عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 24-06-2003, 08:12 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
___________________

الجذر الثاني: (كتب ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
الجذر الثاني الذي كان له أثره السلبي على التعليم عندنا، وعلى المقررات التوحيدية بشكل خاص، هي كتب وفتاوى واختيارات الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، الذي وقع – مع أثره العظيم- في بعض الأخطاء التي تكررت في المقررات واتخذها الغلاة حجة في تثبيت الغلو في المقررات، ولم يرضوا بتصحيح ذلك واستعدوا الدولة على من أراد محاكمة تلك الآراء بالنصوص الشرعية، ومن أبرز تلك الأخطاء عدم شمولية المقرر، وجفاف لغته، وعدم مراعاته للتدرج، إضافة لخطأ رئيس وهو التكفير الصريح لمسلمين متيقن إسلامهم وهذا التكفير انتقل من كتب الشيخ للمقررات، وكان قد انتقل في كتب وآراء علماء الدعوة من عهده إلى اليوم فهم متأثرون به، مختارون لآرائه في الجملة، وحتى لا يكون كلامي إنشائياً إليكم نماذج من كلام الشيخ محمد، تلك النماذج التي تؤكد لنا أنه رحمه الله قد وقع في التكفير ثم انعكس ذلك على الدعوة حتى رأينا الآراء المتشددة ضد المسلمين وضد التعليم وغير ذلك مما سبق ذكر بعضه، وسنذكر نماذج من التكفير في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

النموذج الأول: علماء نجد وقضاتها كانوا يعبدون الأصنام!!

هذا لازم قول الشيخ محمد وإن لم يكن صريحه، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يكفر كل علماء نجد الذين عاصرهم وشيوخهم وشيوخ شيوخهم ويرى أنهم لا يعرفون معنى لا إله إلا الله! ولا دين الإسلام! وأنهم يفضلون دين عمرو بن لحي على دين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!

والدليل على ثبوت ذلك عن الشيخ قوله -كما في الدرر السنية 10/51-: (... لقد طلبت العلم واعتقد من عرفني أن لي معرفة وأنا في ذلك الوقت لا أعرف معنى لا إله إلا الله ولا أعرف دين الإسلام! قبل هذا الخير الذي منّ الله به! وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك!، فمن زعم من علماء العارض أنه عرف معنى لا إله إلا الله! أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت! أو زعم من مشايخه أن أحداً عرف ذلك! فقد كذب وافترى! ولبس على الناس! ومدح نفسه بما ليس فيه!)أهـ.

ثم ذكر كلاماً مشابهاً (الدرر السنية1/57) بأن العلماء الذين يخاطبهم ومشايخهم ومشايخ مشايخهم لا يفهمون دين الإسلام (ولم يميزوا بين دين محمد (صلى الله عليه وسلم) ودين عمرو بن لحي الذي وضعه للعرب بل دين عمرو عندهم دين صحيح!!) أهـ.

أقول: لا ريب عندي وعند كل منصف إن شاء الله أن هذا فيه تكفير صريح للصفوة من علماء وقضاة أهل نجد وشيوخهم وشيوخ شيوخهم فيكف بالعوام؟! وهذا ما لا نقر به اليوم فكل الكتب التاريخية عن منطقة نجد تذكر العلماء والقضاة وطلبة العلم المسلمين من أيام ابن عضيب في القرن التاسع إلى أيام الشيخ محمد ، وقد ترجم المؤرخون المعاصرون لكثير من علماء أشيقر وشقرا وبريدة وعنيزة وحريملاء والعيينة والرياض والخرج والأفلاج وغيرها قبل الشيخ محمد؛ وهناك إجماع معاصر أن هؤلاء ليسوا كفاراً ولا عبدة أصنام، نعم قد يكون عند بعضهم أو كلهم تجويز للتبرك بالصالحين أو ضعف دعوي أو بعض البدع.. وهي أمور غاية ما يقال فيها أنها بدع أو أخطاء عقدية (إيمانية)، لكن أن يكونوا عبدة أصنام ويفضلون دين عمرو بن لحي على دين محمد بن عبد الله فهذا كلام باطل لا يقره منصف ولا أظن عاقلاً يجرؤ على مثل هذا الكلام ونبرأ إلى الله من تكفير المسلمين ونسأل الله أن يغفر للشيخ هذا (التكفير الصريح) لعلماء نجد رحمهم الله.

