عرض مشاركة مفردة
  #86  
قديم 24-06-2003, 07:50 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
____________

مقرر الصف السادس/ الفصل الثاني:

الدرس الأول (ص10) ذكر المقرر نواقض الإسلام العشرة وهي:

1. (الشرك في عبادة الله ، وذكر منه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو القبر،

2. من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعا!،

3. من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر!

4. من اعتقد أن غير هدي النبي اكمل من هديه او حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه صلى الله عليه وسلم فهو كافر،

5. من أبغض شيئا مما أتى به الرسول ولو عمل به كفر إجماعا،

6. من استهزاء بشيء من دين الرسول أو ثواب الله أو عقابه كفر،

7. السحر والصرف والعطف،

8. مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين،

9. من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم،

10. الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به).

أقول: وهذه كلها يظن الطالب المسكين المبتدئ والتربوي الطيب أن المراد بها (الكفار الأصليون) بينما لا يراد بها إلا (تكفير المسلمين) من اتباع المذاهب الأربعة والفرق الإسلامية باستثناء مسألة السحر.

فمثلاً الناقض الثامن (مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين) المراد بها في كتب علماء الدعوة (مظاهرة أهل حريملاء والقصيم والحرمين والأحساء على الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن معه) وليس المراد منها تنظيراً إيمانياً عاماً، ويدل على ذلك أن هذا الناقض استخدمه الوهابية كثيراً في تكفير من أعان خصومهم عليهم، وعلى هذا بقية النواقض ، هو ما أقول لكم، ومن شاء الإثبات فليسأل وليبحث وليرجع للجذور الفكرية والتطبيقات السلفية لهذه النظريات فالتطبيقات كلها بلا استثناء ضد مسلمين ولم تكن هناك تطبيقات للدعوة السلفية ضد يهود أو نصارى أو مشركين أو عبدة أصنام أو فرنسيين أو بريطانيين أو غيرهم من الكفار الأصليين.. ونحن عاهدنا أنفسنا على المصارحة وقول الحق في هذه الأمور الملتبسة على كثير من التربويين.



- ذكر المقرر (ص18) خمسة أمور عدها من أصول أهل السنة والجماعة ، ولم يفصل فيها مما سبب وجود التكفير المتبادل والاتهامات بين المواطنين، وهذه الأصول هي خاصة بالصحابة، وهي:

1- (أن الصحابة الكرام كلهم عدول،

قلت: كلمة (كلهم) مناقضة لأصل القرآن الكريم الذي ذم بعض من صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) كالوليد بن عقبة الذي أنزل الله فيه (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا...) فهو عند الله فاسق وهو عندهم بهذه النظرية التعميمية من (العدول) وهذه مضادة لنص صريح من القرآن الكريم، والغريب أيضاً أنهم ينكرون على غلاة الشيعة طعنهم في أم المؤمنين عائشة لأن الله قد برأها في القرآن الكريم ، وهم محقون في هذا لكنهم يبرؤون من طعن الله فيه في القرآن الكريم كالوليد بن عقبة، وقد طعن القرآن الكريم في آخرين بالتثاقل عن الجهاد وفعل ما لا يقولون وإرادة الحياة الدنيا وبعض الأعراب الذين لا يفعلون غير ذلك مما هو مبثوث في القرآن الكريم وخاصة سورة آل عمران والتوبة والأحزاب.

إذن فالقاعدة (الصحابة كلهم عدول) مع عدم التفريق بين السابقين والأعراب وبين المهاجرين والطلقاء وبين من حسنت سيرته ومن ساءت سيرته خلل كبير في المنهج العلمي ، ولم تختص الدعوة ولا المقرر بهذا (الغلو في الصحابة) وإنما تبعت غلاة الحنابلة الذين كان لهم الغلو نفسه.

2- قال المقرر محبة أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) لأن محبتهم دين وإيمان وبغضهم كفر ونفاق.

