عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 22-05-2003, 02:35 AM
kimkam kimkam غير متصل
فنان مبتديء
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,476
إفتراضي هل نحن جميعاً متطرفون

نشرت جريدة المدينة المنورة السعودية في عددها الصادر يوم الخميس 21/3/1424 ه الموافق 22/5/2003 في صفحة الراي للكاتب سراج حسين فتحي مقالة بعنوان " هل نحن جميعا متطرفون " انشرها لكم للفائدة العامة .

_________________

من الحياة
هل نحن جميعاً متطرفون ؟!

سراج حسين فتحي

هو مجرد سؤال أوجهه إلى كل واحد منا نحن أبناء هذا المجتمع العربي السعودي المسلم، قد يكون في هذا السؤال تطرف أيضاً، لكن اليوم وبعد العديد من الأحداث والمواقف والظواهر السلبية التي برزت إلى السطح، وفي فترات عديدة أيضاً، أصبح من الضروري أن نتوجه إلى أنفسنا بهذا السؤال، وربما بما هو أشد منه تطرفاً، لأننا كنا - وما زلنا وللأسف - نناقش قضايانا المحلية والحساسة بكثير من المجاملة، ومازلنا ننظر إلى أنفسنا بمنظار مكبر لحسناتنا وخصائصنا الإيجابية، ونحاول غض الطرف عن السلبيات المتوفرة بكميات كبيرة في جوانب عديدة من حياتنا، ونحن دوماً لا نتحدث عن مشكلاتنا إلا بعدما تحدث، وهذا من حسن الظن المفرط بأنفسنا. قد يرى البعض أن حديثي هذا هو نوع من جلد الذات الشديد التطرف، وقد يرى البعض الآخر أنني مبالغ فيما أذهب إليه، لكن الواقع يؤكد ان بيننا متطرفين كثيراً من حيث نعلم أو لا نعلم، أو لا نحب أن نعلم.! أما كيف أصبح البعض منا منتسباً إلى عالم التطرف، فهذا ما يجب تسليط الضوء عليه وبتركيز شديد، فنحن في مجتمعنا السعودي ننقسم إلى فئات وتوجهات شتى، مثلنا مثل بقية البشر، ويخطئ من يقول أو يعتقد اننا كتلة فكرية أو عقيدية وثقافية واحدة، صحيح أننا ننعم جميعاً بالحياة تحت راية التوحيد، ونتحدث لغة احدة، ندرس كتبا موحدة، وليس لدينا شعارات فكرية أو حزبية معلنة تتناقض مع بعضها، وصحيح أننا مازلنا والحمد لله ننعم بالصلاة والحج والعمرة والصيام وبكل العبادات كمجتمع واحد، لكن الحقيقة التي بدأت تتضح مؤخرا وخاصة بعد الأحداث الكبيرة والفتن المتلاحقة الداخلية منها والخارجية، أننا لسنا عقلا واحدا، ولا قلبا واحدا، بل تتحكم في كثيرين منا توجهات فكرية وأخرى عقدية متعددة، والبوصلة التي لدينا ليست واحدة، ولا موحدة الاتجاه، فمنا من تتجه بوصلته نحو الشرق، وبعضنا إلى الغرب، وبعضنا نحو الشمال، وآخرون نحو الجنوب، وكلما زادت المحن كشفت الأوراق أكثر فأكثر. وقد يكون من نافلة القول أن هذه المحن والفتن والقضايا الحساسة التي تمس حياتنا ومماتنا تحمل بين طياتها كثيرا من الخير، رغم ما تحدثه من شروخ وأخاديد في كياناتنا ودعائم حياتنا، فهي تكشف الحقائق، وتعرفنا على أنفسنا، وتعرف بعضنا ببعض، وليتنا نكون أكثر صراحة فيما بيننا ليظهر المخبوء، ويعرف المستور، بدلا من ان نستتر بمسميات، ونلتحف بأغطية مزركشة لا تعبر عما تحتها، ويكفينا مواربة، ويكفينا دس رؤوسنا في الرمال والادعاء بأننا مجتمع ذو فكر واحد وتوجه واحد.! إن التطرف نعيشه بصور متباينة، فنحن إما مع الحدث مائة بالمائة، أو ضده مائة بالمائة، ومن الواضح أنه لم تنضج لدى معظمنا القدرة على الرؤية بزاوية واسعة، ولم يملك الكثيرون منا المنطق السليم الذي يوازن به بين الرؤى المتباينة، فعندما سيطرت قضية الجهاد الأفغاني ضد السوفيات، بلغ الحب ببعضنا للأفغان إلى درجة التقديس، ولم يتوقع هؤلاء المبالغون أن في الأفغان من كان يتاجر بالحشيش، وكان بعضنا يعتقد جازماً أن هؤلاء المجاهدين صورة مصغرة من الصحابة، ولما أتيحت لهم الفرصة وعايشوهم في الميدان وجدوهم أناسا عاديين أو أقل، فالجهل بالدين وانتشار البدع والخرافات والعصبية القبلية، والتعصب الأعمى للحزب كانت من سمات اكثرية الأفغان، رغم أنهم بذلوا من أرواحهم وأموالهم وأنفسهم ما نحسبه في سبيل الله، والله حسيبهم، ولما وقعت أحداث نيويورك التاريخية كنا طرائق متباينة أيضا، وليست أحداث قضية الكويت، أو أحداث احتلال العراق عنا ببعيد. واليوم وبعد ما نشر من أخبار عن إحباط عملية إرهابية كبيرة، فإننا توقفنا ودهشنا لما سمعنا أو قرأنا، وبدأت ألسنتنا تلوك الحديث عن القضية، ولم نتمكن بعد من الحكم الصحيح على القضية لا سلباً ولا إيجاباً فليس لدينا القدرة على الحكم الصحيح، أو اتخاذ موقف ناضج دقيق، وستبقى الأحداث تتحكم فينا، وتوجه دفة تفكيرنا، ولم نصل بعد إلى درجة من يملك القدرة على الرؤية الصحيحة والحكم السليم، ولعل السبب في كل ذلك يعود إلى أننا نستسلم لتيار العاطفة، ولا نعطي فرصة للشرع أن يضيء لنا الطريق، ولا للعقل أن يحكم مسيرة حياتنا، كما أن الضبابية وانعدام القدر الكافي من الشفافية في جانب المعلوماتية هو علة انتشار الاشاعات، والأفكار المغرضة، وهو السبب الحقيقي وراء تلهف شرائح عديدة من مجتمعنا للحصول على المعلومة ولو كانت خاطئة من مصادر موبوءة ومشبوهة. فمتى نصل إلى تصحيح الأخطاء هذه في حياتنا، وكيف يمكننا وضع حد للحراج الفكري، والفوضى الثقافية التي تعم جميع جوانب حياتنا حتى لا نبقى متطرفين..!

_________________

وانا بدوري اجيب عن نفسي ومن حولي من الاقارب والاصدقاء واقول نعم نحن متطرفون حتي النخاع ويلزم ازالة هذا النخاع وتجديدة بنخاع اصلي جديد .

ولكن اين الطبيب الذي يستطيع ذلك مع الشكر
__________________

kimkam