الموضوع: لذة المناجاة
عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 19-06-2003, 07:33 PM
" أمة الله " " أمة الله " غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 17
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعتذر عن التأخر ... ولا تستغربوا فقط غيرت الإسم

[HR]

القيام:

قلت: استمع إلي جيداً:
لعلك تلاحظ أن القيام أطول أركان الصلاة، فهو أطول ركن فيها. ولذلك فهو أعظمها خطراً وأبلغها أثراً.

فأول ما ينبغي تذكره بعدما يتفرغ المصلى من الشواغل الظاهرة ولفظ التكبيرة، يتمثل وقوفه بين يدي الله تبارك وتعالى، فلا يرفع رأسه عند القيام بل يطرق إلى موضع سجوده، ويلزم قلبه التواضع والتبرؤ من التعاظم والرئاسة. وليقارب (ولا مقارنة) موقفه هذا بموقفه أمام الملك أو الرئيس أو الأمير، كم يلزم نفسه من حسن السمت وتقيد الحركة، ودقة الانتباه، وقلة إحداد النظر إلى ذلك المخلقو إحتراماً وهيبة. ثم لينتقل بفكره حالاً إلى مقامه هذا: بين يدي من هو يقوم؟ وليسأل نفسه ويحاسبها عن التزامها الأدب التام أمام هذا المخلوق ثم قلة عنايتها بالوقوف في حضرة ملك الملوك. وليقل لها يا نفس غداً تقفين مثل هذا الموقف فماذا أنت قائلة؟ وماذا سيقال لك؟ وليذكرها بقول الحق سبحانه: ." وأما من خاف مقام ربه – مقامه بين يدي ربه – ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى" وبقوله تبارك وتعالى: "ولمن خاف مقام ربه جنتان".

إن القيام فيه تعظيم لله ومن أجل ذلك كره العلماء القيام لأهل الدنيا، وعدوه نوعاً من التعظيم الذي لا يليق إلا بالله. ولا يجب إلا لله. وبه ورد حديث " من سره أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار".

ولذلك كان بعض السلف إذا قام في صلاته امتقع لونه وارتعدت فرائصه، فقيل له في ذلك، فقال أتدرون بين يدي من أنا قائم....؟ أنا قائم بين يدي العزيز الجبار.

وأثر عن بعضهم أنه كان في قيامه كأنه جذع شجرة لا حركة له ، فتأتي الطيور فتقف على رأسه!

كل هذا تأدباً وهيبة لهذا المقام فتأمل يا أخي حالك وأنت تصلح (غترتك) أو تنظر إلى ساعتك، أو تحسب نقودك، أو تعبث في ثيابك، هل تفعل شيئاً من هذا مثلاً وأنت بحضرة وزير؟؟ لا أظنك....

فدققت النظر إلى صاحبي وإذا به يبتسم خجلاً.
قلت : مالك؟

قال: ما أكثر ما أفعل هذه الأمور.... واخجلتاه!

قلت: لعل الله أن يتجاوز عما لم تكن تعلم فيه الحكم، أما الآن وقد علمت فاحذر!
__________________
** عاشقة القرآن سابقاً **