من باب الشيء بالشيء يذكر
البيتان الواردان في أساس هذا الموضوع لهما قصة عجيبة وطريفة
وذلك أن الخليل بن أحمد الفراهيدي ) مكتشف علم العروض ) كان مدلياّ رأسه في بئر ذات يوم ، وكان يردد التفعيلة ( فعولن مفاعلن فعول ) وكان يستمتع بالصدى الذي يصدر من البئر ، وبينما هو على هذه الحال مرّ عليه رجل فألقى السلام عليه ، فلم يرد الفراهيدي عليه لأنه لم يسمعه.
فذهب الرجل إلى القوم مسرعا وهو يصرخ ( جُنّ الفراهيدي ، جُنّ الفراهيدي )
فتحلّق الناس حول الفراهيدي وهو مدلياً رأسه في البئر ونادوه
فقال لهم: وما ذاك ؟ ، قالوا : فلانٌ يقول أنك جننت
فتبين الفراهيدي منه ، وعلم جهله ، فقال البيتين المشهورين :
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني *** أو كنت تعلم ما تقول عذلتك
لكن جهلت مقالتي فعذلتني *** وعلمت أنك جاهلٌ فعذرتك
تحياتي