عرض مشاركة مفردة
  #76  
قديم 22-03-2003, 04:57 PM
السلفيالمحتار السلفيالمحتار غير متصل
لست عنصريا ولا مذهبيا
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 1,578
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى السلفيالمحتار
إفتراضي



تكملة كي تفهم

















كما فضح سيد الشهداء نوعاً آخر من العلماء الذين ارتأوا بالاعتزال السلبي عامل خلاص من الفتنة والمحنة والابتلاء الإلهي، فأقنعوا كثيراً من الناس بمقولة: مالنا والدخول بين السلاطين، التي يختلط في طياتهم الحق بالباطل، وتتأتى فيها الفرصة الذهبية لأهل الباطل فيقضون فيها على أهل الحق.. تماماً كما خان الناس مسلم بن عقيل وأسلموه إلى ابن زياد وحيداً فريداً، وذلك حينما علموا منه أنه لا يعدهم بالمال وتوفير المصالح الشخصية والدنيوية.

لقد علمت حركة الإمام الحسين (عليه السلام) الناس بأن لا يتركوا قادتهم وعلماءهم في ساعة العسرة، لأن الأمر سينتهي بهم كما انتهى بأهل الكوفة، الذين قتل ابن زياد قادتهم ثم تفرغ لهم، فراح يكيل لهم الضربة بعد الضربة والظلم تلو الظلم، ورغم ذلك نرى أن سيد الشهداء خاطبهم في خضم واقعة كربلاء بندائه: "يا شيعة آل أبي سفيان؛ إن لم يكن لكم دين فكونوا أحراراً في دنياكم.." فالذي لا يدافع عن القيادة الحقة ليس من شيعتها، وإنما من شيعة القيادة الباطلة المتجسدة بالسلوك الأموي والمخطط له، وهو أبو سفيان لعنه الله.

ولذلك يحدثنا القرآن عن ضرورة التفريق بين خط النفاق وخط الإيمان، كما يحدثنا عن الكفر والإيمان، لأن النفاق يتماوج ويتظاهر بالإيمان. كما أن القرآن الكريم يحرضنا على ضرورة التعرف على القيادة المؤمنة فنتبعها، ثم نتعرف على أهل النفاق والكفر فنجابههم، لأنهم لا يبطنون للمؤمنين وخط الإيمان سوى الكراهة والحقد والحسد والعزم على الظلم.. وثورة الإمام الحسين عليه السلام قد كشفت للتاريخ والأجيال حقيقة الخطوط ورجالاتها، وأناطت كل خط بأشخاصه.. فكان حرياً بالمؤمنين عبر العصور أن يستضيئوا بمصباح الحسين الذي هو مصباح الهدى، وأن يركبوا سفينة الحسين التي هي سفينة النجاة من أمواج الظلم والطغيان والظلام المنتشر بفعل إصرار الشياطين والطواغيت.
__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]