عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 11-04-2003, 01:49 PM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي

الأخت ندى القلب

نحن وللأسف نسينا قوله تعالى (ان تنصروا الله ينصركم)
لابد أن نعي أن حركة الحياة وقوانينها لايمكن لها الا أن تستمد من الله تعالى .. مع الأخذ بالاعتبار الأسباب المادية ..

مشكلة الشعب العراقي ( ولا أقول الحكومة العراقية ) على مر الزمان تتكرر ولم يرى العراق خيرا بعد مقتل الحسين رضي الله عنه

وطالما ان شعب العراق حكم عليه بحكومات دكتاتورية .. وآخرها النظام البعثي الذي طبق مبادئة الرئيس صدام حسين والذي ينص على أهمية استخدام القسوة والقمع في التعامل مع الشعب ..
وفي ظل تغييب من الحزب الحاكم لعلماء الدين وقتلهم وتشريدهم كان يجب أن يتعلم الشعب قوله تعالى (ن تنصروا الله ينصركم) ولكن كيف يأتي نصر الشعب لله لينصره الله :

عمل العلماء والمثقفين :
أولا : يأتي عن طريق الاعتقاد والإيمان بوعد الله .. والعمل الدوؤوب ليأتي نصر الله فالله سبحانه وتعالى يعد المؤمنين في مواضع كثيرة بنصرة المؤمنين ومنها قوله تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين).
وفي موضع آخر بـ(وما النصر الا من عند الله).
مفهوم النصر يعني ان هنالك محصلة نهائيةوهي أن يرث العباد الصالحون الأرض لتنتهي سلسلة الصراع وفقا لمشيئته تعالى .. التي تحرك الخير وتدحر الشر
ولعل هذا يذكرنا بشيخ الاسلام ابن تيمية والذي عاش في عصر كانت الدولة الاسلامية تتمزق فيه لأسباب داخلية وخارجية .. فمن الأسباب الداخلية ظهور الانحراف والإنحلال مما جعل الدولة دولا وإمارات عديدة .. ففي الشرق عباسي وفي الغرب أموي أندلسي .. وفي مصر فاطمي .. وهنالك السلاجقة والبويهيون والحمدانيون
ومن الأسباب الخارجية ظهور التتار ( المغول ) فقد عاثوا في الأرض الفساد .. وقتلوا النساء والأطفال .. ولم يتركوا حتى الحيوانات بل تعرضوا لها .. وبسببهم سقطت بغداد على يد هولاكو وانتهت الخلافة العباسية فيها .. وسار هولاكو إلى الشام ثم هدد مصر .. ( والتاريخ يعيد نفسه )
ولكن هنا إبن تيمية توجه الى سلطان مصر وحثه بالنصرة قبل الهجوم .. فخرج السلطان المظفر قُطز من مصر إلى الشام وهزم التتار في معركة ( عين جالوت ) وبذاك اندحر التتار إلى الأبد .. وكانت مصر والشام في عصر إبن تيمية ( القرن السابع والثامن للهجرة ) مزدهرة بأنواع العلوم والمذاهب والفلسفات.. وبالرغم من أن ابن تيمية واجه المصاعب الا انه استوعب تماما قوله تعالى ( ان تنصروا الله ينصركم ) فلم يكن خاملا مستكينا بل أنه حمل السيف والمصحف وجاهد التتار وشدأزرأمير مصر لمحاربتهم ونجح في هدفه ..الى أن سجن ب ذلك في قلعة دمشق ولم يثنه هذا السجن عن عزمه وكان يقول ( مايصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري .. أين رحت فهي معي لاتفارقني .. أنا حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة )
لقد نصر الله ابن تيمية بهذه السيرة العطرة .. وهذا العلم النافع فلم ينقطع عمله .. بماخلفه من فكرإسلامي يعتبر مرجعا على كافة الأصعده........
هذا على مستوى المفكرين والعلماء والمثقفين

اما على مستوى العامة فيجب أن ينصرون الله بمايلي :
أولا : الإبتعاد عن المعاصي والذنوب والاقتراب من الله تعالى ويجب أن يعي المجتمع أن كل ضرر يقع في الدنيا سببه الذنوب والمعاصي والتي تسبب الحرمان من العلم.. الحرمان من الطاعة والرزق .. الوحشة التي يشعر بها العاصي .. والظلمة في القلب .. ابتعاد الملائكة وتسلط الشياطين .. ورد الدعاء

ولابد أن يعمل الشعب على القيام بذلك من خلال :
** تلقي أوامر الله تعالى بالقبول والامتثال.. وعدم معارضتها برأي وخلافه
** التخلق بالخصال الثلاث التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار. متفق علي
** الحرص على الإخلاص، وإخفاء الأعمال عن الخلق قدر المستطاع.. ومطالعة عيوب النفس ونقائص الأعمال ومفسداتها من الكبر والعجب والرياء وضعف الصدق.. والتقصير في إكمال العمل وإتمامه.
** الإشفاق من رد الأعمال وعدم قبولها
** مشاهدة فضل الله وإحسانه ، والحياء منه لاطلاعه على تفاصيل ما في القلوب... وتذكر الموقف والمقام بين يديه والخوف منه وإظهار الضعف والافتقار إليه والتعلق به دون غيره.
** ومن أعظم الطرق: معرفة الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا .. والعلم النافع وهو: العلم بآيات الله الكونية والشرعية، الذي يربط القلب بالله.
** وكذلك الإكثار من ذكر الموت، والجنة والنار والإكثار من ذكر الله وطول التأمل وكثرة التدبر الذي يورث الصلة بالله تعالىوالمسارعة في الطاعات واستباق الخيرات، ونسأل الله أن يشرح صدورنا وأن يقر أعيننا بذوق حلاوة طاعته.