؤون إدارية، وان حقيقة نظرة البرجوازية للمرأة عرضت بشكل مكشوف عام في المادة 213 من أول قانون مدني في العالم المعروف بقانون نابليون:

"يجب على الزوج حماية زوجته، ويجب على الزوجة طاعة زوجها"

فالمرأة العبدة للبيت في القرون الوسطى أصبحت " بتحررها" عبدة معاصرة في خارج البيت أيضاً.

إن الرأسمالية الآخذة في الصعويد لم تستطيع منع مشاركة المتزايدة في الأحداث السياسية الاجتماعية، كانت للمرأة مشاركة فعالة في الحركات العمالية والإنكليزية، وحرب المتاريس في فرنسا، وبدأت تطالب بتقليل ساعات العمل والتعليم المهني، والمساواة في تبوء المناصب، المساواة في الأجرة، حق الحضانة وحق إقامة الجمعيات والتنظيمات السياسية.

كانت قد انفتحت أفاق جديدة لحياة المرأة العاملة في المصنع حيث إنان الظروف الجديدة كانت تحرض نضال لتوسيع حقوق المرأة، وأن المرأة كانت متواجدة ضمن الجهود التي تصب في اتجاه الثورة، لذلك أصبحن مقاتلات بطلات من زمن الثورة، مقاتلات من أجل الديمقراطية في زمن السلم، بالإضافة إلى رغبة البرجوازية في اغتصاب حقوق المرأة وحصرها ضمن حدود المصنع والبيت، إلاالا أن المرأة التي لا يمكن أن تخطو إلى الوراء بما قدمت من نضال، سارت إلى الأمام باستمرار بذلك استطاعت نيل حقوق التصويت، واستخدام لقبها وما شابه ذلك من حقوق وحتى تم الاعتراف بمساواتها مع الرجل في الدستور، ولكن المساواة الدستورية ما كانت لها أنان تكون مساواة فعلية، لأن الرأسمالية لم تكن مؤهلة لخلق شروط المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة، لأن جوهر النظام الرأسمالي كان يستند على عدم المساواة، وان فلاسفة البرجوازية المهتمين بهذا الموضوع كانوا يذرفون دموع التماسيح، خلال مراقبتهم لهذا الوضع، ويبدون الشفقة نحو المرأة. وطبعاً كانوا يسكتون عن مواضيع مثل موضوع كون المرأة تأخذ أجراً أقل من الرجل، وعدم تمثيلها بما فيه الكفاية، وتشغيلها في مواقع عمل لا يستدعي العمل فيه إلى مهارة كبيرة، وتكتيك، ولا تحتاج إلى خاصية معينة.

حينما كان العالم كله يعيش مرحلة الإمبريالية السابقة للمرحلة الاشتراكية لم يحدث تغير ما في وضع خارج الحقوق التي نالتها عبر النضال، وإنما بالعكس من ذلك، احتقرت الفاشية، وليدة الأزمة للإمبريالية المرأة وذلك بالإطلاق عليها رمز “3 K” اختصر هتلر عمل المرأة في ثلاث كلمات Kind, Kuch, Kirche أي الإنجاب، المطبخ، الكنيسة، فالمرأة التي كانت تهتم بمطبخهما وأطفالها، كان عليها أن لا تقصر تقصر في مهماتها الدينية؟ فالمرأة بإنجابها للأطفال تزيد من العرق الألماني المتفوق، لم يكتفوا بهذا القدر، فالفاشية التي جعلت المرأة عبدة في منزلها، استغلتها بشكل كبير في مواقع العمل أيضاً، وكانت تستخدم المرأة كخادمة في البلدان المحتلة من قبلها، مثلما كانوا يرسمون صور المجازر الجماعية كان الفاشيون يرسلون الصور العارية للنساء اللواتي قاموا باغتصابهن إلى أقاربهم كذكرى حرب.

ولقد كان عدم المساواة والمواطنية من الدرجة الثانية، الاحتقار، الإهانة والنظر إليها كمجرد وسيلة لإشباع الغرائز الجنسية وغيرها التي لم تتغير منذ ظهور المجتمع الطبقي تقبع تحت كل أشكال ديماغوجية الحرية والمساواة وان مساواة المرأة على الورق فقط كانت كافية بالنسبة للبرجوازية أكثر من هذا لم يكن أمراً مناسباً لها.
ñ

نساؤنا نحن
"......

بأيديهن المخيفة والمباركة

بذقونهن الصغيرة الدقيقة، بعيونهن الواسعة

أمهاتنا، زوجاتنا، حبيباتنا

والتي تموت وكأنها لم تعش أبداً

والتي مكانها في مائدتنا يأتي بعد ثَوْرَنا

والتي نختطفها إلى الجبال، ومن أجلها، ننام في السجون

والتي في الحقل، ومزارع التبغ وجمع الحطب والسوق

والتي تنساق إلى المحراث

وفي الزرائب

السكاكين المغروزة في الأرض في ضوئها

وأولئك النساء التي لنا بأجراسها وبأردافهاوباردافها الثقيلة المهترئة

مهن نساؤنا"

(ناظم حكمت، ملحمة كوفائي مللييه)

هل إن حكاية المرأة المضطهدة مختلفة في بلدنا؟ وهل إن مصير قره فاطمة وخديجة وعائشة اللاتي حملن قذائف المدافع على أكتافهن في حرب التحرير، مختلف عن مصير أخواتهناخواتهن في البلدان الأخرى، جواب سؤالنا هو كلا، حتى إنهنانهن عشن إلى يومنا هذا قروناً من الزمن أكثر اضطهاداً وألماً.

