عرض مشاركة مفردة
  #85  
قديم 24-06-2003, 07:48 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
____________________


- وذكر المقرر ص 27، 30، أنواعاً أخرى من الشرك الذي يراه شركاً أكبر مع إغفال التفصيل السابق.

أعاد المقرر تعريف الإسلام ص 33 وقد سبق التعريف في مقرر الصف الثاني، وهذه ملحوظة على المقررات بأنها كثيرة التكرار وهذا له علاقة بالجذور الفكرية أيضاً، فالدعوة السلفية تكثر من تكرار (الشرك والتوحيد)، ويراد من هذا التكرار عندهم (التأكيد على اتهام المسلمين بالشرك)، لكن التربويين وكثير من المواطنين لا يعرفون (سر هذا التكرار)، فهم لا يرون شركاً أصلياً حتى يبالغ المقرر في التحذير منه، أما الغلاة فهم يرون أن المسلمين أصلاً مشركون، فلذلك يحرصون على ألا تمس مقررات التوحيد بشيء وأن تبقى كما هي كـ (قاعدة فلسفية خلفية) يتم استدعائها عند الضرورة.

مقر التوحيد للصف الخامس – الفصل الثاني:

عقد المقرر ص 26 موضوعاً بعنوان (الهجرة)! وعرفه بأنه (الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام) وذكر الأدلة على وجوبها من القرآن والسنة!

ولا يعرف الأخوة التربويون أن المراد هنا ليس الهجرة من أوروبا أو الصين إلى العالم الإسلامي، وإنما المراد الهجرة من العراق والشام ومصر واليمن والحجاز والأحساء وغيرها.. الخ إلى المناطق التي كانت الدعوة تسيطر عليها، بمعنى أن (الهجرة من الحرمين والقصيم والأحساء وحريملاء ..إلى الدرعية والعيينة) وسيأتي بيان هذا في الجذور الفكرية بعد قليل.

- في مقرر الصف السادس- الفصل الأول – الدرس الأول – الصفحة الأولى! عن (أهمية التوحيد)[17] :

جاء فيها (اعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد! كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة! فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت! كالحدث إذا دخل في الصلاة)!!

أقول: وهذا واضح في (تكفير جميع المسلمين) وأنهم لا تنفعهم صلاتهم ولا صومهم ولا زكاتهم ولا حجهم ولا جميع أنواع العبادة لأنهم ألبسوها بالشرك ففسدت!! كما تفسد الصلاة مع الطهارة (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً)!!

- (ص11) قال: (فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل! وصار صاحبه من الخالدين في النار! عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك لعل الله يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله!).

قلت: إذن فالمسلمون المختلفون مع الدعوة السلفية -وهم جمهرة المسلمين- هم عند الدعوة السلفية وعلمائها (مخلدون في النار)، وليس مجرد (شرك دون شرك) أو (ذنب مغفور ببعض العذاب)، لأن الشفاعة محرمة على غيرهم من لأنهم مشركون!! المسلمين كما سيأتي موضحاً ومبيناً في الجذور الفكرية.

ثم ذكر المقرر أربع قواعد منقولة من كتاب للشيخ محمد بن عبد الوهاب وهي (الأولى: أن الكفار الذين قاتلهم الرسول صلى الله وسلم مقرون بتوحيد الربوبية ولم يدخلهم في الإسلام!!،

والثانية: أنهم يقولون ما دعوناهم[18] وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة .

الثالثة: النبي صلى الله عليه وسلم قاتل أناس متفرقين في عبادتهم فمنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار ومنهم من يعبد الشمس والقمر وقاتلهم الرسول صلى الله وسلم ولم يفرق بينهم!![19].

الرابعة: أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين!! لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركو زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة).

قلت: والمشركون المرادون في زمن الشيخ هم المسلمون في (مكة والمدينة وحريملاء والأحساء وحائل والرياض والوشم والمجمعة والزلفي والحريق والخرج وسدير وبريدة وعنيزة ومنفوحة وأشيقر والحوطة وقبائل دهيمان ورغبة وضرمة وثرمدا وثادق ومرات وجلاجل والعودة وحرمة والمحمل والقصب ونعجان والروضة وعتك والمبرز والهفوف والقطيف والعقير والوفرة وحمض ورمحين والحائر والصبيحات والهلالية وصبحة والضبيعة واليمامة والسلمية وعروى وتمير ومبايض والداخلة وملهم والسر والشعرى وسيهات والقديح والعوامية وعالية نجد ونطاع والشقيق والجبيل ودومة الجندل وتربة والحجاز ونجران وبيشة ورنية والخرمة، وقطر وعمان والكويت والعراق والشام والأكراد ومصر واليمن وقبائل عنزة ومطير وشمر والدواسر وبنو خالد والحروب والظفير وقحطان وأهل الدلم والبقم وأعراب الشمال وشهران)!!!.

هؤلاء عند الشيخ محمد وعلماء الدعوة هم (المشركون) (الشرك الأكبر) (المخرج من الملة) قبل انضوائهم تحت لواء الدعوة ولا تنفعهم الشهادتان ولا صلاتهم ولا صيامهم ولا زكاتهم ولا حجهم ولا اجتنابهم المحرمات ويجوز قتلهم وسلب أموالهم وانتهاك أعراضهم وسبي حريمهم ولا يجوز الدعاء لهم ولا الاستغفار لهم ولا يدفنون في مقابر المسلمين ولا يصلى عليهم ، ويمكن مراجعة كتب التواريخ كتاريخ ابن غنام[20] وابن بشر وكتب ورسائل علماء الدعوة.