وقد ذكر الشيخ ابن حميد في كتاب (السحب الوابلة)[33] كثيراً من علماء نجد في عصر الشيخ وقبله.

وللشيخ عبد الله البسام[34] كتاب (علماء نجد خلال ثمانية قرون) ولم يتهم أحداً منهم بالبدعة فضلاً عن عبادة الأصنام وتفضيل دين عمرو بن لحي! وكتب الشيخ القاضي عن (علماء نجد) وكذا الشيخ بكر أبو زيد[35] في كتابه (علماء الحنابلة) وغيرهم، ولم نجد أن أحداً منهم أو من غيرهم ممن ترجموا للعلماء قبل الشيخ أوفي عصره أن أحد هؤلاء العلماء كان يعبد الأصنام أو يدين بغير الإسلام!! ونعوذ بالله من اعتقاد هذا، فهذا مثال واضح من الأمثلة التي تؤكد أن الشيخ وقع في التكفير وأخطأ فيه رحمه الله وسامحه.



النموذج الثاني: أحد الحنابلة المقلدين لابن تيمية كان مشركاً؟!

ومن نماذج تكفير المعينين في كلام الشيخ قوله في رسالة إلى الشيخ سليمان بن سحيم (كما في الدرر السنية10/31) :

(نذكر لك أنك أنت وأباك مصرحون بالكفر والشرك والنفاق!! … أنت وأبوك مجتهدان في عداوة هذا الدين ليلاً ونهاراً!!... أنك رجل معاند ضال على علم مختار الكفر على الإسلام!! … و هذا كتابكم فيه كفركم!!) اهـ.

وقال -(كما في الدرر السنية10/78)-: (فأما ابن عبد اللطيف وابن عفالق وابن مطلق فسبابة للتوحيد!… وابن فيروز هو أقربهم إلى الإسلام!).

قلت: مع أن ابن فيروز هذا قد اعترف الشيخ بأنه (رجل من الحنابلة وينتحل كلام ابن تيمية وابن القيم)، فسبحان الله العظيم، إذا كان هذا الرجل الحنبلي الذي يقلد ابن تيمية وابن القيم لم يدخل في الإسلام إلى الآن بل صرح الشيخ في مكان آخر أنه (كافر كفراً أكبر مخرج من الملة)[36] إذا كان هذا هو حال الحنبلي المقلد لابن تيمية وابن القيم فكيف بالفقهاء من المالكية والشافعية والأحناف والظاهرية فضلاً عن فقهاء الزيدية والإباضية والإمامية والصوفية وسائر العامة؟!!



الجذر الثالث: المسلمون ينكرون البعث (كتب ورسائل علماء الدعوة)؟!

يزعم الشيخ رحمه الله وسامحه أن أكثر أهل نجد وأهل الحجاز على إنكار البعث!! (كما في الدرر السنية 10/43).

قلت: وهذا مما يعلم بالضرورة انه باطل وغير صحيح فأكثر الناس بل كلهم على الإيمان بيوم البعث سواءً في زمنه أو قبله أو بعده، وإنما أصاب الناس فترة كثرت فيها البدع والخرافات؛ ولا زالت كثيرة إلى يومنا هذا في الجزيرة وفي العالم الإسلامي، ولكن لا يعني هذا أن المسلمين كانوا كفاراً أو أنهم ينكرون البعث! فأين هذا من هذا؟!



النموذج الرابع: الكفر الذي يقصده الشيخ هو المخرج من الملة!!

والكفر الذي يطلقه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليس كفراً أصغر وإنما يريد ذلك الكفر الأكبر المخرج من الملة وقد تكرر هذا كثيراً في كتبه وتقريراته ومن ذلك قوله: (في الدرر 10/63): (بل العبارة صريحة واضحة في تكفير مثل ابن فيروز وصالح بن عبد الله وأمثالهما كفراً ظاهراً ينقل عن الملة فضلاً عن غيرهما)! أهـ.

