بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
________________
تنصل الشيخ من التكفير:
ومع هذا كله نجد الشيخ رحمه الله كثيراً ما يتنصل من التكفير ويدفعه عن نفسه، يقول (وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله)![44]
قلت: حتى هذه العبارة فيها تكفير ضمني لمن ينكر عليه التكفير! لأن من (أراد تنفير الناس عن دين الله فهو كافر) على منهج الشيخ ومنهج غيره، فالتكفير إن لم يختف في مواقف الدفاع عن النفس من تهمة التكفير فمتى يختفي؟
هل تناقض الشيخ ؟!
الشيخ نفى عن نفسه أموراً أكثرها موجودة في فتاواه فلعل نفيه لها رجوع أو ذهول أو مناورة ومنها:
1- إنكاره أنه يبطل كتب المذاهب الأربعة (الدرر 1/34)، (10/13)، مع أنه يسميها في موضع آخر (عين الشرك)!(2/59).
2- إنكاره أنه يقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء! (الدرر 9/34)، (10/13)،
3- إنكاره أنه يدعي الاجتهاد والخروج عن التقليد (9/34)، (10/13)،
4- أنكر أنه يقول اختلاف العلماء نقمة (9/34)، (10/13)،
5- أنكر أنه يكفر من توسل بالصالحين (9/34)، (10/13)،
6- أنكر أنه يكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق (9/34)، (10/13)
7- أنكر أنه يقول لو قدر على قبة رسول الله لهدمها، ولو قدر على الكعبة لأخذ ميزابها وجعل لها ميزاباً من خشب (9/34)، (10/13)،
8- أنكر أنه يحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم (9/34)، (10/13)،
9- أنكر أن يكون قد حرم زيارة قبر الوالدين (9/34)، (10/13)
10- أنكر أنه يكفر من حلف بغير الله (9/34)، (10/13)،
11- أنكر أن يكفر ابن الفارض (9/34)
12- أنكر أنه يكفر ابن عربي (9/34)، مع أنه في مواضع أخرى يرى أنه أكفر من فرعون!، بل يكفر من لم يكفره وطائفته! (انظر: الدرر السنية10/25،2/45).
13- أنكر أنه يحرق دلائل الخيرات (9/34،80)، مع أنهم لما دخلوا مكة حرقوه (1/228)!
14- أنكر أنه يحرق روض الرياحين(9/34)، مع أنهم لما دخلوا مكة حرقوه أيضاً! لأنه يدخل الناس في الشرك!(1/228).
15- أنكر أنه يكفر جميع الناس إلا من تبعه (9/80)
16- وأن أنكحتهم السابقة غير صحيحة(9/80)
17- وأنكر المبادءة بقتال الآخرين وأنه لا يقاتل إلا دفاعاً عن النفس والحرمة، من باب رد السيئة بسيئة مثلها، إضافة إلى قتال من سب دين الرسول!(9/83)
18- ذكر أن لا يكفر من عبد الصنم ! الذي على قبر عبد القادر ولا من عبد الصنم الذي على قبر البدوي! لجهل الذين يعبدون تلك الأصنام! (1/104)، لكنه في مواضع أخرى لا يعترف بمانع الجهل، ويكتب في إبطال هذا المانع (انظر: الدرر السنية 10/368،369، 392)
19- وأنه لا يكفر من لم يهاجر إليه(1/104)، لكنه وضع شرطاً يستطيع أن يخرج به من هذا النفي وهو : أن يكون الشخص قادراً على إظهار دينه! وهذه القدرة لها شروط أيضاً من أن يكفر أهل بلده ولا يصيبه أذى! فعاد النهر ليصب في المنبع! فالبلدة التي يتمكن فيها الشخص من هذا يعني أنها داخلة في أراضي الدعوة!
20- وأنه يكفر من لم يكفر المخالفين ويقاتلهم (1/104)،
21- وأنه لا يكفر تارك الصلاة(1/102)
22- وأنه لا يكفر من لم يدخل في طاعته(10/128)، لكنه يشترط فيه إظهار آراء الشيخ والبراءة من خصومه الذين يسميهم المشركين! فاصبح الاختلاف لفظياً أما من حيث الواقع فالتهمة تكاد تكون متحققة.
23- ذكر أنه لا يحكم بالكفر على الجاهل الذي يعمل الشرك والكفر حتى تبلغه الحجة؛ وإنما يقول عمله عمل الكفار (10/136) ولكنه في نصوص أخرى حكم بأن شيوخه وشيوخهم وشيوخ شيوخهم كانوا يفضلون دين عمرو بن لحي على دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم! وأن أكثر أهل نجد والحجاز على إنكار البعث ونحو هذا الكلام الذي فيه التكفير صريحاً ويصعب تصديق ما ذكره في هذه المسائل.
24- ذكر بأنه إنما ينفي الإسلام الصرف! الذي لا يخالطه شرك ولا بدع، أما الإسلام الذي ضده الكفر فلا ينفيه! (10/16)، وقد رأيتم حكمه على أناس بأنهم كافرون كفراً ينقل عن الملة! وأن مشركي قريش أخف من مشركي زماننا بمسألتين! …الخ!
25- وقد صرح الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله بأن أصحاب الشيخ محمد لو خرجوا من قبورهم لقاتلوهم! فقال (لو ظهر علينا أهل الدرعية لقاتلونا)!! (16/6)، وهذه شهادة كبيرة على الغلو في التكفير والقتال، فإذا كان الناس في زمن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله يستحقون التكفير والقتال –على منهج الشيخ محمد- مع أنهم كونهم مغالين أيضاً في التكفير والقتال فكيف بالله عليكم ببقية المسلمين؟!! خاصة وأن عبد الرحمن بن حسن كان شديداً في الحق فارق الأمير فيصل بن تركي لأن الأخير طالب بمعاقبة أحد جنوده في الحوش ومنع من ضربه في السوق، فقال عبد الحمن بن حسن: سلام عليكم وفارقه فلم يرجعه فيصل بن تركي إلا من الحوطة! ولم يرجع حتى ضرب ذلك الجندي في السوق، فإذا كان هذا حال زمانه ويرى أن الشيخ محمد سيستحل قتالهم وتكفيرهم فكيف ببقية المسلمين؟ وهذا يدل على أن الشيخ محمد رحمه الله وأتباعه كانوا يكفرون ويقاتلون لأدنى سبب.
_______________
يتبع باذن الله تعالى.