تكملة خيار الأمة الأوحد
تكملة خيار الأمة الأوحد
والجهاد يبدأ من مجاهدة النفس والكد على العيال وتأمين متطلبات الحياة والسعي بالحلال لها و الإنفاق على تجهيز أسباب القوة والدفاع عن حمى الإسلام بالمال والنفس والولد , ومن تقاعس وانحاز لصف العدو , أو حتى الحياد فقد خسر الدارين فالفرصة الوحيدة المتاحة أمامه لتأدية الامتحان هذه الأيام التي يحياها المسلم يخسرها بخروجه من صف المجاهدين في سبيل الله تعالى , خوفاً على حياة قد وهبها له الله تعالى الذي يأمره بالجهاد لإعلاء كلمته , فانظر هل يحميك من اتخذت ولياً من دون الله تعالى وهل تسلم لك صحتك وتملك شيئاً من أمر مماتك أو رزقك ولو أصبحت لأحدهم عبد ؟ قوله تعالى :
(سورة البقرة الآيه 195)
وقد ورد في (الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز للدكتور عبد العظيم بن بدوي / كتاب الجهاد - صفحه رقم 483 ( قال ابن كثير : قال الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران قال : ( حمل رجل من المهاجرين بالقسطنطينية على صف من العدو حتى خرقه , ومعنا أبو أيوب الأنصاري , فقال ناس : ألقى بيده إلى التهلكة , فقال أبو أيوب : نحن أعلم بهذه الآية , إنما نزلت فينا : صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , وشهدنا معه المشاهد ونصرناه . فلما فشا الإسلام وظهر اجتمعنا معشر الأنصار تحبباً , فقلنا قد أكرمنا الله بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصره حتى فشا الإسلام وكثر أهله , وكنا قد آثرناه على الأهلين والأموال والأولاد , وقد وضعت الحرب أوزارها , فنرجع إلى أهلينا وأولادنا فنقيم فيهما , فنزل فينا ( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) فكانت التهلكة في الإقامة في الأهل والمال وترك الجهاد ).
رواه أبو داود والترمذي والنسائي , وعبد بن حميد في تفسيره , وابن أبي حاتم , وابن جرير وابن مردويه , والحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده , وابن حبان في صحيحه , والحاكم في مستدركه , كلهم من حديث يزيد بن أبي حبيب , وقال الترمذي : حسن صحيح غريب , وقال الحاكم على شرط الشيخين ولم يخرجاه (1).
يبين ويحض على ذلك قوله تعالى :
(سورة البقرة الآيه 216 )
(سورة النساء الآيه 95 , 96 )
(سورة الأنفال الآيه 15 )
(1) صحيح:{ص.د2187}, تفسير ابن كثير(228/1). د(2459)/188/7)
(سورة الأنفال الآيه 45 )
(سورة آلعمران الآيه 169 )
وقد ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مختصر صحيح البخاري / التجريد الصحيح لأحاديث الجامع الصحيح للإمام زيد الدين الزبيدي – كتاب الجهاد , لتسلسل إسناده / حديث رقم 1204 – باب فضل الجهاد والسير صفحه رقم 276 (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : دلني على عمل يعدل الجهاد , قال : لا أجده قال : هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر , وتصوم ولا تفطر, قال : ومن يستطيع ذلك ؟ (1)
وقد ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مختصر صحيح البخاري / التجريد الصحيح لأحاديث الجامع الصحيح للإمام زيد الدين الزبيدي – كتاب الجهاد , لتسلسل إسناده / حديث رقم 1206 – باب فضل الناس المؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله - صفحه رقم 276 (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله عليه وسلم قال : مثل المجاهد في سبيل الله , والله أعلم بمن يجاهد في سبيله (2) , كمثل الصائم القائم , وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة (3) , أو يرجعه سالماً مع أجر أو غنيمة (4)
(1) أي : لا أحد يستطيع أن يقوم بهذا العمل .وفي الحديث فضيلة ظاهرة للمجاهد في سبيل الله تعالى وأنه لا يعدل الجهاد في سبيل الله تعالى من الأعمال . (2) في قوله صلى الله عليه وسلم ( والله أعلم بمن يجاهد في سبيله ) إشارة واضحة إلى اعتبار الإخلاص وتوجيه الأنظار إليه , ولبيان أهميته في الجهاد , وأنه محط النصر والتأييد .(3) أي : تكفل الله لمن خرج في سبيله مجاهداً – إن توفاه – أن يدخله الجنة .(4) وتحصل من أقوال العلماء : أن الذي رجع سالماً مع غنيمة , أقل أجراً ممن يرجع سالماً بدونها .
