عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 24-06-2003, 08:17 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
________________

النموذج الواحد والثلاثون :

ذكر (1/102): بأنه يكفر الأصناف التالية:

- من عرف دين الرسول (ص) ولم يتبعه!.

- ومن عرفه وأحبه لكن كان يكره من دخل في التوحيد ويحب من بقي على الشرك!.

- ومن عرف الدين لكنه سبه ومدح عبدة يوسف والأشقر والخضر..!

- من سلم من هذا كله ولكن لم يهاجر من بلده بلد الشرك إلى بلد التوحيد![40].

أقول: هذه الحالات الأربع أيضاً نجد فيها النهر يصب في المنبع!! وسبق الجواب، بأنهم لا يسلمون للشيخ أن الحق معه في كل ما يقول، أو أن الباطل معهم في كل ما يقولون، والذي يصوب إنكار الشيخ للبدع لا يصوبه في تكفير المبتدعة والجهلة والمتأولين من علماء وعامة.

ثم كيف نستطيع أن نعقل صدق بأن هناك من يعرف التوحيد ويحبه ويتبعه ويدخل فيه ويترك الشرك؛ ثم بعد هذا كله يكره من دخل في التوحيد ويحب من بقي على الشرك؟! هذا لا يعقل.

لا يوجد في الدنيا رجل يحب ديناً أو مذهباً ويبغض أهله إلا إذا كان يبغضهم لشيء يرى أنهم خالفوا فيه ذلك الدين أو ذلك المذهب، مثلما نحن السنة قد يبغض بعضنا بعضاً ظناً من المتخاصمين بأن الطرف الآخر لا يمثل السنة وأنه يسيء لها[41].

فليس هناك مسلم يكره من دخل في الإسلام ولا نصراني يكره من دخل في النصرانية ولا شيعي يكره من دخل في التشيع ولا سلفي يكره من دخل في السلفية... هذا منطق عجيب.

نعم، قد يصوبه رجل في بعض ما يذهب إليه؛ وهو كإنكار البدع والدعوة للتوحيد الخالص لكن لا يذهب معه إلى نهاية الطريق ويكفرهم.

بمعنى أنه يعرف أن قول الشيخ فيه حق وباطل؛ فهو يأخذ الحق ويترك الباطل، والشيخ يريد منه إما أن ينكر كل ما يقول به أو يتبعه كله؛ وهذا لا يلزم إلا في دعوة الأنبياء الذين يجب اتباعهم في كل ما يقولون به ويأمرون به وينهون عنه، أما سائر الناس من خلفاء وعلماء؛ فالناس قد خالفوهم في بعض الأمر؛ فلم يصيبهم منهم التكفير ولا القتال، فبعض الصحابة تخلفوا عن الإمام علي في قتاله لأهل البغي، وبعض الناس حاربه، وبعضهم خذل الناس عنه، ولم يقل عن المتوقفين ولا المخذلين ولا المحاربين : (إنهم سبوا دين الرسول)! أو (نهوا الناس عن دين الرسول)! مع أن الدين الذي يدين به علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر أصفى وأنقى من الدين الذي يدين به الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولو سار الإمام علي على منهج الشيخ لكفر أهل الجمل وأهل صفين والحرورية، بدعوى أنهم (يحاربون دين الرسول)! إضافة إلى أنه كان يملك من النصوص الخاصة –فضلاً عن العامة- ما يستطيع به أن يدعم تكفيره لهذه الطوائف[42].

صحيح أنه قد صحَّ عن الإمام علي أنه كان يقول: (لا أجد إلا قتالهم أو الكفر بما أنزل على محمد)؛ يعني بذلك نفسه، أي أنه لو لم يقاتل البغاة والخوارج فكأنه كفر بالآية الكريمة (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله)[43]، فالكفر هنا يعني به (عدم الاستجابة لأوامر الآية)، لكنه لم يكفر أهل البغي ولا الخوارج فضلاً عن المتوقفين والمخذلين، وعذرهم في الشبهة التي عرضت لهم حتى لو كان يعرف أن بعض رؤوسهم كمعاوية ليس جاداً وإنما هو طالب ملك، لكن السيرة في قتال أهل البغي يجب أن يتم التعامل فيها مع ظاهر مطالبهم وهذا من كمال العدل مع الخصوم، لأن التعامل بالنيات والتوقعات ليس منهجاً شرعياً ولو كان شرعياً لفعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع المنافقين، ولفعله الإمام علي مع معاوية والخوارج.

