عرض مشاركة مفردة
  #93  
قديم 24-06-2003, 08:06 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
___________________

الجذر الأول: (العلماء المعاصرون):

وهم مع فضلهم وعبادتهم وإخلاصهم وحرصهم على حماية النشء وحماية الأمة من الأخطار...الخ إلا أنهم مقلدون لعلماء الدعوة في التكفير وبعيدون عن الناحية التربوية، وهم يراقبون كل تطور في المناهج ويحرصون على أن تكون تحت رضاهم، فلذلك نحن نعلم الضغوط الكبيرة التي يواجهها التربويون داخل وزارة المعارف من التحفظ الكبير ضد أية خطوة تصحيحية، أو محاولة تعديل أشياء هي خاطئة شرعاً لكنها صحيحة مذهباً، فيتم تقديم المذهب على الشرع ليس عن قصد وإنما عن مذهبية، والمذهبية ليست صواباً كلها، ولذلك نجد الإصرار على تعليم مقرر معين رغم ما يحمله من غلو أو أخطاء عقدية (إيمانية) أو فقهية أو غير ذلك.

والعلماء لهم علينا حق الاحترام والتقدير لكن ليس لهم علينا أن نضحي بتعليم أبنائنا من أجل (مراعاة خواطر)، فالتربية علم يجب أن يحترم مثل سائر العلوم، وكذا إن وجد خطأ في مقرر يجب شرعاً أن يعدل ولو غضب لذلك بعض العلماء.

وعلماؤنا في المملكة هم جزء من المجتمع وهم عائق كبير من عوائق تطوير المناهج، والغريب أننا ننسى أنه كانت لهم مواقف سلبية من التعليم بشكل عام، فلماذا تم تجاوزها ولم يتم تجاوز تحفظاتهم في مسألة تطوير المناهج؟

وكلمة حق أقولها : إنه لا يحق لنا إخضاع المقررات (دينية وغير دينية) لغير النصوص الشرعية والبراهين العلمية والحقائق والدراسات التربوية والعقلية واللغوية والنفسية، وإذا تركنا كل هذه العلوم والمناهج البحثية لصالح إرضاء مجموعة من المتحفظين من العلماء أو من غيرهم فنحن نرتكب جريمة في حق الملايين من الطلبة لن يغفرها لنا التاريخ، وقد لا يغفرها لنا الله، نسأل الله التسديد لصالح الأقوال والأفعال.

وها هي نماذج من أقوال لبعض العلماء تعبر بحق عن (جذر الغلو المحلي) الذي لحق مناهج التعليم، مما يؤكد أننا بحاجة لتكليف جهة إسلامية خارجية لتأليف المقررات ومن هذه النماذج المختارة دون إرادة استقصاء لأننا حاولنا أن تكون خاصة بالتعليم حتى يدرك رجال التعليم قيمة ما قلناه، والنماذج هي:



من نماذج الغلو (غلو العلماء المعاصرين) في الأحكام (ما يخص التعليم)[26]:

سأذكر النماذج دون الإشارة إلى أسماء قائليها منعاً للإحراج، ولأن الهدف نقد الفكرة وليس نقد الأشخاص فمن تلك النماذج قول بعضهم:

- المعلمون الذين تستقدمهم وزارة المعارف من الدول العربية ملحدون (الدرر السنية 16/5)، وزنادقة!! (16/12).

- ووصل التكفير إلى المعين، فكفر بعض العلماء الدكتور فوزي الشيبي واتهمه بأنه أكبر داعية للإلحاد والزندقة[27] (16/12).

- وأن هؤلاء المعلمين القادمين من الدول العربية قد جاءوا لشجرة لا إله إلا الله التي جاء بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب[28] ليقتلعوها من هذا الوطن(16/8)!

- وأن هذه الشجرة قد زالت من تلك الأمصار[29](16/8)!

- وأن هؤلاء المعلمين هم من أفراخ الأفرنج وعباد الأولياء ومن تاركي الصلاة وغيرها من شعائر الإسلام (16/100).

- وأن من سافر إلى الدول المجاورة لتعليم أو تجارة أو غيرها يجب أن يهجر حتى يظهر التوبة (15/462).

- وكان المواطن القادم من تلك البلاد يغمس في الماء بثيابه بعد صلاة الجمعة ليمتنع من السفر لبلاد المشركين (15/462).

وفي فتاواهم التحريم والنهي عن كل العلوم غير الشرعية، كالرسوم والأشغال والرياضة والألعاب (16/15)، والحقوق والطبيعة والتصوير (16/10)، والتعليم العصري (16/50)، وتعليم البنات(16/71).

- وأن العلوم العصرية هي مباديء الإلحاد (15/489)، وقد بينها كاتب المقالة بأنها الرسوم والأشغال والرياضة والألعاب[30] (16/15).



- وأنه بتعليم المرأة يحصل التبرج وتمزيق الحجاب وكشف الساق والفخذ والرأس والصدر (16/74)، وفتح بيوت البغاء والسينما والرقص والخلاعة! (16/81).