وقد ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مختصر صحيح البخاري / التجريد الصحيح لأحاديث الجامع الصحيح للإمام زيد الدين الزبيدي – كتاب الجهاد , لتسلسل إسناده / حديث رقم 1208 – باب الغدوة والروحة في سبيل الله - صفحه رقم 277 (عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ) .
وقد ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الوجيز في ( فقه السنة والكتاب العزيز- تأليف الدكتور عبد العظيم بن بدوي الخلفي ) – كتاب الجهاد , لتسلسل إسناده / حديث صحيح : (ص.ج 423) - صفحه رقم 484 (عن أبن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا تبايعتم بالعينة , وأخذتم أذناب البقر , ورضيتم بالزرع , وتركتم الجهاد , سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ).
ومتى يكون الجهاد فرض عين ؟
ولا يكون الجهاد فرض عين إلا في الحالات الآتية :
1- أن يحضر المكلف صف القتال :
2- إذا وطىء العدو بلداً من بلاد المسلمين :
3- إذا استنفر الحاكم أحد المكلفين أو فرقة للجهاد :
لقوله صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا)(3)
ورد في كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس رضي الله عنه , كتاب الجهاد – باب الترغيب في الجهاد , عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري , عن عطاء بن يسار , أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخير الناس منزلاً رجل أخذ بعنان فرسه , يجاهد في سبيل الله . ألا أخبركم بخير الناس منزلاً بعده ؟ رجل معتزل في غنيمته. يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة , ويعبد الله لا يشرك به شيئاً ) .
ورد في كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس رضي الله عنه , كتاب الجهاد – باب الترغيب في الجهاد , عن مالك , عن زيد بن أسلم , عن أبي صالح السمان , عن أبي هريرة , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الخيل لرجل أجر . ولرجل ستر . وعلى رجل وزر . فأما الذي هي له أجر , فرجل ربطها في سبيل الله , فأطال لها في مرج أو روضة . فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة , كان له حسنات . ولو أنها قطعت طيلها ذلك . فاستنت شرفاً أو شرفين , كانت آثارها وأرواثها حسنات له , ولو أنها مرت بنهر , فشربت منه , ولم يرد أن يسقي به , كان ذلك له حسنات , فهي له أجر . ورجل ربطه تغنياً وتعففاً , ولم ينس حق
(3) متفق عليه : خ(3872/3/6), م(3531/986/2),ت(1638/74/3),د(2463/157/7)
الله في رقابها ولا في ظهورها , فهي لذلك ستر . ورجل ربطها فخراً ورياءً ونواء ً لأهل الإسلام فهي على ذلك وزر . ,, وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر , فقال ( لم ينزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة – فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره -,, .
ورد في كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس رضي الله عنه , كتاب الجهاد – باب الترغيب في الجهاد , عن مالك عن زيد بن أسلم , قال : كتب أبو عبيدة بن الجراح , إلى عمر بن الخطاب , يذكر له جموعاً من الروم , وما يتخوف منهم . فكتب إليه عمر بن الخطاب : أما بعد . فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة , يجعل الله بعده فرجاً . وإنه لن يغلب عسر يسرين . وأن الله تعالى يقول في كتابه – يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون - .
من كتاب الأربعون النووية – رواه الترمذي والزيادة لعبد بن حميد وغيره ,موضع الحديث , القدر والحذر وأسباب السلامة .