قلت: ليس هناك فرقة من فرق المسلمين تحب (كل الصحابة) ولا فرقة من المسلمين تبغض (كل الصحابة) فالشيعة يبغضون كثيراً من الصحابة ويحبون بعضهم كالشهداء في عهد النبوة وبعض من بقي بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) كعلي وعمار وسلمان والمقداد ونحوهم وتتبرأ من الباقين، وغلاة السلفية أيضاً لا يتولون (جميع الصحابة) ويتبرأون من (الثوار على عثمان) وفيهم بدريون ورضوانيون ، وتتبرأ من الخوارج قاطبة (وفيهم صحابة)، وكذا المعتزلة والمرجئة والإباضية والخوارج والزيدية لا يتولون (جميع الصحابة) وإنما (يتولون بعضا دون بعض) بغض النظر عن القلة والكثيرة وعن دليل هذا وهذا.

فإذا كان بغض الصحابة كفر ونفاق فالأمة كلها كافرة منافقة.

3- ثم ذكر المقرر الترضي عنهم والاستغفار لهم.

4- اعتقاد أنهم أفضل الأمة.

5- اتباع طريقتهم في فهم الدين والعمل به.

قلت وهذه الأمور السابقة فيها تفصيل عند سائر الفرق الإسلامية، ومن ادعى حب جميع الصحابة فقد أخطأ، لأن كلمة (صحابة) كلمة عامة يدخل فيهم المنافقون والأعراب ومن ارتد ومن ساءت سيرته والثائرون على عثمان والخوارج ومانعوا الزكاة فلا بد من تقييد الصحبة بحسن السيرة أما بلا وجود هذا التقييد فسيوقع القائل في تناقض لا محالة.. هذا قول من جرب وبحث هذه المسائل من النصوص الشرعية والواقع التاريخي وقراءة فكر الفرق الإسلامية، فلندع التعميم ولنؤمن بجميع النصوص.

أما أصول أهل السنة والجماعة فهي أعلى مما ذكروه هنا فالأصول الحقة هي: الايمان بالله واليوم الآخر وإقامة الصلوات واجتناب الكبائر مما يصح أنه (من أصول أهل السنة والجماعة) فالأصل كلمة عظيمة لا ينبغي فيها الضبابية والتعميم لأمور فيها تفصيل والدخول في الاختلافات وجعلها أصولاً.



- وذكر المقرر (ص20) أصولاً أخرى لأهل السنة والجماعة من (حب الخلفاء الراشدين والترضي عنهم وترتيبهم حسب الأفضلية والخلافة والأخذ بهديهم). وهذا أيضاً من الواجبات وبعض هذا مختلف فيه كالتفصيل لكن هذا القول كله ليس من أصول أهل السنة والجماعة فقد اختلف الصحابة مثلا في ترتيب أفضلية الخلفاء الراشدين فمنهم من فضل أبا بكر ومنهم من فضل عليا وآخرون فضلوا حمزة ومصعب (ممن مات في أول الإسلام) ومنهم من فضل جعفر بن أبي طالب ومنهم من أمهات المؤمنين ومنهم من فضل أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكان أهل الكوفة يفضلون علياً (وهم معظم شيوخ البخاري وشيوخ شيوخه) فأمر فيه هذا الخلاف والأريحية والمسامحة لا يصح التحجر فيه ثم اختيار رأي من الآراء وجعله من (أصول أهل السنة والجماعة) بحيث أن من خالفه فقد خالف (أصلا من أصول أهل السنة والجماعة) وعلى هذا فهو (مبتدع) وعلى هذا يتم تبديع نصف أهل الأمة الذي لا يرى هذا الرأي الذي انتصر له غلاة الحنابلة في القرن الثالث والرابع[22].

وقد ذكر المقرر أصولاً أخرى (ص22، 23، 24) هي إلى الواجبات أقرب منها إلى الأصول.
__________
يتبع باذن الله تعالى .