عرض مشاركة مفردة
  #99  
قديم 24-06-2003, 08:27 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_____________________


- تكفير الوهابيين لبعضهم:

من نتائج تشدد الشيخ في التكفير أن أتباعه لم يلبثوا من بعده إلا سنوات قليلة حتى كفر بعضهم بعضاً، وسبى بعضهم نساء بعض -الدرر السنية (8/329)، (9/22،23،33،35)-، ولهذا أمثلة مشهورة نكتفي بمثالين:

المثال الأول:

أصدر الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن فتوى يتبرأ فيها من الأمير عبد الله بن فيصل لاستعانته بالدولة العثمانية (الكافرة)! فلما تغلب على الرياض بايعه الشيخ عبد اللطيف ورأى أن قد أسلم مجدداً (والإسلام يجب ما قبله)! (الدرر9/22) ومرة قال إن تكفيره لم يثبت عنده! ( الدرر 9/33)[47]؛ وكان قبل ذلك كان قد كفر سعود بن فيصل وجيشه لاستعانته بالكفار أيضاً (8/392)، ثم اضطر للحكم بإسلامه وبيعته لما تغلب! وهكذا مهازل، فمرة يجب جهاد هذا وتكفيره ثم تجب بيعته والجهاد معه ضد الآخر الذي كنا نفتي بإسلامه والجهاد معه! والأمير الآخر لا يعدم فقهاء يكفرون أيضاً! ثم ليس هناك إلا فتوى بالكفر أو بالإيمان فقط؛ لأن الناس تعودوا على هذه اللغة، ولم يسمعوا بقتال أهل البغي والظلم والاعتداء، فمن قاتلناه فهو مرتد كافر مشرك ككفر فرعون وإبليس! ومن قاتلنا معه فهو مؤمن كإيمان الأنبياء والصديقين وهو سلطان الله في الأرض!.



- المثال الثاني:

تبادل الاتهام بالكفر بين العلماء المؤيدين للملك عبد العزيز رحمه الله وبين جماعة فيصل الدويش، ولا ريب عندي في خطأ الدويش وأصحابه لكن خطأهم ليس كفراً مخرجاً من ملة الإسلام حشا وكلا، بل هم مسلمون خارجون على ولي الأمر وهذا يسمى عند الفقهاء بغياً، أما العلماء المؤيدين للملك عبد العزيز رحمه الله فقد أصدروا فتوى بـ( تكفير الدويش والعجمان وإثبات ردتهم)! جاءت الفتوى من عدد من العلماء، منهم محمد بن عبد اللطيف ومحمد بن إبراهيم وسليمان بن سحمان وصالح بن عبد العزيز وكافة علماء العارض( الدرر9/209)، وقد أكدوا أنه (لاشك في كفرهم وردتهم ! …وأن من أعظم الأدلة على ردتهم دعواهم أنهم لم يدخلوا تحت إمرة ابن سعود إلا مكرهين! وأنهم من رعايا الأتراك).

قلت : كان الملك عبد العزيز رحمه الله يرضى منهم بغير تكفير المسلمين، كان بإمكان هؤلاء العلماء الحكم على الدويش وأصحابه بالبغي وكفى، فالبغاة يجب قتالهم حتى يفيئوا إلى الحق، ويرجعوا إلى الجماعة، ونحن اليوم بالإجماع لا نقول بردة هؤلاء وإنما نقول بخطئهم وبغيهم على الحاكم، كل المؤلفات اليوم التي تتحدث عن ثورة الدويش وجهيمان وغيرهم إنما تتحدث عن خروج على ولي الأمر، وهذا يسمى عند الفقهاء بغياً بالإجماع، ولا يسمى كفراً ولا ردة.
_______________

يتبع باذن الله تعالى .