قالوا عن الغضب
قال قتادة:
ليس يُسكن الغضب إلا ذكر غضب الرحمن عزَّ وجل..
وقال عمرو بن عُبيد:
ذكر غضب الرب يمنع من الغضب.. إلا أن يريد ذكر اللسان..
إذا غضب الرجل فليستلق على قفاه، وإذا عيي فليرفع رجليه.
وعن الغضب يقول الجاحظ:
إن الاعتزام على قليل من العقاب يدعو إلى كثيرة
ومبتدئ العقاب بعرض لَجَاج. وليس يُعاقب غلا غضبان…
الغضب يغلب العزم على قدر ما مُكّن، ويحير اللُّبَّ بقدر ما سُلِط. والغضب يصور لصاحبه مثل ما يصور السُكر لأهله..
وقال ابن قيم الجوزية:
"وإذا بلغ الغضب نهايته بحيث ينغلق عليه باب العلم، والإرادة فلا يعلم ما يقول، ولا يريده، فهذا لا يتوجه خلاف في عدم وقوع طلاقه.
وقال الزرقا:
"والمدهوش باتفاق الفقهاء ملحق بالمجنون ما دام مدهوشاً وإذا خفت الدهشة ولكنها تركت أثراً أورثه خللاً ظاهراً في توازن أقواله، وأفعاله، فهو ملحق في هذه الحالة بالمعتوه".
ويعرف الغزالي الغضب في كتابه إحياء علوم الدين بأنه:
غليان دم القلب، بطلب الانتقام. وسماه في موضع آخر "القوة السبعية"، وفي موضع ثالث: عرفه فقال: "إن الغضب شعلة نار، اقتبست من نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، وإنها لسمتكنّة في طي الفؤاد استكانة الجمر تحت الرماد ويستخرجها الكبر الدفين في قلب كل جبار عنيد"، كاستخراج الحجر النار من الحديد، وحذر أيضاً فقال: عندما تشتد نار الغضب فإنها تصم صاحبها عن كل موعظة ونصيحة..
ويتفق ابن مسكويه مع الغزالي في هذا الرأي فيقول :
إن الغضب: "حركة للنفس يحدث لها غليان دم القلب شهوة للانتقام".
وتعرفه الموسوعة الفقهية بأنه:
حالة من الاضطراب العصبي، وعدم التوازن الفكري، تحل بالإنسان إذا اعتدى عليه أحد بالكلام أو غيره. هذا التعريف يتطرق حالة الغضبان، مشير إلى أنه توتر عصبي، وهذا التوتر يُفقد الإنسان توازنه، والغضب يؤثر على القلب، ويضره، بل قد يؤدي ببعض المرضى للموت.
أما الدكتور محمد الزعبي فيعرفه بأنه:
عاطفة أساسية تمثل عدم قبول الكائن الحي لما يعرض له من حوادث، ومواقف.
تحياتي