عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 01-05-2003, 04:14 PM
أسير الدليل أسير الدليل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 245
إفتراضي

11- وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله – في ( أضواء البيان 2/101 ) : ( وروي عن ابن عباس في هذه الآية أنه قال : ليس الكفر الذي يذهبون إليه . رواه عنه أبي حاتم والحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه قاله ابن كثير ) .

12- وقال أبو عبيد القاسم بن سلاّم – رحمه الله – في ( الإيمان ص45 ) : ( وأما الفرقان الشاهد عليه في التنزيل : فقول الله عز وجل : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " وقال ابن عباس : ( ليس بكفر ينقل من الملة ) وقال عطاء بن أبي رباح : ( كفر دون كفر )
فقد تبين لنا إذا كان ليس بناقل عن ملة الإسلام أن [[[[[ الدين باق على حاله وإن خالطه ذنوب فلا معنى له إلا أخلاق الكافر وسنتهم . لأن من سنن الكافر الحكم بغير ما أنزل الله ]]]]] .
ألا تسمع قوله : " أفحكم الجاهلية يبغون " المائدة 50 . تأوليه عند أهل التفسير : أن من حكم بغير ما أنزل الله [[[[[ وهو على ملة الإسلام ]]]]] كان بذلك الحكم كأهل الجاهلية إنما هو أن أهل الجاهلية كذلك كانوا يحكمون ) .

13- وقال أبو حيان – رحمه الله – في ( البحر المحيط 3/ 492) : ( ومن لم يحكم بنا أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ظاهر هذا العموم فيشمل هذه الأمة وغيرهم ممن كان قبلهم وإن كان الظاهر : إنه في سياق خطاب اليهود وإلى أنه عامة في اليهود وغيرهم ذهب ابن عباس وإبراهيم وعطاء وجماعة ولكن كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق [[[[[ يعني : أن كفر المسلم ليس مثل كفر الكافر ]]]]] وكذلك ظلمه وفسقه ولا يخرجه ذلك عن الملة قاله ابن عباس وطاووس ) .

14- وأورد أبو عبدالله ابن بطة - رحمه الله - في ( الإبانة 2/723 ) بابا فيه ذكر الذنوب التي يصير صاحبها إلى كفر غير خارج به من الملة .
ثم ذكر ( 2/ 733-737) : الحكم بغير ما أنزل الله وساق الآثار عن ابن عباس وابن مسعود والتابعين الدالة على أنه كفر أصغر غير ناقل عن الملة ) .

15- وقال ابن عبد البر – رحمه الله – في ( التمهيد 4/237 ) : ( وقد جاء عن ابن عباس – وهو أحد الذين روي عنهم تكفير تارك الصلاة – أنه جاء في حكم الحاكم الجائر : كفر دون كفر . ثم ساقه بإسناده ) .
16- وقال الخازن في ( تقسيره 1/ 310 مختصره ) : ( فقال جماعة من المفسرين : إن الآيات الثلاث نزلت في الكفار ومن غيّر حكم الله من اليهود لأن المسلم وإن ارتكب كبيرة لا يقال : إنه كافر وهذا قول ابن عباس وقتادة والضحاك ويدل على صحة هذا القول ما روي عن البراء بن عازب ) .

17- وقال القاسمي – رحمه الله في ( محاسن التأويل 6/ 1998 ) : ( كفر الحاكم بغير ما أنزل الله [[[[[ بقيد الاستهانة والجحود له ]]]]] وهو الذي نحاه كثيرون وأثروه عن عكرمة وابن عباس ) .

18- وقال السعدي – رحمه الله – في ( تفسير الكريم الرحمن 2/296-297) : ( فالحكم بغير ما أنزل الله من أعمال أهل الكفر وقد يكون كفرا ينقل عن الملة وذلك إذا [[[[[ اعتقد حله وجوازه ]]]]] وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب ومن أعمال الكفر قد استحق من فعله العذاب الشديد... " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " قال ابن عباس : ( كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق ) .فهو ظلم أكبر عند [[[[[ استحلاله ]]]]] وعظيمة كبيرة عند [[[[[ فعله غير مستحل له ]]]]] ) .

19- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في ( مجموع الفتاوى 7/ 522 ) : ( وقال ابن عباس وغير واحد من السلف في قوله تعالى : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " " فأولئك هم الفاسقون " " فأولئك هم الظالمون " : كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم . وقد ذكر ذلك أحمد والبخاري وغيرهما ) .

20 – وقال الإمام ابن القيم – رحمه الله - في ( مدارج االسالكين 1/ 335-336) : ( فأما الكفر فنوعان كفر أكبر وكفر أصغر .
فالكفر الأكبر هو موجب للخلود في النار .
والأصغر : موجب لاستحقاق الوعيد دون الخلود ... وهذا تأوليل ابن عباس وعامة الصحابة في قوله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال ابن عباس : ( ليس بكفر ينقل عن الملة بل اذا فعله فهو به كافر وليس كمن كفر بالله و اليوم الأخر) .
و كذلك قال طاووس.
و قال عطاء: ( هو كفر دون كفر وظلم دون ظلم و فسق دون فسق ) .

21- وقال محدّث العصر الإمام الحبر البحر الألباني في ( سلسلة الأحاديث الصحيحة 6/109-116) : ( وقد جاء عن السلف ما يدعمها وهو قولهم في تفسير الآية : " كفر دون كفر " صحّ ذلك عن ترجمان القرآن عبدالله بن عباس – رضي الله عنه – ثم تلقاه عنه بعض التابعين وغيرهم .
ولا بد من ذكر ما تيسر لي عنهم لعل في ذلك إنارة للسبيل أمام من ضل اليوم في هذه المسألة الخطيرة ونحا نحو الخوارج الذين يكفرون بارتكابهم المعاصي – وإن كانوا يصلون ويصومون - ) .
ثم ساق – رحمه اله – بعض الآثار المتقدمة وخرجها وبين صحتها .
وقال – رحمه الله – في( الصحيحة 7/135 ) : ( وهذا أي – أثر ابن عباس – [[[[[ قاصمة ظهر جماعة التكفير وأمثالهم من الغلاة ]]]]] ) .

22- وقال فقيه الزمان العلامة الإمام – رحمه الله – ابن عثيمين تعليقا على ( التحذير من فتنة التكفير ص68) : ( لكن لما كان هذا [ الأثر ] لا يرضي هؤلاء المفتونين بالتكفير صاروا يقولون : هذا الأثر غير مقبول ! ولا يصح عن ابن عباس ! فيقال لهم : كيف لا يصح !! وقد تلقاه من هو أكبرمنكم وأفضل وأعلم بالحديث ؟! وتقولون : لا نقبل ! ... ) .

وختاما أقول ما قاله إمامنا ابن عثيمين - رحمه الله وطيّب ثراه - :

( لكن لما كان هذا [ الأثر ] لا يرضي هؤلاء المفتونين بالتكفير صاروا يقولون : هذا الأثر غير مقبول ! ولا يصح عن ابن عباس !
فيقال لهم : كيف لا يصح !!!!!
وقد تلقاه من هو أكبرمنكم وأفضل وأعلم بالحديث ؟!!!!
وتقولون : لا نقبل !!!!! ... ) .

وقد قلت - قبل - وما زلت أقول وها أنا ذا أقول ! - رضي من رضي وسخط من سخط - :

إن مشايخنا الأجلة هؤلاء هم نجوم الهدى ورجوم العِدى من تمسّك بغرزهم فهو الناجي ومن ناوأهم وعاداهم فهو المظلم الداجي .

وماذا بعد الحق إلا الضلال ؟!

أولئك آبائي فجئني بمثلهم ........ إذا جمعتنا يا جرير المجامع ...

فحسبكم هذا التفاوت بيننا ........ وكل إناء بما فيه ينضح

والسلام ..

أسير الدليل النجدي
غفر الله له وللمؤمنين والمؤمنات