أقول: وأظن أن هذا التكفير واضح ولا يحتاج إلى أكبر من هذا الإثبات، فهذه العبارة فيها خطآن كبيران، الأول: تكفير المعين المسلم المتأول، والثاني: التكفير المخرج من الملة، وهذا التكفير يترتب عليه أمور خطيرة وكبيرة من إباحة الدم والمال وسبي الذرية ومنع التوارث وتحريم الاستغفار أو الصدقة عنهم أو الحج عنهم وغير ذلك من الأمور الكبرى التي لا تخفى على طالب علم.



النموذج الخامس: تكفير المعين أيضاً!

والشيخ رحمه الله لما خالفه أحمد بن عبد الكريم أرسل الشيخ له رسالة فيها (الدرر السنية 10/64) (...طحت على ابن غنام وغيره وتبرأت من ملة إبراهيم وأشهدتهم على نفسك بإتباع المشركين...)!!

أقول: هذا تكفير صريح خاصة على منهج الشيخ.



النموذج السادس: الحرمان الشريفان ديار كفر!!

أما بلدان المشركين عند الشيخ رحمه الله وسامحه فهي كل البلاد التي لم تدخل تحت طاعته أو دعوته ولم يستثن منها الحرمين الشريفين! انظر على سبيل المثال (10/64،75، 77، 86،12).



النموذج السابع: تكفير الإمامية.

تكفير الإمامية ومن شك في كفرهم فهو كافر (10/369) نقل هذا عن المقدسي وأقره، مع أن ابن تيمية له كلام صريح بأن هؤلاء مبتدعة مسلمين وليسوا كفاراً، لكن الشيخ رحمه الله يجمع الشدائد، وتكفير الإمامية سهل إذا عرفنا أن الشيخ يكفر كل المتكلمين ومنهم الأشاعرة ويكفر العلماء والقضاة من أتباع المذاهب الأربعة .



النموذج الثامن: تكفير من سب صحابياً.

تكفير من سب صحابياً (10/369) وهذا غير صحيح فالإمام علي لم يكفر الخوارج وهم يكفرونه ويسبونه وكذلك أبوبكر الصديق؛ ثبت عنه في مسنده في المسند بسند صحيح النهي عن إيذاء من يسبه، ثم لماذا يجعلون سب الصحابي كفراً وهم يدافعون عن معاوية وقد كان يسب علياً؟ ألم يثبت عنه في صحيح مسلم أمره بسب علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟ أم أن حمى علي مباحة وحمى غيره مصونة؟ ( مالكم كيف تحكمون)؟



النموذج التاسع: تكفير أهل مكة

تكفير أهل مكة (10/86)، (9/291) وذكر الشيخ أن دينهم هو الذي بعث رسول الله بالإنذار عنه! وزاد بعض الوهابية: بأنهم عبدة قبور! وأن من لم يكفرهم فهو كافر مثلهم وإن كان يبغضهم ويحب الإسلام والمسلمين!



النموذج العاشر: تكفير البدو!

تكفير البدو (10/113، 114) (8/117،118،119) وأنهم (أكفر من اليهود والنصارى)، وأنه (ليس عندهم من الإسلام شعرة! وإن نطقوا بالشهادتين) انظر الدرر السنية: (9/238،2).



النموذج الحادي عشر: تكفير قبيلة عنزة!

- تكفير عنزة في الدرر(10/113) وأنهم لا يؤمنون بالبعث!.



النموذج الثاني عشر: تكفير قبيلة الظفير!

- تكفير الظفير في الدرر(10/113) وأنهم لا يؤمنون بالبعث!.

النموذج الثالث عشر: تكفير أهل العيينة والدرعية:

انظر تكفيره ابن سحيم ومن معه من أهل العيينة والدرعية الذين كانوا من معارضي الشيخ في الدرر (8/57).



النموذج الرابع عشر: تكفير السواد الأعظم من المسلمين!

راجع تكفيره السواد الأعظم في الدرر(10/8).



النموذج الخامس عشر: تكفير ابن عربي وأنه أكفر من فرعون وأن من لم يكفره فهو كافر بل تكفير من شك في كفره ! في الدرر(10/25)، وهذا فيه تكفير لكل الصوفية، مع أنه في رسالة أخرى رد على من يزعم أنه يكفر ابن عربي! ولا أدري أكان آخر أمر الشيخ على تكفيره أم لا.
______________________

يتبع باذن الله تعالى .