عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 07-05-2003, 02:23 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

المشاركة الثانية :

تمتدّ دوائرها ..!



تتصارع كل الألوان بروحي

لا أدري كيف الزرقة تركب أعلى الخيلِ ..

وتزحف في الليل ، لترسم في الأفق الصارخ نجواها ..!

تخترق الطالع والنازل من ألوانٍ تخنق بهجتها

وتطير بصوت الرعد ووهج البرق ، لتُبعث من بين الأمواجِ ..

صليل سيوفٍ ، وصهيل خيولٍ ، تمتدّ دوائرها

تكبر ، تكبر ، تُغلق أبواب السحر على قامتها

وتوزّع فيضاً من نهر العطر على صفحات الشعرِ ..

ليولد فجرٌ ، وليصهل مهرٌ ، من أعماق الأعماقِ ..

يُبشّر بالمطر القادم من كفّ الغيم ، ليرسم طيراً في صدر الحلم ويمضي ..

*

ثمة لحظة صمتٍ تخنق لون البسمة في وجه الطفلِ ..

ودمعة ذكرى تخرج من عمق الجرح ، لتطرح لوناً أزرق ينبئ بولادة أنثى ..!

لا أدري كيف الزرقة تمتدّ دوائرها للجسد الظامئ ، تُشعل فيه لهيب الوقت ِ..!

وكيف الروح تُدثّر لوعتها بشفيف الصمت ، كأنّ النار تؤجج قامتها ..

وتحاصر خضرتها ، فيخاصرها الأزرق يُعلن ثورته ويراود لوعتها ..

*

تتصارع باقي الألوان ، ويمتزج الأبيض بالأسود ، والأصفر بالأخضرِ ..

أما الأحمر يخبو تحت رماد الوقتِ ، ليُنذر بالجمر القابع تحت رقاد الصمتِ ..

فيقف الأزرق يرقص فوق الصدر بقامات الريح ، يئزّ أزيز الطلقةِ ..

يخترق الصمتَ ، يدقّ لأبواب بنزقٍ ، يفتحها للشمس لتدخل في سرّ اللحظةِ ..

أو سحر التكوين ، فتصهل في جنح الطالع من ليلك نجوى الورد وتزهو ..

ثمة رؤيا ، تأتي وتهبّ كريحِ غاضبةٍ ، تعصف ، تنفخ في الصورِ ،

فينفتح الكون على صورتها ، وتوزّع رقصاً غجرياً ، وتراود نشوتها ..

لتعود ، ترقّ ، ترفّ رفيف الذكرى ، وتشفّ شفيف النجوى ، وتطير فراشةْ .

__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس