عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 09-04-2003, 11:29 AM
kimkam kimkam غير متصل
فنان مبتديء
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,476
إفتراضي

المتشددون في إدارة بوش يصعدون حملتهم «لتغيير في سورية» بعد العراق
رامسفيلد وولفويتز وبيرل ومسؤول إسرائيلي يتبنون موقفا تصعيديا ويوجهون اتهامات لدمشق

واشنطن: وولتر بينكاس*
كشف مسؤولون اميركيون بارزون ان المحافظين المتشددين داخل ادارة الرئيس جورج بوش يرغبون في حدوث تغيير في الحكومة السورية لكنهم يريدون ان يحدث ذلك التغيير من خلال وسائل سلمية بدلا عن العمل العسكري كما هو الحال الآن في العراق. فقد قال نائب وزير الدفاع الاميركي، بول وولفويتز، يوم الاحد الماضي انه لا بد من إجراء تغيير في سورية التي اتهمها دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الاميركي، بالسماح بمرور أدوات عسكرية ومتطوعين عبر الحدود بغرض مساعدة حكومة الرئيس العراقي صدام حسين. وقال وولفويتز خلال لقاء اجرته معه شبكة «سي بي اس» الاميركية ان «على سورية ان تدرك ان المسؤولية ستوجه لها فيما يتعلق بهذا الشأن».
لم يحدد وولفويتز او المسؤولون الآخرون الكيفية التي يتوقعون ان تجري بها عملية التغيير السلمي في سورية، بيد ان الكثير من المراقبين بدأ يتحدث حول احتمال ان تكون النتيجة الناجحة المتوقعة للحرب الحالية في العراق نقطة انطلاق للتغيير في المنطقة. وأعرب وولفويتز عن اعتقاده بان الكثير من الدول، بما في ذلك سورية، «ستفهم في نهاية الامر الرسالة من وراء الحرب الحالية في العراق وعلى وجه التحديد التعامل بصورة سلمية مع المجتمع الدولي والابتعاد عن امتلاك اسلحة التدمير الشامل وعدم استخدام الارهاب كوسيلة للسياسة القومية». اما تعليقات رامسفيلد، التي تضمنت تحذيرا لإيران من مغبة السماح للمسلحين العراقيين المنفيين بالعودة الى العراق بدون علم الولايات المتحدة، فقد شجعت مؤيدين آخرين للإدارة الاميركية بالحديث علنا حول هذه القضية. فقد قال جيمس وولسي، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية» (سي آي إيه) والذي كان من المتوقع ان يكون ضمن الفريق المكلف بتأسيس حكومة عراقية، في جامعة كاليفورنيا بلوس انجليس يوم الاربعاء الماضي انه لا بد من تغيير الحكومة السورية. الحكومة السورية من جانبها اعتبرت تعليقات رامسفيلد تهديدا مما دفع مسؤولين اميركيين آخرين للإدلاء بتعليقات تهدف الى تهدئة غضب ومخاوف سورية، فقد نفى وزير الخارجية كولن باول ان يكون أي من اعضاء الادارة الاميركية قد تحدث عن غزو لإيران او سورية. جدير بالذكر ان رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة، الجنرال ريتشارد مايرز، نفى اول من امس تقريرا كان قد ذكر لأول مرة في ديسمبر (كانون الاول) الماضي من جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون الذي قال ان العراق قد شحن جزءا من اسلحته الكيماوية والبيولوجية الى سورية. وفي نفس الوقت قال مسؤولو استخبارات اميركيون آنذاك ان عدة شاحنات يرافقها حراس شوهدت وهي في طريقها الى سورية ولكن لا احد يعرف طبيعة الشحنات المحمولة. وكان مسؤول اسرائيلي بارز في الاستخبارات الاسرائيلية هو الجنرال يوسي كوبرويسر قد ذكر أمام لجنة برلمانية اسرائيلية انه من المحتمل ان يكون العراق قد نقل صواريخ واسلحة دمار شامل الى تركيا، بيد ان الجنرال مايرز اشار الى انه لا يوجد دليل على نقل اسلحة عراقية من هذا النوع الى دولة اخرى. وكان ريتشارد بيرل، المستشار السابق المقرب من رامسفيلد وواحد من اقوى مؤيدي الحرب على العراق، قد علق قائلا خلال لقاء معه يوم اول من امس ان «بوسع أي شخص الوصول الى دمشق واستقلال سيارة اجرة والطلب من سائقها التوجه الى أي منظمات ارهابية»، قائلا ان سورية تستضيف مثل هذه المجموعات علنا. بيد ان بيرل علق ايضا قائلا: «هناك مختلف الطرق التي يمكن ان يحدث بها التغيير، وآمل ان يكون نموذج العراق بعد افغانستان مقنعا في هذا الجانب. هناك اشياء بوسع الولايات المتحدة ان تفعلها وهناك اشياء اخرى لا تستطيع ان تفعلها، ولكن لا شك في اننا لن نشن حربا على العالم من اجل الديمقراطية.... يجب ان نستخدم كل وسائل وأدوات نفوذ الولايات المتحدة من اجل تحقيق هذا الهدف، فغالبية هذه الوسائل ليست عسكرية».
جدير بالذكر ان ثمة خلافات نشأت داخل الادارات الاميركية المتعاقبة بشأن كيفية التعامل مع سورية خلال حقبة الرئيس السابق حافظ الاسد وخلال الرئاسة الحالية لنجله بشار الاسد. وقال دبلوماسي اميركي سابق مطلع على شؤون المنطقة انه على الرغم من ان تأييد سورية لحركات «حماس» و«الجهاد الاسلامي» و«حزب الله»، فإن الاسد مفاوض ذكي ويصر باستمرار على ان بلده لم يستخدم قاعدة للعمليات الموجهة ضد دول اخرى، كما ظل يذكّر الادارة الاميركية باستمرار ان «من يعتبرهم البعض ارهابيين ينظر اليهم آخرون كمناضلين».
تجدر الاشارة الى ان علاقة جديدة بين وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية والاستخبارات السورية بدأت تتطور منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 على نيويورك وواشنطن.
وتقول مصادر مطلعة ان تصريح رامسفيلد الاخير الذي اشار فيه الى تقديم سورية وايران على وجه التحديد مساعدات للعراق لم يفاجئ البيت الابيض فحسب، وإنما أثار ايضا ذهول وكالة الاستخبارات المركزية (سي.اي.ايه) التي لم ترصد أي حركة نقل لمعدات عسكرية او متطوعين من سورية الى العراق. ونظر البعض في واشنطن الى هذا التصريح باعتباره تحذيرا لا يقتصر على سورية فقط بل يشمل ايضا مدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت. ويعتقد وولتر لانغ، خبير شؤون منطق الشرق الاوسط سابقا في وكالة استخبارات الدفاع الاميركية، انه من الواضح ان المجموعة المسؤولة عن السياسات بوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تعتزم استبعاد الحكومة السورية الحالية كعامل رئيسي في النزاع العربي ـ الاسرائيلي.
* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»
الاربعاء 9 أبريل 2003
__________________

kimkam