عرض مشاركة مفردة
  #64  
قديم 20-05-2003, 01:33 PM
السلفيالمحتار السلفيالمحتار غير متصل
لست عنصريا ولا مذهبيا
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 1,578
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى السلفيالمحتار
إفتراضي

اية التطهير تخص اهل البيت على وفاطمة والحسنان وقد سدت جميع الابواب الى المسجد الا باب علي .

ولأن إرادة التطهير عن طريق الإرادة التشريعية تعم جميع المكلفين فلا خصوصية لأهل البيت في ذلك كما هو معلوم فالقيام بالتكاليف الشرعية و تأدية الأحكام الإلهية تشمل الجميع ولا خصوصية فيها لآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين .

4ـ ثم لو كانت تشريعية لما كان لعنايته صلى الله عليه وآله وسلم الملفتة للنظر والباعثة على التأمل في تعيين المراد من الآية أي معنى وجيه إذ بماذا تفسر وقوفه على باب الزهراء البتول فاطمة عليها السلام ستة أشهر بمرأى ومسمع من المسلمين يقرأ آية التطهير كلما أراد الخروج إلى الصلاة مضافاً إلى حادثة الكساء وتكرر حدوثها و الأحاديث المصرحة بنزولها فيهم وووووو ؟؟؟!!! إذ كان يكفيه - روحي فداه- أن يقف لمرة أو مرتين أو نحوهما لا أن يكرر الوقوف كل هذه المدة ويتكرر وقوع حادثة الكساء كل هذه المرات !!!

5 ـ هذا وفي حرص جبرائيل و ميكائيل في الدخول تحت الكساء ليشملهما شرف الدخول في عدة أصحاب الكساء من الدلالة القوية على أنها تكوينية ما لا يخفى على ذوي العقول (18).
6 ـ ومما يزيد ذلك جلاءً و وضوحاً وقوةً قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الكساء : (... فأنا وأهل بيتي معصومون من الذنوب ) (19)

7ـ ومما يؤكد كونها تكوينية مضافاً إلى ما سبق دعاؤه صلى الله عليه وآله وسلم بما تضمنته الآية الشريفة (20) إذ لم يكن ثمة حاجة إلى الدعاء على معناها التشريعي إذ لا معنى لأن يقول : ( اللهم اجعل أهل بيتي مشمولين لأوامرك و نواهيك وأبعدهم عن آثار المخالفة ( العذاب ونحوه ) إذا امتثلوا لأوامرك و نواهيك ) فإن هذا لا يصدر لمن له أدنى مِسْكة من عقل أو لمن له حظ من فهم ثم لو كانت تشريعية لكانت رد لدعاء النبي الأعظم حيث أنه صلوات الله عليه وسلمه عليه وآله طلب من الله تعالى أن يذهب عنهم الرجس ويحليهم بالكرامة والعصمة ولم يطلب منه تعالى أن يكلفهم بطاعته ولا أن يطلب الله منهم أن يطهروا أنفسهم بالطاعات وبعبارة أخرى طلب النبي أمراً تكوينياً لا تشريعياً. كما أن الإرادة التشريعية تتعلق بفعل الغير و متعلقها في الآية الشريفة هو فعل الله تعالى نفسه ولو كانت تشريعية لقال : لتذهبوا وتطهروا أنفسكم بحيث يكونوا هم من يفعل ذلك التطهير .&* ولو كانت تشريعية لما كان لاحتجاج أهل البيت بالآية أي معنى ! وخطابات الطهارة بالمعنى التشريعي تعم ّ المؤمنين الفاسقين والأبرار والفجار ... على حد سواء كما لا يخفى فأين المكرمة و المدحة؟؟كما سبق وأن ذكرنا ذلك

هذا وقد صرحت كلمة{...إن كنتن (تردن )...} في الآية المباركة بأن الإرادة تشريعية بنسبة لهنَّ بلا أدنى ريب حيث ألقت عبء اكتساب الكمالات التي وعدت بها الآيات على عواتقهن َّوسعيهنَّ إذ عرضت عليهنَّ : إن كن يردن عرض الدنيا المهلك فعليهنّ أن ينفصلن عن الرسول الأعظم فإنهنَّ لا يلقن بشرف الاقتران به وإن كن يردن الله ورسوله فإن لهن أجراً عظيماً ؛إذاً ليس للمولى سبحانه وتعالى إرادة استثنائية بالنسبة إلى نساء النبي الأعظم وإنما الأمر راجع إليهنَّ ولإرادتهنَّ الخاصة في الوضع والحال الذي يكن عليه من السعادة أو الشقاء أي أرشدهنَّ إلى اتباع سبيل الخير والصلاح ليحظين بالأجر المضاعف وحذرهنَّ إن سلكن طريق الاعوجاج فإن لهنَّ عقاباً مضاعفاً فالأمر إذاً إليهنَّ في تحديد المنهج الذي يبنين حياتهنَّ على أساسه أما التطهير في آية التطهير فهو من الله .