والخلاصة هنا: أنه إذا كان القتال مع علي بن أبي طالب ليس واجباً على من عرضت له شبهة –مع وجود الأدلة العامة والخاصة الصحيحة والصريحة في وجوب قتال البغاة والخوارج- فالقتال مع الشيخ محمد وتكفير من خالفه لا يجب من باب الأولى.

وكذا تكفيره لمن لم يهاجر ويترك وطنه! فهذا خطأ أيضاً لأن الهجرة الشرعية التي تجب ويكفر من تركها مستطيعاً كانت الهجرة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

أما الهجرة بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) فتجب بشروط لكن دون تكفير لتاركها، وقد لا تجب لمصالح أخرى مثلما زماننا هذا، فإنه لا يجوز لنا تكفير المسلمين المضطهدين في العالم الذين لا يريدون الهجرة من ديارهم.



النموذج الثاني والثلاثون :

نقل الشيخ قولاً (1/112) يوحي بتكفير الأشعري وغيره ممن ينفي الصفات!



النموذج الثالث والثلاثون :

وقال ص113 المعطل شر من المشرك!! والمعطلة عندنا يدخل فيهم الأشاعرة وابن حزم الظاهري والظاهرية وأكثر الصوفية والشيعة والأحناف وكثير من أتباع المذاهب الأربعة إلا من كان مقلداً لغلاة الحنابلة ولابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، وهذا يخرج أكثر الأمة من الإسلام.



النموذج الرابع والثلاثون:

ثم ذكر (1/113) أن إنكار الرب تبارك وتعالى هو (مذهب ابن عربي وابن الفارض وفئام من الناس لا يحصيهم إلا الله)!! مع أنه ذكر ص34 أنه لا يكفرهم!! فقال: -ذكروا عني أنني (أكفر ابن الفارض وابن عربي..) وجوابي على هذا المسائل أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم!!) بل صرحَّ ص104 بأنه لا يكفر (من عبد الصنم)!!

أقول: كيف يصح عندك أنهم ينكرون الرب عز وجل ثم لا تكفرهم؟! ولا تكفر من يعبد الصنم؟! بينما تكفر من يؤمن بالله ورسوله ويقيم أركان الإسلام ويجتنب المحرمات مع أخطاء تصاحب ذلك سواءً في الاعتقاد أو العمل.



النموذج الخامس والثلاثون:

1- وذكر (1/113) أن منكر الصفات منكر لحقيقة الألوهية!!

أقول: وهذا يلزم منه تكفير الأشاعرة وابن حزم وأغلب أتباع المذاهب الأربعة، وهم لا ينكرون حقيقة الألوهية.

وقد عرض بالأشعري وسماه (إمامهم الكبير)!! ص114 يقصد إمام المعطلة أو المتكلمين، وأنا ممن يأخذ على الأشعري أخطاء كبيرة خاصة في دعاواه الإجماع على أمور مختلف فيها، وأشجع الرد عليه بالحق مثلما نشجع الرد على ابن تيمية بالحق أيضاً لا بالباطل، فكلاهما مسلمان إمامان جليلان لكن وقعا في بعض الأخطاء كبيرة كانت أو صغيرة.



النموذج السادس والثلاثون :

قوله عن المسلمين المعاصرين له ص117 (وكثير من أهل الزمان لا يعرف من الآلهة المعبودة إلا هبل ويغوث ويعوق ونسراً واللات والعزى ومناة!! فإن جاد فهمه عرف أن المقامات المعبودة اليوم من البشر والشجر والحجر ونحوها مثل شمسان وإدريس وأبو حديدة ونحوهم منها)!!.

أقول: لا تعليق!.

النموذج السابع والثلاثون:

وقال ص120 (شرك كفار قريش دون شرك كثير من الناس اليوم).!