عن ابي العباس عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال لي : يا غلام , إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف .
وفي رواية : احفظ الله تجده أمامك , تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ,واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك , وما أصابك لم يكن ليخطئك , واعلم أن النصر مع الصبر , وأن الفرج مع الكرب , وأن مع العسر يسرا.
نعود لمحور الموضوع , أمام هذه الهجمة الطويلة الأمد التي تتنوع أشكالها وتختلف حسب عدة عوامل , هذه الهجمة التي تستهدف عقيدتنا ومبادئنا وأساسيات حضارتنا وأجيالنا القادمة , و إذا أردنا حقاً كمسلمين أن نبقى وذرياتنا مسلمين نحيا حياة كريمة أبية , أحرار من كل قيد ,
نهب حكاما ومحكومين ( الراعي والرعية ) لنتعاضد ونتكاتف ,
فمن كتاب الأربعون النووية – رواه أبو داود والترمذي , قال : حديث حسن صحيح - ,موضوع الحديث : موعظة مودع ,
عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون , فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا , قال : أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد , فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .
وقد ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مختصر صحيح البخاري / التجريد الصحيح لأحاديث الجامع الصحيح للإمام زيد الدين الزبيدي – كتاب الأدب , لتسلسل إسناده / حديث رقم 2018 – باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضاً , صفحه رقم 467 (عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ترى المؤمنين في تراحمهم و توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد , إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى .
وقد ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مختصر صحيح البخاري / التجريد الصحيح لأحاديث الجامع الصحيح للإمام زيد الدين الزبيدي – كتاب الأدب , لتسلسل إسناده / حديث رقم 2026 – باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضاً , صفحه رقم 468 (عن أبو موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً , ثم شبك بين أصابعه , قال : وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً إذ جاء رجل يسأل أو طالب حاجة , أقبل علينا بوجهه , فقال : اشفعوا فلتؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما شاءَ . (البخاري 468 )
, ونتأهب بتعاضدنا , لنعد العدة لصناعة القوة التي تكف أيدي الغزاة وترهبهم وتسقط تفوقهم الجوي خاصة والعسكري عامة , وتريهم أين هي الحدود التي يجب التوقف عندها , لقوله تعالى :
(سورة الأنفال الآيه 60 )
فالعلم نور والعمل بناء لحضارة النور وكل ما هو مطلوب العمل الجاد الدؤوب للنهوض بالأمة وتوعيتها وتعليمها وتفقيهها أمر دينها , و قد حبا الله تعالى هذه الأمة بفضل كبير تهمله , مثل قيام الليل والذكر والتقرب لله تعالى وما ينتج عنه من تأييد مطلق من الله تعالى لعباده الصالحين وبالتالي القوة المستمدة من الخالق عز وجل ونصر من عنده عز وجل , فقد ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مختصر صحيح البخاري / التجريد الصحيح لأحاديث الجامع الصحيح للإمام زيد الدين الزبيدي – باب التواضع كتاب الرقاق , لتسلسل إسناده / حديث رقم 2117 صفحه رقم 483 ( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تبارك وتعالى قال : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب , وما تقرب إلي عبدي يشيء أحب إلي مما افترضته عليه , وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها , ولئن سألني لأعطينه , ولئن استعاذ بي لأعيذنه (1), وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءَته (2) .
من كتابنا على المحجة البيضاء
العطار الخطاطبه
__________________
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين , وندعو الله الثبات والهدى فكلما تقربنا أكثر من مركز قوتنا , خالقنا عز وجل بالعبادات المفروضة والنوافل ازددنا قوة ومن من الحق عز وجل أقوى الذي خاطبنا على لسان قائدنا الأبدي نبينا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ( ما زال عبدي يتقرب لي بالنوافل حتى أكن يده التي يبطش بها وعينه التي يرى بخه ---- ألخ )
فلنختار بين القوة بالله الواحد وبين الضعف المتمثل بلاستعانة بغيره من الوهم فأمة الكفر واحدة.
أخيكم بالله عبد الله : خليل محمد
|