8 ـ المتتبع للفظة ( الإرادة ) في القرآن الكريم يجدها قد ذكرت في 138 مورداً وكان نصيب الإرادة التكوينية منها 135. طبعاً في التكوين الإلهي والإنساني واستعملت في 3 موارد فقط في الإرادة التشريعية مما يدل على أن الإرادة التكوينية هي الأصل وأن التشريعية فرع ولهذا فحملها على أنها تكوينية هو الأصل الذي لا يحوج إلى الدليل بخلاف حملها على التشريعية إذ يحوج ذلك الحمل إلى الدليل لأنها الإرادة التشريعية فرع فأين الدليل والبرهان على كونها تشريعية ؟؟؟.

تنبيه مهم لابد من ذكره :

قد يقال ألا يؤدي القول بكونها تكوينية إلى القول بالجبر؟؟؟ وللرد على هذا الإشكال أنقل لكم أعزائي القرَّاء كلام العلامة السيد علي الميلاني حفظه الله ونفعنا بعلومه ومتعنا بطول بقائه { وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة في كتبهم بما ملخصه :إن الله سبحانه وتعالى لمّا علم أن هؤلاء لا يفعلون إلا ما يؤمرون به وليست أفعالهم إلاّ مطابقةً للتشريعات الإلهية و كذا الحال فيما يتركون وبعبارة أخرى : جميع أفعالهم وما يتركون هي المصداق الأسمى للتشريعات الإلهية وهي التجسيد الراقي لها أي جميع ما يفعلون و ما يتركون ليس إلا ما يحبه الله سبحانه وتعالى فلما علم سبحانه منهم هذا المعنى لوجود تلك الحالات المعنوية في ذواتهم المطهرة وتلك الحالة المانعة من الاقتحام في الذنوب والمعاصي جاز له سبحانه وتعالى أن ينسب إلى نفسه إرادة إذهاب الرجس عنهم .....}.وكأني أفهم من كلام السيد الجليل أن الإرادة ما هي إلا كاشفة عن ما سيصدر من آل محمد من أنهم لن يخالفوا ما يريده الله وما تقتضيه شريعته وأنهم سيقومون بتنفيذ أوامره سبحانه وتعالى على أتمّ وجهٍ وهو بمثابة إخبارنا عن طلوع الشمس غداً فإن ذلك لا يدل على أن لنا أثراً أو تأثيراً في طلوعها وإن كان ما أخبرنا به واقعٌ لا محالة استناداً إلى علته الخاصة به أو على حد قوله تعالى { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } سورة محمد 17 وقوله سبحانه {والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سُبلنَا وإن الله لمع المحسنين } سورة العنكبوت الآية 69.
واعلم أن الإشكال لو صح القول به فهو لا يختص بـ (آية التطهير ) وإنما يشمل جميع القضايا الأزلية كاختيار الأنبياء وعصمتهم ومنح الاستعدادات الأولية والكمالات الخلقية من جمال الهيئة وسلامة الأعضاء والحواس والفطنة والذكاء بل وصفاء الروح واعتدالها فهل ستتنكر لهذه البديهيات و الواضحات ؟؟؟!!!! و ما هو جوابك عنها ؟؟؟ !!! إذ كما يقال حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحد !!! فهل من إجابة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وخلاصة القول أن هذا اللطف والتوفيق الإلهي الكبير جاء استجابة لطاعتهم وإخلاصهم واستحقاقهم بل الآية المباركة قد حكمت لهم بالمزيد من الطهارة بدلالة أن المولى سبحانه وتعالى قد قال يريد) بالمضارع لا بالماضي للدلالة على الاستمرار والزيادة وهذا واضح في انتفاء الجبر كوضوح الشمس في رابعة النهار لمن لم يعمه التعصب ويضله الهوى.

وهنا تساؤل لا بد من طرحه
ما الفرق بين التطهير في آية التطهير والتطهير في قوله سبحانه وتعالى{.........ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون } سورة المائدة الآية 6 وقوله عز اسمه {.......ليطهركم به ويذهب عنكم رجس الشيطان } الأنفال الآية 11؟؟؟؟؟؟

والجواب : 1ـ الإرادة ( في الآيتين المباركتين من سورة المائدة وسورة الأنفال ) إرادة تشريعية وهي وضع أحكام الطهارة من غسل ووضوء وتيمم والهدف هو طهارة الناس ( من ماذا ؟؟؟ ) من الحدث والخبث وبديهي أن بعضهم سيمتثل لهذه الأحكام ويعمل بمقتضاها فيقع التطهير لذلك الممتثل بينما سيعرض آخرون ولن ينفذوا هذه الأوامر الشرعية العظيمة كما هو واضح ولو كانت إرادة إلهية على نحو التكوين لما أمكن لأحد أن يتخلف عن تطهير نفسه أما التطهير في آية التطهير فهو عن الذنوب والأرجاس والآثام والنقائص .
هذا والإرادة التشريعية تتعلق بفعل الغير على ضوء إرادته واختياره وفي الآيتين أضيفت إرادة الله إلى أفعال الناس وغايتها أن يقوم المؤمنون وفق اختيارهم بالوضوء والتيمم وكون الإرادة تعلقت بفعل الإنسان نفسه فهذا دليل لا أقوى منه على أن الإرادة في قوله تعالى {..... يريد ليطهركم ...} تشريعية لا تكوينية بخلاف آية التطهير إذ أن الإرادة فيها إرادة تكوينية فأين هاتين من هذه ؟؟؟!!! قاتل الله التعصب المقيت والمكابرة .
__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]