عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 13-03-2003, 03:13 PM
الأدهم الأدهم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2002
المشاركات: 8
إفتراضي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تابع

[ شجاعة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ] :
وينبغي للمسلم أن يكون ذا غيرة على حرمات الله ، مقدماً مرضاته على هوى نفسه وراحتها ، فليس له أن يترك الإنكار لصداقة أو مودة أو طلب وجاهة أو مداهنة أو غيرها من حظوظ النفس : فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيباً ، فكان فيما قال : " ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه " رواه ابن ماجة ، وهو في الصحيحة ( 168 ) .
- وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : " بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة . ثم قال : وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم " رواه البخاري ( 7199 ) ومسلم ( 1709 ) .

[ إنكار البدع ] :
ومن أوجب الواجبات وأهم المهمات :
الإنكار على أهل البدع والشركيات لقوله صلى الله عليه وسلم : " ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف ، يقولون مالا يفعلون ، ويفعلون مالا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " رواه مسلم ( 50 ) .
وهكذا كان صلى الله عليه وسلم : يعظم المنكر إن تعلق بالعقيدة ، فعن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال : إن رسول الله لما خرج إلى حنين مر بشجرة للمشركين يقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم ، يعني التبرك بها وهو محرم ، فقالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " سبحان الله ، هذا كما قال قوم موسى : اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم " أخرجه الترمذي ( 2180 ) وقال حسن صحيح .
هكذا كان إنكاره صلى الله عليه وسلم للمحدثات ، وقد خالف أناس في زماننا ، فجعلوا دينهم الاعتذار لأهل البدع ، والتهوين من خطرها ، وتضخيم بعض رموزها ، باسم الوسطية ومصلحة الدعوة ، ووحدة الصف ، ومقتضيات العصر ، وتحسين صورة الإسلام عند الغرب ، وهذا نذير شؤم إذ إن شبابنا لن يفرق بعد ذلك بين السنة والبدعة ، وأي ضلال بعد هذا !

[ إنكار البدع ] :
وإنك لتعجب من أهل البدع يربون صبيانهم وشبابهم على بغض أهل السنة ، فكيف لا نربي نحن شبابنا على بغض البدعة ورموزها .
ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ يقول : " حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " . فكم أفسد الدين تمشيخ أقوام لا يفقهون عقيدة السلف وما يضادها . ولا يخفى ما تقدم به فتاوى القنوات الفضائية وحواراتها الدينية من خلخلة الثوابت العقدية ، وتشكيك في مسلمات الدين ، فصارت عقيدة الإسلام مادة للحوار الإعلامي المثير وللمشاهدين النهاية أن يأخذ بتلك العقيدة أو يدعها ، تبعاً لمهارة أحد المتحاورين ، فالله المستعان .
أيها المؤمنون : إن هذا الخطر على العقيدة لا يمكن تجاهله ، بل الواجب رده وإبطاله ، ولن يكون ذلك إلا بالدعوة إلى الله وفق منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي سار عليه الأئمة المصلحون كالإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ألا وهو تصحيح عقائد الناس ، وبيان التوحيد وما يضاده من الشرك والبدع ، مسألة مسألة بعيداً عن العمومات والفلسفات الدعوية التي لا طائل من ورائها : إنما هو الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح .

[ إنكار البدع ] :
يصاحب ذلك عرض سيرالأئمة الذابين عن حياض التوحيد على الشباب ، وتعظيمهم في النفوس ، مع التنفير من المحدثات وأهلها . ووالله إن بلادنا قامت على دعوة الإمام المجدد التي نصر الله بها السنة وأظهر مذهب السلف الصالح وقمع البدع وأهلها والتي قامت على الكتاب والسنة وما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها والله لغنية عن الفلسفات الدعوية التجديدية الوافدة بل تلك في حاجة إليها . وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه : " عليكم بالأمر العتيق "
وقال ابن سيرين : " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " ولكنه حب التجديد ولو إلى الأسوأ .
[ الإنكار على الولاة ] :
وأما الإنكار على الأمراء والولاة فقد بينه الحبيب المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى : قال ابن أبي عاصم في كتاب السنة ( 1096 ) : باب كيف نصيحة الرعية للولاة ، ثم روى بسنده عن عياض بن غنم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أراد أن ينصح لسلطان فلا يبده علانية ، ولكن يأخذ بيده فليخل به ، فإن قبل منه فذاك ، وإلا كان أدى الذي عليه "
قال العلامة الألباني : إسناده صحيح ورجاله ثقات.
قال : وله شاهد موقوف على عبد الله بن أبي أوفى أخرجه أحمد بسند حسن عنه .
ولما سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين :
لماذا لا تردون على الحكام وتبينون ذلك للناس ، قال رحمه الله : النصح مبذول ، وأما بيان ما نفعله مع الولاة ففيه مفسدتان :
الأولى : أن الإنسان يخشى على نفسه من الرياء فيبطل عمله.
والمفسدة الثانية : أن الولاة لو لم يطيعوا صار حجة على الولاة عند العامة فثاروا وحصل مفسدة أكبر . انتهى كلامه رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته .
فليحذر من يتهم العلماء بالتقصير فإن الله حسيبه يوم القيامة .
خطبة الشيخ/سلطان العيد إمام وخطيب جامع خالد بن الوليد رضي الله عنه.
__________________
الأدهم