وهؤلاء الناس الكفار هم عند الشيخ الأكثرية يقول ص160 (فإذا علمت هذا وعلمت ما عليه أكثر الناس علمت أنهم أعظم كفراً وشركاً من المشركين الذين قاتلهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!!.

وذكر ص162 أن من هؤلاء الكفار (الذي يحكم بغير ما أنزل الله) وهذا عمدة الذين يكفرون الحكام وقد لقي هذا النوع نقداً من العلماء المعاصرين لكن للأسف كان لظروف سياسية وليس عن مبادرة من العلماء حتى يكون لكلامهم مصداقية عند الشباب فهؤلاء الشباب يقولون للعلماء أنتم أصبحتم صوتاً للحاكم فإذا سخط على أناس كفرتموهم وإن نهاكم انتهيتم وبهذا لا يكون لهم مصداقية لكن لو قاموا من زمن بعيد وذموا الغلو في التكفير وردوا عليه لما وقع العلماء في هذا الحرج وكذلك الحكام، أقول هذا مع مطالبتنا بتحكيم الإسلام في كل شؤوننا لكن نريد ذلك التحكيم الصادر من الكتاب والسنة وليس من اختيارات منتقاة من بعض العلماء.

وهذا يتطلب الانفتاح على كل المذاهب الإسلامية مع الحوار والبحث الجاد المتأني والدراسة الموسعة.



النموذج الثامن والثلاثون:

وذكر (1/234) أنه لا يكفر إلا:

(من بلغته دعوتنا للحق

ووضحت له المحجة

وقامت عليه الحجة

وأصر مستكبراً معانداً)!!

ثم مثل لذلك بقوله: (كغالب من نقاتلهم اليوم يصرون على ذلك الإشراك ويمتنعون من فعل الواجبات ويتظاهرون بأفعال الكبائر، المحرمات...)!!.

أقول: لكنهم لا يسلمون لكم فبعضهم لا يرى دعوتكم حقاً خالصاً وإنما يعرفون منها وينكرون ومثل هؤلاء لم توضح لهم المحجة أو (لم يفهم الحجة) فكل هذا حاصل وكل فرقة خلطت الحق بباطل والصواب بخطأ، ونحن هنا لا يجوز أن نسمع من أحد الخصمين دون الآخر، فلو سألناهم لقالوا: نحن نقوم بأركان الإسلام بشهادة الشيخ لكنه مع ذلك كفرنا ورأى قتالنا إلا أن نترك ديارنا ونهاجر إليه ونقاتل معه المسلمين الذين حرم الله قتالهم…الخ) فهذه ستكون حجتهم، وهي وجهة نظر فيها من القوة الشئ الكثير، ومن كان يرى هذا فلا يجوز تكفيره وقد يجوز قتاله لبغي أو قطع طريق أو ظلم.



النموذج التاسع والثلاثون :

12- و الغريب أن الشيخ رحمه الله يورد استدلالاً عجيباً (1/145) وهو: أن إقرار الكفار بتوحيد الله لم يعصم دمائهم وأموالهم ؟!

أقول : على التسليم بأنه ليس فيهم دهريون ولا منكرو اليوم الآخر، فأن توحيدهم لم يعصم أموالهم لأنهم لم ينطقوا بالشهادتين ولو فعلوها ولو باللسان لعصمت دمائهم وأموالهم كالمنافقين .

أما الشيخ وأتباعه رحمهم الله فلم يكتفوا من الناس بالنطق بالشهادتين ولا تطبيق أركان الإسلام الخمسة ولم تعصم هذه كلها دماءهم ولا أموالهم .

والتناقض عند الشيخ عجيب فهو يقول (1/156-160) وكذلك (1/ 266): أن الشرك قد ملأ الأرض في عصره بينما يقول (1/83): أن أكثر الأمة على الدين الصحيح !!



النموذج الأربعون:

تكفير من نطق بكلمة كفر حتى ولو جهل معناها! أو ظن أنها لا تكفره (10/125)، واستدل بقصة منافقي تبوك! مع أن هؤلاء كانوا يعرفون معنى ما يتكلمون به بأنه استهزاء لكن اعتذارهم كاذب، وقد تم التنبيه على هذا الأمر.
____________
يتبع باذن الله تعالى.