- وفي صفحة (23) تحدث المقرر عن الشرك وأنواعه وذكر منها (شرك الدعوة وشرك النية وشرك الطاعة وشرك المحبة)، وقد سبق الحديث عن المراد بهؤلاء هم المسلمون، فشرك الدعوة (لأنهم يدعون غير الله) وشرك النية (لأنهم يريدون الحياة الدنيا مع خصوم الدعوة) وشرك الطاعة (لأنهم يطيعون علماءهم) وشرك المحبة (لأنه يحبون الأولياء والصالحين ويتبركون بهم ويتسولون إليهم).

- ذكر المقرر (ص26) أن شرك الطاعة هو (طاعة العلماء والعباد في معصية الله): والعلماء عندهم هم علماء المذاهب الأربعة المخالفين للشيخ في التكفير والقتال، فهؤلاء أوردوا في حقهم وفي حق أتباعهم الآية الكريمة (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)!! ومعصية الله عندهم في الكلام السابق ليست الأمر بترك الصلاة وشرب الخمر ونحو ذلك وإنما الأمر بـ (ترك قتال المسلمين وترك تكفيرهم) والأخذ بفتاواهم في هذا، أما تقليد علماء الدعوة وطاعتهم في تكفير المسلمين وفي قتالهم وأخذ أموالهم فهو (من طاعة الله) لقوله تعالى (وأطيعوا الله ورسوله وأولوا الأمر منكم) وأولوا الأمر هنا يفسرونها بالعلماء والأمراء، وقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وأهل الذكر في عهد الشيخ وعلماء الدعوة هم علماء الدعوة فقط، أو من وافقهم في آرائهم كبيرها وصغيرها، وهذه ازدواجية وتلاعب وتوظيف للنصوص في نصرة قضايا خاصة وخصومات مذهبية.

- (ص30) الكفر وأنواعه..

وذكر المقرر أن هناك (خمسة أنواع من الكفر تخرج من الملة) وهي: كفر التكذيب وكفر الإباء وكفر الشك وكفر الإعراض وكفر النفاق) والمراد بكفر التكذيب في القرآن الكريم هو تكذيب الأنبياء وجحد النبوة لكنه عند علماء الدعوة يمتد إلى (تكذيب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلماء الدعوة) كما أن كفر الإباء عندهم هو (الامتناع عن الاستجابة لدعوتهم)، وكفر الشك عندهم هو (الشك في ما يدعون إليه)، وكفر الإعراض هو (الإعراض عما أتوا به)، وكفر النفاق هو (اتباعهم ثم التنكر لما أتوا به)!![21].

ثم ذكر المقرر (ص36) أنواع النفاق الإعتقادي وذكر أنها ستة أنواع: (تكذيب الرسول ، تكذيب بعض ما جاء به الرسول، وبغض الرسول، وبغض بعض ما جاء به الرسول، والمسرة بانخفاض دين الرسول والكراهية لإنتصار دين الرسول) وذكر أن أصحاب هذه الأنواع الستة من أهل الدرك الأسفل من النار.

ولا يعرف التربويون أن هذه كلها يراد بها (المسلمون وليس المنافقين)، والمراد بتكذيب بعض ما جاء به الرسول أو تكذيب الرسول هو ما يفعله العلماء المعارضون للدعوة من تهيبهم من تكفير المسلمين وتأويل بعض النصوص التي ليست على ظاهرها وتضعيف بعض الأحاديث الأخرى التي يراها علماء الدعوة صحيحة وهكذا..

وكذا المسرة بإنخفاض دين الرسول المراد بها المسرة بإنخفاض (المؤيدين للدعوة)، والكراهية لإنتصار دين الرسول المراد بها (كراهية انتصار الوهابية)، وهذا كله ينقله المقرر من كتب الشيخ محمد رحمه الله ، مفصولاً عن مناسبات هذه الأقوال وعن المخاطبين بها، فعندما نرجع لأصول تلك الكتب نجد احتكاراً لـ (دين الرسول) وحرمان الآخرين منه!! فيجعلون من حاربهم أو عارضهم أو كذبهم أو أبغضهم فقد (عارض الرسول وأبغض الرسول وكذب الرسول)!!، هو ما أقول لك وستأتي الأدلة على ذلك في الجذور الفكرية في نصوص لا تقبل الشك.

قد يقول قائل: إذا كانت النظرية صحيحة فلا يضيرنا سوء التطبيق؟

يقال: لكن إن ترقى الطالب وتدرج في العلم وحضر دروس المساجد والمحاضرات يتم تذكيره بهذه النظريات وبفضل الشيخ محمد وعلمه وفضل هذه الدعوة وسلفيتها وأنها الدعوة والعقيدة الصافية النقية الطاهرة المطهرة التي يجب اتباعها فلا يجد الطالب بداً من أحد أمرين:

- إما المعارضة وعندئذٍ لا يجد له مناصراً ويجد التضليل والتبديع وقد يجد التكفير من الغلاة لأنه (شك في دين الرسول وأبغض دين الرسول وعارض دين الرسول)!!!.

- وإما أن يؤيد فيصبح من (المكفرين) الذين يرون كفر من سواهم من المسلمين كفراً أكبر يخرج من الملة، هو ما أقول لكم، وهذا من الأسرار الخفية لبقاء الغلو في مجتمعنا السعودي.
___________
يتبع باذن الله تعالى .