بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
________________
النموذج السادس عشر: تكفير من يتحرج من تكفير أهل لا إله إلا الله! كما في الدرر السنية (10/139).
النموذج السابع عشر: تكفير من يسمي أتباع الشيخ خوارج ويقف مع خصومهم ولو كانوا موحدين ينكرون دعوة غير الله (1/63)، قلت: إذن فوقوف ذلك الشخص مع قبيلته ضد الشيخ وأتباعه ليس من أجل التوحيد ولو كان من أجل التوحيد لما شهد أن التوحيد حق وأنكر دعوة غير الله ولكن ربما وقوفه لشيء آخر فهو يرى أن عندهم مخالفات أخرى، ثم الخوارج قد سموا علياً ومن معه من الصحابة كفاراً وهو لقب أسوأ من (خوارج) ومع ذلك لم يكفرهم.
النموذج الثامن عشر: في كل بلد من بلدان نجد صنم معبود من دون الله!
فقد زعم الشيخ سامحه الله أن كل بلد من بلدان نجد فيه صنم يعبدونه من دون الله، كما في الدرر (10/193).
- قلت: وقد لا يعني هنا الأصنام الحقيقة وإنما يعني بالأصنام أؤلئك الفقهاء من المقلدين للأئمة الأربعة، أو الأشخاص الذين يتبرك بهم الناس ويظنون فيهم الصلاح، وهذا استخدام للمجاز الذي ينكره الوهابية تقليداً لابن تيمية، وهذا إسراف في استخدام المجاز وتعميم غير صحيح.
النموذج التاسع عشر: تكفير الرازي صاحب التفسير!
تكفير الشيخ للرازي صاحب التفسير في الدرر (10/ 72، 273) بل زعم الشيخ سامحه الله أن الرازي هذا ألف كتاباً يحسن فيه عبادة الكواكب (10/355)! وذكر أنه نقل هذا عن ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم وقد راجعت الكتاب المذكور ولم أعثر على هذا الكلام، فإن صح هذا عن ابن تيمية فقد أخطأ بلا شك فالرازي عالم مسلم لن يحسن عبادة غير الله[37]، وقد يكون ألف كتاباً عن فوائد الكواكب وتأثيرها على الزروع ونحو ذلك، فيأتي ابن تيمية أو الشيخ سامحهما الله ويبالغان في الموضوع، والله قد حرم الكذب والظلم فلا يجوز أن نتهم أحد علماء المسلمين الكبار بهذه التهمة الكبيرة إلا ببرهان قاطع.
النموذج العشرون:
- تكفير طوائف لا يجمعهم إلا خصومة الشيخ وهم من فعل الشرك (وقد عرفنا توسع الشيخ في تعريفه وأن معظم ما ينكره يدخل في البدعة أو الشرك الأصغر وليس الأكبر)، وتكفير من عادى أهل الشرك ولم يكفرهم! وتكفير من لم يحب التوحيد ولم يبغضه وتكفير من لم يعرف الشرك وتكفير من لم يعرف التوحيد وتكفير من يعمل بالتوحيد لكن لم يعرف قدره! ولم يبغض من تركه ولم يكفرهم (الدرر السنية2/22).
قلت: كل ماذكره الشيخ صحيح لو كان يريد بالشرك الشرك الأكبر المجمع على أنه شرك أكبر، أما إلزام الناس بتعريف للشرك وتعريف للتوحيد، لا يوافقه عليه معظم علماء عصره فهذا يجعل الأمر مختلفاً، فلابد من التفريق بين الشرك الأصغر والأكبر، وبين الشرك والبدعة، ثم يكون التكفير والقتال في الذين تحقق فيهم الشرك الأكبر، وهذا ما لم يحدث، فقد رأينا أن معظم ما ينكره الشيخ -وهو مصيب – بدع وخرافات وشرك أصغر، والتكفير الذي يطلبه من الآخرين في مرتكب البدع والخرافات هو التكفير الأكبر المخرج من الملة فتنبه لهذا.
النموذج الواحد والعشرون: تكفير أكثر أهل الشام وأنهم يعبدون ابن عربي، وتكفير من يشك في كفر ابن عربي.
وتكفير الشيخ لأكثر أهل الشام وأنهم يعبدون ابن عربي في الدرر السنية(2/45)، وأتباع ابن عربي لا يعبدونه وإن وجد في عوامهم من يفعل ذلك فلا يجوز تعميمه على أكثر الأتباع.
أما تكفيره من شك في كفر أتباع ابن عربي ففي الدرر السنية(2/45)، (10/25).
النموذج الثاني والعشرون: الفقه عين الشرك!
أرجو أن أكون مخطئاً في فهم كلام الشيخ هنا فإنه في رسالته إلى ابن عيسى الذي احتج عليه بأن الفقهاء يرون غير ما ترى؛ ذكر الشيخ الآية الكريمة (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) فقال: فسرها رسول الله والأئمة من بعده بهذا الذي تسمونه (الفقه) وه الذي سماه الله شركاً واتخاذهم ارباباً لا اعلم بين المفسرين خلافاً في ذلك! اهـ كلامه في الدرر(2/59).
- قلت: أولاً الحديث حديث عدي بن حاتم فيه نزاع قوي.
- ثانياً: كيف تكون كتب الفقه التي احتج بها الخصم تكون عين الشرك؟! إذا كان يقصد أن خصومه يقلدونها فهو أيضاً يقلد بعض توسعات الفقهاء في باب المرتد.
النموذج الثالث والعشرون:
- تكفير أهل الوشم من علماء وعامة (2/77).
النموذج الرابع والعشرون:
- تكفير أهل سدير من علماء وعامة (2/77).
النموذج الخامس والعشرون:
يقول في الدرر السنية (1/43)، في رسالة له لأحد القضاة المشهورين واسمه عبد الله بن عبد اللطيف:-
(وما أحسنك أن تكون في آخر هذا الزمان فاروقاً لدين الله كعمر رضي الله عنه في أوله) أهـ.
أقول: هكذا وكأنه يرى أن المخالفين له ليسوا بمسلمين؟!
النموذج السادس والعشرون:
نقل في ( الدرر السنية1/53): الإجماع على تكفير المتكلمين! وهذا إطلاق غير صحيح، لا يطلقه من يعرف معنى المتكلم وأنها تشمل المسلم والكافر، فالمتكلم المسلم مسلم وإن وقع في الكفر بتأويل، فما كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه، بل يظهر من كلامه أنه يريد بالمتكلمين هنا المتكلمين المسلمين ولا يقصد الكفار، ونقل عن الذهبي والدارقطني والبيهقي وغيرهم تكفير المتكلمين، وهذا نقل باطل، عرفنا ذلك في الذهبي على الأقل فكتابه (النبلاء) مليء بتراجم المتكلمين لا أذكر أنه كفر رجلاً منهم، نعم قد يأخذ عليه أخطاء وبدعاً ولكنه لا يكفرهم كما نقل الشيخ، بل إنه ليعتذر عنهم – أحياناً- اعتذارات ضعيفة.
النموذج السابع والعشرون:
ويذكر(1/54) :أن أهل الأحساء في زمانه يعبدون الاصنام !! وهذا غير صحيح.
النموذج الثامن والعشرون:
وذكر في رسالته لابن عبد اللطيف ( الدرر 1/53-54):
أن عندهم عبادة الأصنام (من بشر وحجر)،
وزاد على ذلك أنه لا يعلم (أحداً من أهل العلم يخالف في ذلك)! إلا من (يؤمن منهم بالجبت والطاغوت)!
وأن أهل العلم في بلد ابن عبد اللطيف (ملتبسون بالشرك الأكبر)! بل (ويدعون إليه)!.
وهذا كله مبالغة وغلو فالعلماء والقضاة في نجد والحجاز والأحساء في عهد الشيخ محمد مثل غيرهم من العلماء والقضاة في العالم الإسلامي، في عهده وقبله وبعده، وهذه كتبهم ورسائلهم وأهاليهم لم ينقلوا عنهم عبادة أصنام ولا دعوة لها، وأما الغلو في المشايخ والتبرك فيمكن تصنيفها ضمن البدع والخرافات وليس ضمن الشرك الأكبر المخرج من الملة.
النموذج التاسع والعشرون:
قوله (1/73) : (أنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعدما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله...).
أقول: هذا الكلام يكرره الشيخ كثيراً، وهو صحيح نظرياً، لكن من حيث الواقع يريد بـ (دين الرسول) ما هو عليه واتباعه فخصومه من علماء وقضاة وعوام لا يقولون إنهم يعادون دين الإسلام بل هو يعترف أنهم قائمون بأركان الإسلام الخمسة فلم يعادوا دين الرسول ولم ينهوا الناس عنه.
وهم يردون الحجة نفسها ويقولون: أن من دين الرسول ألا نقاتل من قال لا إله إلا الله، وأن ذلك يعصم دمه وماله ويقولون: أن الشيخ محمد عرف هذا ثم نهى الناس عنه وعاداه، وعلى هذا فهو يعادي دين الرسول وينهى عنه! … وهكذا لم نخرج من الدوران، وعاد النهر ليصب في المنبع، وتبادل الشيخ وخصومه التكفير لأن الجميع أهمل ضوابط التكفير وموانعه[38]، والكل يجزم ويقطع في أمور بعضها صحيح ، وأكثرها متشابهة ملتبسة يصعب القطع فيها، لكن الجميع لا يؤمن بالنسبية في مثل هذه الأمور، فإذا ترجح عند أحدهم مسألة عدها من دين الرسول، وأصبح من لا يتبعها معادياً لدين الرسول! وهذه فوضى علمية يخلطها تظالم وتكفير متبادل وربما ساعد في ذلك الظروف السياسية، والخصومات المذهبية والتعصب للبلد والقبيلة والمذهب، ورحم الله الجميع، ونحن مدعوون لنستفيد من أخطاء الماضي وألا نكرر تلك الأخطاء، فالتاريخ لا يرحم، والخطأ الذي تسترنا عليه اليوم سيصبح غداً خطأين، ويصبح يوم القيامة ثلاثة، خطأ وقع، والتعصب له خطأ ثانٍ، ومحاربة من نبهنا عليه خطأ ثالث، وعند الله تجتمع الخصوم.
النموذج الثلاثون:
ويرى أن الاعتقاد في الصالحين ليس كالزنا والسرقة وإنما هو (عبادة للأصنام)[39]، ويكرر هذا المعنى كثيراً مع أن كلمة الاعتقاد في الصالحين كلمة عامة؛ يدخل فيها التوسل والتبرك ونحوه مما قال به كثير أهل العلم؛ وخاصة التبرك، وأنا لا أرى هذا ولا هذا وقد تخاصمت مع بعض طلبة العلم ممن يرى التبرك وانتصرت لرأي الشيخ في إنكاره؛ الذي أرى انه الأقرب إلى الحق، ولكن إقرارنا بحقه في إنكار هذه الاعتقادات ليس معناه الإقرار بتكفير من لم يوافقه من علماء وعوام لأن معظم ما أنكره الشيخ عليهم لهم أخطاء وبدع فيه شبهة وتأويل ونحوه مما سبق شرحه.
_________________
يتبع باذن الله تعالى .