عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 24-06-2003, 07:41 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_______________

المبحث الثالث: نماذج الملحوظات التفصيلية على
مقررات التوحيد

وهذه في الحقيقة ليست ملحوظات تفصيلية بمعنى الوقوف عند كل ملحوظة وكل خطأ وإنما يعني ذكر (نماذج) من الملحوظات على المادة العلمية، لأن المقررات كلها لا تكاد تخلو منها عبارة من أحد أمرين:

- إما أن تكون صحيحة ويتم ردها والتناقض معها في مواضع أخرى من المقرر.

- وإما أن تكون خاطئة.

ولم يبق من مقررات التوحيد ما بقي دون تناقض إلا أن (الله واحد أحد لا يستحق العبادة دون سواه) وهذا يعرفه أجهل العوام فلا داعي لوضع (مقررات التوحيد) إذن!! إلا لتعريف الطالب بأن أكثر المسلمين يجب أن نعاديهم ونكرههم!! وهذا لا يحتاج إليه الطالب ولا المسلم الحق.

أما الملحوظات فنختار منها ما يلي:

التوحيد للصف الأول الابتدائي:

1- الدرس السادس(ص16): نعبد الله ربنا، عبارة (ندعوه ولا ندعو غيره) وهذه مقدمة من الصف الأول الابتدائي يتم تفسيرها في المتوسطة والثانوية بما يفيد تكفير كثير من المسلمين بزعمنا أنهم يدعون الأنبياء والأولياء والصالحين من توسل وتبرك ونحوه مما سيأتي تفسيره.

ودعاء النبي أو الصالح أو الولي يختلف باختلاف الشخص فدعاء الميت (يا فلان اشفع لي عند ربك) يختلف عن دعاء الميت نفسه بقول القائل (يا فلان اغفر لي وارحمني وارزقني) ونحن لا نفرق بين الصيغتين وإنما نكفر الجميع كما سيأتي إثباته.

2- الدرس الثامن (ص18): محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل الله عليه القرآن الكريم يدعو إلا عبادة الله وحده وترك عبادة غيره)!!، ولم يقل المقرر (وترك عبادة الأصنام) وهذا من (الدس التكفيري) الذي سيفسر في مراحل لاحقة بأن غيرنا من المسلمين (يعبدون القبور والأولياء والصالحين)!!، وأن المقلدين من أتباع المذاهب الأربعة (يعبدون علمائهم ويتخذونهم أرباباً)!، وأن الفقه (هو عين الشرك)! وغير ذلك!!.

فهذه من التقعيدات التي يبنى عليها الطالب من الصف الأول الابتدائي لا ينتبه لها التربويون لأنهم لا يعرفون تاريخ الغلو المذهبي المحلي وفلسفته والأسس التي قام عليها من اتهام الآخرين بالشرك والكفر (وعبادة غير الله) .



مقرر الصف الثاني ابتدائي:

1- في الفصل الثاني (ص33) تحت عنوان (معرفة الدين): جاء تعريف المقرر للإسلام بأنه (الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله) قلت: وهذا من الناحية النظرية لا شي فيه ولكن التربويين لا يعرفون أن هذا من (التقعيد) لتكفير المسلمين، لأن الشرك هنا ليس المراد به الشرك الأصلي (شرك الكفار) وإنما المقصود به شرك المسلمين (وأهل الشرك) هنا المراد بهم المسلمون والدليل على ذلك أن هذه العبارة في تعريف الإسلام مأخوذة من كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلماء الدعوة، والشيخ محمد وعلماء الدعوة لا يقصدون بالشرك والمشركين في جميع كتبهم ومؤلفاتهم (إلا المخالفين لهم من المسلمين)[15]، وهذا مما يجهله التربويون ويخفيه العقائديون (تهيئة) منهم للطالب لأن يصبح مكفراً للمسلمين وسيأتي شرح شيء من هذا في مقررات المتوسطة والثانوية، فإذا ترقى الطالب أرشدوه إلى كتب الدعوة السلفية، فيجد أن البراءة من الشرك وأهله هي البراءة من (أهل حريملاء والقصيم والحرمين والأحساء وقحطان وعنزة والظفير وعبد الله بن سحيم وأحمد بن يحيى والغزاوي مفتي الشافعية وأحمد زيني دحلان وابن عبد اللطيف مفتى المالكية.. وغيرهم).





