3 – عقله الكبير وحزمه عند الشدائد
وحسبك من عقله أنه في الجاهلية أبى أن يسجد للأصنام ، وقومه يتهافتون على عبادتها ، وأبى أن يشرب الخمر، وقومه يتمادحون في شربها وإراقتها ... لقد أدرك بعقله الكبير أن عبادة الأصنام سخف وضلالة ، وأن شرب الخمر أذى وانحلال ، وحسبك من حزمه موقفه يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم ، ويوم قامت حروب الردة . لقد جزع الصحابة لوفاة رسول الله جزعا بالغاً ، حتى خرس بعضهم ، وأقعد بعضهم ، ونادى عمر: إن الرسول لم يمت ، وسيعود . إلا أن أبا بكر أعلن أن رسول الله مات كما يموت الناس جميعاً ، ورد عمر عن قوله ، وهدأ من غليان النفوس ، ورد السكينة إلى القلوب ، وذكر المؤمنين بقول الله تبارك وتعالى : " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " . سورة ال عمران : الاية 144
وأما موقفه من حروب الردة ، فهو أعظم ما يؤثر عن الرجال من الحزم المصمم ، والإرادة الحازمة في مواقف الشدة . ولولا أن ثبت الله قلب أبي بكر على الحق ، وآتاه حزم أولي العزم من الأنبياء والرسل ، لطوحت الفتنة بصرح الإسلام الفتي ودولته … ومن هنا كان أبو بكر المؤسس الثاني للإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يتبــــع ،،،،