عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 22-06-2003, 11:34 PM
يمامة الحب يمامة الحب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 241
إفتراضي مقال لطاهر العدوان

انتخابات تكشف عن فراغ سياسي

شعارات دون برامج, ومعركة انتخابية دون وجود تنافس بين من هم في الحكومة وبين معارضة لا تسعى لتشكيل حكومة وفرض برنامج. انتخابات يجوز فيها كل وصف غير وصف التنافس الديمقراطي الذي يؤدي الى تبادل السلطة, مع ذلك نفتح لها قلوبنا وعقولنا, ويجب ان يشارك الناس وخاصة الشباب في التصويت وراء امل واحد وحيد, هو الحد الادنى من تمنيات الاصلاح السياسي وشعاراته.. من اجل انتخاب نواب يملكون وعيا وهدفا ورؤية تمكنهم او تمكن الغالبية منهم من تشريع خطوات اصلاح سياسي حقيقية من اجل ديمقراطية حقيقية, واولى هذه التشريعات المطلوبة: حل معضلة قانون الانتخابات.

تقول الحكومة عبر ممثليها, وفي اكثر من لقاء وندوة تلفزيونية: على المعارضة ان تقدم برامجها ومواقفها البديلة للسياسة الحكومية. هكذا يوجه الكلام للحركة الاسلامية وغيرها, وهذا سؤال يجسد المشكلة, انها مشكلة تجاهل الحكومة وتجاهل المعارضة حقيقة ان البرنامج لا يكون الا لمن يستطيع ان يشكل الحكومة. الحكومة لها برنامجها عبر قراراتها وسياساتها. لكن كيف لمعارضة ان يكون لها برنامج, وهي لا تتطلع الى تشكيل حكومة, كما صرح احد قادة الحركة الاسلامية? .. وكيف لمعارضة ان يكون لها برنامج وهي قد فشلت في تشكيل جبهة واحدة لخوض الانتخابات? فالاسلاميون في قائمة, واحزاب المعارضة حلفاؤهم في قائمة اخرى.. واما المستقلون وما يمثلون فهم (اجرام فلكية) في مدارات لا تلتقي.

بصراحة, تكشف بدايات المعركة الانتخابية ان الساحة السياسية الاردنية تعاني من فراغ كبير, فلا وجود لطبقة سياسية فاعلة قادرة على خلق تيارات وائتلافات انتخابية تؤمّن اغلبية نيابية, ولا وجود لمعارضة تلتف حول برنامج تشارك فيه احزاب وشخصيات مستقلة خلف هدف واضح هو الوصول الى سدّة الحكومة.
اسوأ ما في الامر ما تظهره قائمة المرشحين الذين سجلوا من اجل خوض الانتخابات, فالعشائر منقسمة والدوائر تعاني من ازدحام الاسماء التي معظمها لا يستند الى تاريخ او تجربة في العمل العام.
وفي ظل هذا التفتت والانقسام كيف لنا ان نأمل او نرجو انشاء تيارات برامجية في المجلس المقبل تيارات تؤدي كما دعا الملك الى ظهور كتل يمين ويسار ووسط تلم شمل الساحة السياسية وتؤطر بشكل صحيح عملية الاصلاح المنشودة على طريق التناوب الانتخابي كل اربع سنوات.
بصراحة اكثر.. كل هذه الشعارات المرفوعة في شوارع الوطن, وجميع بيانات المرشحين لا قيمة لها لانها ببساطة لا تعني برنامجا لمن هو في الحكم, او لمن هو في المعارضة او لمن يمثلون الاتجاهات الوسطية, فالبرامج المتنافسة بل المتصارعة للحصول على اغلبية المقاعد هي جوهر الانتخابات الديمقراطية وهويتها شكلا ومضمونا وغير ذلك تصلح لها كل التسميات الا الديمقراطية الصحيحة. اما البرامج المرتجلة والشعارات الجزافية التي لا تلتف حولها جبهات من المرشحين في (صراع على الاغلبية) فهي لا شيء, لان المقياس النهائي لديمقراطية الانتخابات هو التناوب في تأليف وتشكيل الحكومات في ظل قانون الاغلبية داخل مجلس النواب. وهذا غائب تماما في شكل ومضمون الانتخابات الاردنية للمجلس الرابع عشر