
07-04-2003, 11:09 AM
|
كاتب مغوار
|
|
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
|
|
اشكركم جميعا..

الحب في مواجهة الضغوط :
أذا عرفنا من الكلام السابق طريقه المحب فاننا يمكن ان نتصور كيف يعيش في الحياة دعنا اولا ننظر في كيف يعيش في مواجهة ضغوط الحياة ان الحياة مليئة بالضغوط اليومية مطالبات مالية التزامات اجتماعية مشاحنات شخصية رغبات نفسية الام اضطرابات سياسية كوارث طبيعية معاناة روحية كثيرة هي الضغوط اليومية المستمرة والتي لا تتوقف وتسمتر الضغوط ما استمرت الحياة بل ان واحد من دلائل الحياة الضغوط والانسان حي ما دامت هناك ضغوط .
وللضغوط فوائد جليلة اذ بها نتطور .
وننضج ونتعلم ولولاها لما تطور احد ولا كان في الدنيا اختراع ولا تقدم ولرضي الناس بما عندهم ورضي الناس بالموجود هلاك البشرية كما قال الامام المبجل علي بن ابي طالب ( رضي كل اناس بما عندهم لهلكات الدنيا ) ذلك ان الرضي بالموجود يورث الكسل والدعة وهو ، كما قال ابو العتاهية في شعرة : ( مفسدة للمرء أي مفسدة ) .
والمحب الحبيب المحبوب يستقبل الضغوط مبتسما وعنده صفه عظيمة وجليلة وهي انه يتقن فن التهوين بالنون لا باللام ، فمن الناس من يتقن فن التهويل ويجعل من كل حدث كارثه وفي العامية المصرية ( يجعل من الحبه قبه ) ان تكون محبا يعني ان تسقبل الضغوط بانشراحة وفي التراث الصيني ان شيخا كبيرا كان في قرية ويسكن معه ولده ولديه حصان وذات يوم ذهب الحصان ولم يعد حصان وذات يوم ذهب الحصان ولم يعد فجاء الناس يقولون له ( يا مسكين ذهب حصانك ولعل هذا من سوء حظك )) ،
فتبسم لهم وقال ( ربما ) وبعد يومين عادالحصان ومعه حصان اخر جلبه من الادغال فجاء الناس اليه يقولون له : ( يا لحسن حظك لديك الان ولد وحصانان انت رجل محظوظ ) فنظر اليهم وتبسم ثم قال ( ربما ) بعدها ببضعة ايام والولد يحاول ترويض الحصان الجديد سقط الحصان فانكسرت يده ، فجاء الناس اليه يقولون له ( لقد جاء لك هذا الحصان بسوء الحظ انظر ماذا فعل لقد كسر يد ابنك وانت الان ليس لديك من يعينك )
فتبسم اليهم ثم قال ( ربما ) بعدها بيوم جاء الجيش الصيني ياخذ الصبيان والاولاد الي الجيش للتجنيد فسحب كل من كان صالحا لذلك وترك ابنه لان يده كانت مكسورة فجاءت الناس اليه وهم يقولون له انظر الي عظيم حظك كيف ترك لك الجيش ابنك من بين كل اهل القرية ، يعينك ويساعدك ) فتبسم وقال : ( ربما ) ان هذا الشيخ الكبير يتلقي الدنيا بنفسية المحب فتعطية بنفسية المحب . اذا اعترضك طارئ او امر فقل وانت تتبسم ( ربما ) ان القدر لا يخذل المحبين والله سبحانه وتعالى لا يخيب الامال .
في القران الكريم قوله تعالى : ( وعسي ان تكرهوا شيئا وهوخير لكم وعسي ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون ) البقرة : 216 يقول المفسر الكبير العلامة ابن كثير ان عسى في القران تاتي للتاكيد كما في قوله تعالى قال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل عسى الله ان ياتيني بهم جميعا انه هو العيم الحكيم ) 6 فاتاه الله بهم جميعا وقال : ( فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله ان يكف باس الذين كفروا والله اشد باسا واشد تنكيلا ) 7 فكف الله باس الذين كفروا وردهم خائبين منهزمين وقال : ( ومن اليل فتهجد به نافله لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا ) 8 .
ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم موعود بالقيام المحمود وتعني سيبعثك الله المقام المحمود يقينا وقوله : ( وقالت امرات فرعون قرة عين لي ولك ولا تقتلوه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا وهم لا يشعرون ) .
فحصل ونفع به الله امراة فرعون والناس اجمعين وهكذا فعسي متكررة في القران تاتي للتاكيد ، فمن جاءه شر واستقبله بـ ( عسى او (ربما ) وهي بنفس المعني انقلب الموضع له ولصالحه وهي سر من اسرار الحياة الطبية . =============================
يتبع
__________________
أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد
|