عرض مشاركة مفردة
  #100  
قديم 24-06-2003, 08:30 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
______________

الجذر الرابع: كتب غلاة الحنابلة :
يرجع غلاتنا إلى أفراد من الحنابلة لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة ويجعلون قولهم هو قول (السلف الصالح) كلهم! مع أن (السلف) يبدأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان في القرن الأول ثم الثاني وهكذا..، وليس السلف محصوراً في أفراد من العلماء مهما كانت ثقتنا في مكانتهم وعلمهم وتقواهم فالحجة في النصوص الشرعية ولا بأس أن نستأنس من أقوال العلماء ما وافق النصوص الشرعية ونترك أقوالهم إذا خالفت النصوص أو منهج النبي صلى الله عيه وسلم في النظرة للآخرين من مسلمين وكفار، وننسى أنه عاصر هؤلاء العلماء وسبقهم من كان في منزلتهم من العلم والفضل أو أفضل وقد خالفوهم في كثير من العقائد والأحكام والتصورات.

وهذه نماذج من كتب سلف الحنابلة فيها الغلو نفسه، فإذا احتج أحد على الغلاة المعاصرين أتوه بهذه النقولات والكتب محتجين بأنهم ليسوا وحدهم! بل السلف الصالح على هذا من قديم الزمان! وسنذكر في نهاية البحث النصوص الشرعية التي تعرض ما يراه الغلاة ممن مال إلى التكفير، ولكننا هنا سننقل نماذج من التكفير والتبديع الظالم الذي وصل إلى تكفير إمام عظيم مثل أبي حنيفة رحمه الله.


التكفير والتبديع([48]) في كتب الحنابلة.
في البداية نقول: يجب أن نتذكر أنه لا يجوز تكفير المسلم الذي يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولم ينكر شرائع الإسلام الظاهرة المعلومة من الدين بالضرورة كالصلاة والصوم والزكاة والحج ولم ينكر تحريم المحرمات المعلومة من الدين بالضرورة كالكذب والخيانة والظلم والزنا والسرقة.. كما لا يجوز تبديعه ولا شتمه ولا لعنه.

وقد يرتكب المسلم مكفراً لكن لا يكفر المرتكب حتى يُسأل عن سبب ارتكابه ذلك ويتم التحاور معه والمناظرة وتقديم البراهين والأدلة لتقوم عليه الحجة ويفهم الحجة وتؤخذ منه حجته إن كان عنده حجة أو دليل ويصبر عليه ويلتمس له العذر ما أمكننا إلى ذلك سبيلاً وتتم دعوته للحق برحمة ولين وقد جاء النهي عن التكفير (تكفير المسلمين) في نصوص كثيرة لعل من أبرزها قوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما)([49]) وفي لفظ (إن كان كما قال وإلا رجعت عليه)([50]).

وقوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)([51]). وكانت سيرة الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) خير مثال لتطبيق ذلك فقد أجرى أحكام الإسلام على المنافقين (وهم أصحاب الدرك الأسفل من النار) مادام أنهم يتسمون باسم الإسلام رغم عدم إيمانهم بنبوة النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ورغم معرفته (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) بكثير من أعيانهم معرفة يقينية.

لكن أصحاب النزاعات العقائدية نسوا هذه المبادئ عند تخاصمهم ولم يسلم أهل السنة ممثلين في الحنابلة والأشاعرة وغيرهم لم يسلموا من ولوج باب التكفير والتبديع وأشباههما([52]) وهاكم النماذج على فشو التكفير والتبديع غير المستند على بينه ولا برهان في كتب العقائد حتى وصل الأمر لتكفير كبار أئمة وفقهاء السنة فضلاً عن غيرهم وسأقتصر على كتب مذهبنا الحنبلي للأسباب السابق ذكرها فمن نماذج التكفير عند الحنابلة:
______________
يتبع باذن الله تعالى .