- وأن النصيحة لكل مسلم ألا يدخل ابنه أو ابنته في هذه المدارس التي ظاهرها الرحمة وباطنها البلاء والفتنة ونهايتها السفور والفجور (16/74).

- وأن فتح مدارس البنات مصيبة عظيمة وطامة كبرى (16/78، 83).

- واستنكروا على الرئيس العام لتعليم البنات عزمه على تعليم البنات الحساب والهندسة والجغرافيا (16/79).

- وأن المنادين بتعليم المرأة هم أفراخ الأفرنج (16/81).

- وأنهم يحبون الشر ويبغضون الخير وأهله ويقلدون الكفرة ويتشبهون بالمجوس! (16/81)، ويحاولون إخراج البنات من بيوتهن ليتمكنوا من التمتع بهن بحيلة التعليم! (16/82).

- وأنه لا يرضى بهذه المدارس إلا من لا غيرة عنده ولا رجولة ولا دين والغالب على هؤلاء انهم من دعاة الفجور (16/84).

- وأن أهل هذه البلاد شابهوا الخارج من الكفار وأفراخهم في عدة أمور محظورة (محرمة) وذكروا منها الملاهي والتنزه والتلفزيون (15/31).

- وحرموا لعب الكرة للطلاب وغيرهم وأنها سرت إلى المسلمين من الغرب فلم تكن على عهد الخلفاء الراشدين ولا ملوك المسلمين(15/200، 204)، وأنها من التشبه بأعداء الله (15/206)، ولا يمارسها إلا السفهاء (15/206)، ومما يدل على أنها من التشبه أنها تطابق عمل الأمريكان في وضع أخشاب الكرة[31]! (15/206)، وأن هذا من التشبه ثم أورد حديث (من تشبه بقوم فهو منهم)! وأنها من جملة المنكر الذي ينبغي تغييره (15/206)، وأنها من الميسر(15/207)، وذكروا من أوجه تحريم الكرة أن فيها نوعاً من المرح وقد قال الله عز وجل (ولا تمش في الأرض مرحاً)[32]! (15/210)، وأنها من اللهو الباطل (15/213)، ومن الضلال (15/214)، وأنها شر من الشطرنج (15/215)، ومن لعب الشطرنج فهو فاسق (15/214).

- وأن التلفزيون آلة بلاء وشر داعية إلى كل رذيلة ومجون (15/243)، وأن من رأى إباحة التلفزيون فقد قذف الشيطان بزبده في قلوبهم المظلمة (15/236)، واتبعوا أهواءهم وهم قوم قد ضلوا وأضلوا من قبل وضلوا عن سواء السبيل (15/236).

- أما الغناء فقد بالغوا في تحريمه حتى حرموا سماع الدف بل أصوات السواني!(14/536، 537) وأن أصوات السواني المسماة المحال من المحرمات بلا ريب! (14/537).

- وبالغوا في تحريم الدخان حتى أبلغوه لدرجة الخمر وأنه مسكر كالخمر! (15/59، 62) وأفتوا بأن شارب الدخان يجلد ثمانين جلدة كشارب الخمر تماماً (15/93)!

- وبالغوا في تحريم التصوير بكافة أشكاله وأنواعه ما له ظل وما ليس له ظل وجعلوه أصل الشرك (15/295)،

- وأن لباس الشرطة محرم أيضاً لأنه من التشبه (ومن تشبه بقوم فهو منهم)!(15/363)، فهو مشابه للباس الأفرنج المشركين (15/365)، وكذلك القبعة (15/367)، والبنطلون (15/367)، ومن جمع بين هذه الألبسة فلا فرق بينه وبين رجال الأفرنج (15/367)، وأن هذه الألبسة دسيسة ممن يريدون كيد الإسلام (15/366)، وإقرارها من إقرار شعائر الكفر والشرك (15/366)، وكذا الضرب بالرجل على الأرض والتحية العسكرية (15/363)، وأن هذا الضرب بالأرجل تشبه ضرب الحمير والبغال بأرجلها إذا أحست بشيء يدب على أرجلها ! ففيها مشابهة من الجنسين! (15/379)،

- أما التصفيق الصادر من الرجال فهو من أبشع المنكرات! (15/396)، وأنه من أعمال قوم لوط التي بها هلكوا، ومن التشبه بأعداء الله، (ومن تشبه بقوم فهو منهم) (15/397)، وأنه من خصائص النساء (وقد لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء)!(15/399)، وهو من جملة الأمور التي تدل على التخنث! (15/404)، وهو من الكبائر (15/404)‍!

أقول: هذه نماذج من فتاوى العلماء المعاصرين وتحفظاتهم وغلوهم في تحريم المباحات بل الضرورات فإذا كان القرار السياسي والتربوي قد أهملا هذه التحفظات لمصلحة العباد والبلاد فلماذا لا يتم إهمال (تكفير المسلمين) الذي لا زال في كل صفحة من صفحات مقررات التوحيد؟! أم أن مخالفته العلماء في تحريم الكرة أو تعليم البنات يعد تخلفاً أما طاعتهم في (تكفير المسلمين) فيعد توحيداً خالصاً؟! (ما لكم كيف تحكمون)؟
_________________
يتبع باذن الله تعالى .