الموضوع: لذة المناجاة
عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 14-06-2003, 05:50 AM
عاشقة القرآن عاشقة القرآن غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 101
إفتراضي

ما ينبغي استحضاره عند كل شرط.


1. الطهارة:

قلت: أما الطهارة فينبغي أن يصاحبها شعورك بأنك تستعد لمقابلة عظيم، وقد علمت احتفاء أهل الدنيا بمظاهرهم عند مقابلة عظمائهم، وعظيمنا وهو الله لا ينظر إلى الصور بل إلى البواطن والنوايا. فحين نعسل اليدين فلأنهما الجارحتان اللتان نبطش بهما وغسلهما للقاء الله فيه درس عميق في الكف عما لا يحل. ولذلك يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ( إذا توضأ العبد المسلم والمؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء أو مع آخر قطر الماء. فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء. فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب).

وهذا الحديث رواه مسلم، فالوضوء مع الغفلة عن هذه المعاني وعن تحدث السريرة بها وانشغال الفكر فيها لا يحدث إلا معنى جامداً لا روحانية فيه.

ولذلك ذكروا أن السيدة نفيسة رثت الإمام الشفعي عند موته فقالت: ( رحم الله الشافعي لقد كان والله يحسن الوضوء). ففي الوضوء يقظة المشاعر والأحاسيس ومع الوضوء إفتقار العبد إلى نفحات المغفرة، ومع الوضوء حوار مع اليد والعين والرجل بأن لا تعد إلى الخطايا فينتفي العزم على المعصية، وكفاك بها تهيئة لمقابلة الله ومناجاته. ويالها من روحانية تشد المؤمن ويستغرق فيها بجلال الرحمة ونعيم العفو وفضل الستر.

ولعل هذه المعاني المتجمعة في الوضوء والتفاعل معها هي مراد العلماء إذ يشترطون النية في كل عبادة تميزاً لها عن العادة التي يفعلها الإنسان دون قصد للآخرة.

2. دخول الوقت:
قال صاحبي: أصبت وأحسنت. فماذا يعني العلم بدخول الوقت؟
قلت: أحسبه يعني: أيها الإنسان تنبه لرأس مالك، تنبه لعمرك قد انسلخ منه جزءٌ فماذا فعلت فيه؟ وهذا جزءٌ منه قد أقبل فسل نفسك على أي شئ ٍ عزمت في استغلاله؟ فليس هناك غفلة ولا تهاون في حساب دورات الفلك.

لذلك عليك أن تتزود مما بقي من عمرك لآخرتك. ولذلك ورد في الأثر عن الحسن البصري قال: ( ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي مناد من قبل الرحمن وبلسان ذلك اليوم: " يا ابن آدم ، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة".

وفي إعلان المؤذن ونداء الصلاة معنى عظيم يمتحن فيه العبد في إيمانه، فإن أجاب وبادر كان ممن ينادى بلطف يوم النداء الأعظم، وناهيك به مغنماً.