حسناً، اليوم من يمثل المرأة عندنا؟

هل الاقحواثنيات [1] اللاتي تدعون رفع الوضع الاجتماعي للمرأة عندنا وذلك بحمل عدة الطب النفسائني في العربات التي تذكرنا بقصص ألف ليلة وليلة وإجراءواجراء تنظيم الأسرةفحوصات الولادة.

أم الليونسيون [2] اللاتي "تصرفن" الملايين التي جمعوها بتنظيم بضع أمسيات وعرض أزياء.

أم نساؤنا المحبات للكلاب اللواتي يضربن عن الطعام ضد حملات البلدية للتخلص من الكلاب والقطط في الوقت الذي يموت فيه الآلاف من الجوع، والفيضانات والجفاف والحروب في أرجاء العالم كافة.

إن لم تكن هؤلاء، يمثلن المرأة التي نقصدها، ترى هل المرأة "المثقفة" التي تختار العذوبةالعزوبية و الحرية الجنسية التي تمثلها؟

كلا لسن هؤلاء. ما عدا التشابه الجنسي لا يربطهن أي رابط مع المرأة التي نقصدها، وليس هناك أي توجه مشترك بينهن، لهن عالم آخر، قضاياً ولغة أخرى لا داعي للذهاب بعيداً، لنستطيع إيجاد جذور هذا التمايز في الإسلام والدولة العثمانية التي كانت مجتمع أمة.
ñ

المرأة في الدولة العثمانية
قيمت الدولة العثمانية المرأة كما المجتمعات الإقطاعية للغرب-بمقياس الإنجاب فقط ليس من حق المرأة أن تكون وصية على أولادها، أو الطلاق، كانت مجبرة أنان تكون تحت سيطرة الزوج أو الابن أي سيطرة رجل ما بأي شكل من الأشكال، الشريعة الإسلامية لم تكن تجيز إلاكثر بعد من ذلك، حتى خروج المرأة إلى الشارع، وإلى أين تنستطيع الذهاب أو لا تنستطيع كلها نظمت بأوامر لا تستطيع مرافقة أي رجل لو كان والدها، أو المرور بشوارع معينة، غرف الحرملك والسلاملك والحريم، الضيافة، وصلت حتى إلى داخل السفن وعربات الترام.

مزوداً حركة الإصلاح الاجتماعي عندما وقفوا ضد قانون المرأة هذا، مثلما في كل الأمور الأخرى بحثوا الموضوع بأجراء مقارنة بينهم وبين الغرب، وانهم لم يستطيعوا العمل على تحرير المرأة، ولكنهم عملوا على أن للمرأة في المجتمع وجوداً حياً وعاقلاً على الأقل.

الحكومة الدستورية في 1908 استطاعت الإتيانالاتيان بإصلاح جزئي لوضع المرأة في المدينة فقط بذا استطاعت الخروج إلى الشارع بسهولة أكبر ولف عباءتها حول عنقها، والدراسة في مدارس محددة، فحركة الإصلاح الاجتماعي والحكومة الدستورية لم تستطيعاً فتح الطريق أمام أية تغيرات في قانون المرأة في المناطق الريفية.

فالحرب الامبريالية الاولى (فالحرب العالمية الأولى) كانت مرحلة حصول المرأة على أكبر قدر من الحرية والحركة في الدولة العثمانية، هذه الدولة المحتاجة إلى قوة العمل بدأت بتشغيل المرأة المحجبة في مصانع السلاح والنسيج، وسلمت للمرأة مهاماً في مؤسسات وسائل الاتصال، وتبادل المعلومات، والمستشفيات وغيرها من المؤسسات، ان الدولة العثمانية التي لم تقيم المرأة أكثر من كونها تنجب الأطفال وتربيهم، تحت ضغط الصعوبات أقدمت على الإخلال بالشريعة الإسلامية

عبر زج المرأة في الحياة الاجتماعية، ولكن مع ذلك لم يحدث تغير في القانون السياسي والاجتماعي للمرأة.

هذا هولأن نصيب المرأة من التاريخ العثماني، ان المرأة المحجبة التي حبسها التعصب الديني داخل جدران البيت وفرض عليها التميز، والتي كانت ترى الشارع من وراء المشربية، شهادتها لم تكن مقبولة في المحكمة، وحتى الكلام لم يكن مسموحاً لها إلا بإذن. باختصار ان المرأة في المجتمع العثماني كانت عبدة للبيت.

وعلى الرغم من سلوك التعصب الديني العثماني إلا أن الحركة الديمقراطية البرجوازية في أوروبا استطاعت التأثير على المرأة أيضاً، وجدت صدى لدى المرأة من الأقليات القومية بشكل خاص.

فالمرأة المحجبة على وضعها الاجتماعي بدأت بالسفور ولبس الملابس الغربية، وخلقن أزمة بنشرهن لصورهن في وسائل الإعلام، وبدأن بإصدار الصحف والمجلات وكذلك خصصت زاوية للمرأة في معظم الصحف وقام الاتحاد والترقي بإنشاء المجمع النسائيجريدة "الأحمر الأبيض" وطلب قبول المرأة كعضو مراقب في المجلس عام 1908 الذي تظاهرت المرأة أمامه بالبالأإعلام والشعارات، أما الذين كانوا متأثرين بنظرية الانثويةمساواة الجنسية قاموا بالدعوة تحت شعار "الحكومة الدستورية كانت حكراً على رجال معينين ونحن أيضاً أنقذونا من الأسر".

ولكن كل هذا لم يصل إلى الشعب عبر المتنورين ولا إلى المرأة القابعة خلف المشربية عبر المرأة المتعلمة، ولم تسدهي المسافة الفاصلة بين الوسطين.

يتبع
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)



الرد مع إقتباس