مقرر الصف الثالث الابتدائي:

الفصل الثاني (ص27): تحت درس (توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات).

1- جاء تعريف توحيد الألوهية بأنه (توحيد الله في أفعال العباد كالدعاء والخوف والتوكل والرجاء والصلاة والزكاة) وهذه المراد منها كما ستأتي مفسرة في كتب الدعوة السلفية من: أن المسلمين من مخالفي الدعوة السلفية ليسوا موحدين بل هم كفار مشركون شرك أكبر ينقل عن الملة لأنهم يدعون الأولياء ويخافونهم ويتوكلون عليهم ويرجونهم ويتوسلون بهم ......الخ، وهذا أيضا مما يجهله التربويون ويعرفه الغلاة ويظنونه ديناً، وإلا لو كان المراد دعاء الأصنام وعبادة غير الله لما كان هذا الاختلاف الكبير بين الوهابية ومخالفيهم من المسلمين.

2- ثم ذكر المقرر توحيد الأسماء والصفات وقال في ذلك (ومن صفاته الحياة والرحمة والعلم والعلو والقدرة) وهذه المراد منها إخراج الأشاعرة والإباضية والشيعة وأتباع المذاهب الأربعة المعاصرين من (دائرة الموحدين) إلى (دائرة المشركين أو المبتدعين أو الفرق الهالكة) لأن هؤلاء جميعاً يتأولون (العلو) مثلاً بأنه العلو المعنوي لا الحسي بينما يرى الحنابلة (وتبعهم الوهابية) بأن العلو حسي[16] وأن من أنكره فليس موحداً وعلى هذا يمكن أن يكون مشركاً كافراً وعلى هذا يجوز تكفير وقتاله واستحلال دمه وماله وعرضه.



مقرر الصف الرابع:

الدرس الثاني (ص12) تحت عنوان (العبادة) جاءت عبارة (أنواع العبادة كثيرة منها عبادات ظاهرة كالصلاة والدعاء والذبح... ومنها عبادات باطنة كالمحبة والخوف والخشية والرجاء ).

قلت: وفي هذا (تقعيد) لتكفير المسلمين الذين يرى غلاة السلفية أنهم يذبحون لغير الله ويحبون غير الله ويخافون غير الله ويرجون غير الله وهم عندهم جمهور المسلمين من اتباع المذاهب الأربعة فضلاً عن فرق المسلمين من غير المذاهب الأربعة، وقد صرح المقرر للصف الخامس- الفصل الأول ص24 (بأن من صرف شيئاً من هذا لغير الله فهو مشرك كافر)! .

وهؤلاء المسلمون لا يعترفون بهذه التهم ولا يرون أنهم يعبدون غير الله ولا يرجون غير الله ولا يدعون غير الله، ولهم أدلتهم في جواز التوسل والاستغاثة والدعاء بجاه النبي أو فلان، تلك الأدلة التي لا نرى أنها كافية لصحة ما يفعلون ولكننا نراها مانعة من تكفيرهم لأنهم متأولون وفيهم العلماء المسوغون لدعاء الصالحين بأن يشفعوا لهم عند الله ورجاء الصالحين بأن يشفعوا لهم عند الله.. ونحو هذا، وهم لا يرون أن للأنبياء والأولياء تأثير من غير إرادة الله وتوفيقه، وغاية ما ارتكبوه أنهم ارتكبوا محرماً لا كفراً.

وقد وقفت على رسائل كاملة لبعض العلماء من أتباع المذاهب الأربعة يوردون ما يفعله العوام عند القبور تحت (البدع والمنهيات الشرعية) لا تحت (المكفرات المخرجة من الملة).. من عبادة غير الله ونحو هذا ، وهناك فرق بين النهيين فالأول يقتضي التحريم والثاني يقتضي التكفير.
________________
يتبع باذن الله تعالى .