عرض مشاركة مفردة
  #105  
قديم 24-06-2003, 08:49 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_______________

هذا التشخيص فما الخرج؟

المخرج لا يمكن معرفته إلا بعد الإيمان بأن التشخيص صحيح، فإذا تم قبول التشخيص من حيث الجملة على الأقل فيمكن أن نبحث عن البديل والمخرج، أما إن تم رفض التشخيص فلا داعي للبحث عن العلاج!





--------------------------------------------------------------------------------

[1] وهذا لا يعني قصور مقررات الفقه في المرحلة الإبتدائية ولا يعني خلو المقررات المثنى عليها من الملحوظات الطفيفة القليلة التي لا يخلو منها كتاب، لكن مقررات المرحلة الثانوية كانت بحق مفاجأة لي لم أملك إلا الإشادة بها والشكر لمؤلفيها والقائمين عليها، وهذا من أقل واجباتنا نحوهم أن نقول لهم (أحسنتم).

[2] نعني مقررات التعليم واستخدمنا (المناهج) حسب المفهوم الشائع (للمقررات)، وهذا جائز من باب إطلاق الجزء على الكل وإلا فالمناهج أشمل من (المقررات) فهي – أعني المناهج- تشمل الخطط والمقررات والبيئة المدرسية ...الخ.

[3] وهذا ما أهملت المقررات الدعوة إليه بل نجد فيها الهجوم الشرس على كثير من المواطنين من أشاعرة وصوفية وشيعة وأتباع المذاهب الأربعة –كما سيأتي -.

[4] فهو يطال ببغض الجميع وهجرهم وكراهيتهم وهذا خطأ بلاشك، فمسألة المسالم والخادم والزوجة إنما يكفي البراءة من دينه وهي حاصلة بالضرورة مادام أن الشخص المسلم مقتنع بالإسلام ويحكم ببطلان أي دين غير دين الإسلام، وهذا لا يمنع من التلاقي والتعامل المتبادل في العلم والتجارة والتعاون في سبيل رفع الظلم عن المظلومين أو الالتقاء على أهداف عامة يشترك فيها المسلم والكافر كالنواحي الإنسانية والحقوقية والتقدم العلمي والتقني وتبادل المعلومات في هذه الأمور، وأن نؤمن بهذا كمبدأ ثابت لا انتهازية نتخلى عنها عند القوة ونطلبها عند الضعف، ولو رجعنا لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم لوجدنا أنه يتعامل مع الجميع (مسلمين وكفاراً) بالعدل والوفاء والصدق والثبات على المبدأ والتبادل التجاري والالتقاء بالجميع والتفريق بين الكافر الحليف والكافر المحارب قبائل وأفراداً ولو خشية الطول لبسطنا الأدلة والشواهد من السيرة النبوية.

إذن فالبراءة من الدين غير البراءة من الدين وحامله، والبراءة لا تستلزم كراهية الذات الكافرة المسالمة والمعاهدة وكذا القريب والزوجة ونحو هذا، أما الغلاة من المعممين للبراء فهم قد غالوا في تطبيقه على المسلمين الذين لا يوافقونهم في أضيق المسائل الإيمانية والفقهية ولا يتابعهم في آرائهم لذا رأينا متقدميهم يهجرون الإمام أبا حنيفة ويكفرونه ورأينا متأخريهم يفعلون الفعل نفسه مع علماء المسلمين المعاصرين كالقرضاوي والكبيسي والغزالي والطنطاوي وغيرهم ، فهؤلاء الأخوة من الغلاة لم يقتنعوا بولاء العالم المسلم فكيف يقتنعون بأن البراء من الكافر له درجات وتطبيقات مختلفة ؟ أظن هذا من الصعب فهناك تراكمات مذهبية وتاريخية أدت لهذا الغلو في التطبيق وتوحيد الصور في صورة واحدة من أشد الصور تطبيقاً لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عليها إلا في حق الكافر المحارب، أحببت الإطالة في هذا الهامش حتى لا يظن أحد أننا نلغي مسألة الولاء والبراءة لكن على التفصيل السابق.

[5] هناك كثير من مراكز البحوث العلمية في الخارج تجمع بين العلم بالإسلام والعلم بالنربية والترفع عن الضغوط المذهبية.

[6] لأن ما كل ما يقوله الكافر باطلاً والحكمة ضالة المؤمن، فما المانع إن نأخذ الحق من كلامهم ونترك الباطل (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، ومن حسن حظ الغلاة أن الولايات المتحدة ركزت على نقد المناهج فهذا سهل لهم اتهام من ينتقد المناهج الآن بأنه مستجيب للكفار! ولو أننا قبل هذا قد حاولنا محاولات جادة _وأقول جادة- للتجديد وأعددنا المنهجية العليمة له من تشكيل الفريق العلمي القوي لما كان للغلاة مدخل في هذا ، وأنا أحمد الله أنني نقدت الغلو في المقررات وفي الدعوة السلفية وفي المذهب الحنبلي قبل هذه الأحداث، بل نقد المقررات كتبناه قبل عشر سنوات من هذه الأحداث، فلعل هذا النقد يكون له مصداقية عند أصحاب القرار التربوي خاصة، فصوتنا بالأمس هو صوتنا اليوم ومعنا بعض طلبة العلم الذين سبقوا لنقد المناهج قبل هذه الأحداث.

[7] أعني أن البراءة تختلف من كافر لآخر، فالبراءة من المحارب تختلف عن البراءة من الذمي أو الزوجة الكتابية أو الخادم... الخ.

[8] سيأتي ذكر النماذج.

[9] البعض يتحرج من وصفنا بـ (الوهابية) مع أن بعض علماء الدعوة أنفسهم كان يطلقها غير متحرج منها، وهي لا تفيد ذماً ولا مدحاً إلا بما احتوى عليه فكرها من خطأ وصواب، فقد نطلقها هنا ليس من باب (الذم) حاشا وكلا وإنما من باب الاختصار، لأننا نرى أن الدعوة السلفية انفردت بمزيد من الغلو لم يكن موجوداً من قبل.

[10] سيأتي ذكر النماذج.

[11] والدليل على ذلك أن نصف ما أدخلوه في (مقررات التوحيد) ليس من التوحيد!! وسيأتي بيان هذا.

[12] راجع مادة (وحد) في معاجم اللغة وقواميسها ومنها لسان العرب لا بن منظور (3/446) – الطبعة الثالثة 1414هـ -طبعة دار صادر- بيروت –لبنان.

[13] مع الضبابية في هذا الكلام فإطراء النبي صلى الله عليه وسلم محمود غير منهي عنه لأن الأصل فيه حسن الثناء،، وإنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نطريه (كما أطرت النصارى عيسى بن مريم)، فالنهي ليس عن (الإطراء) وإنما عن المماثلة في الإطراء لأن الإطراء المجرد من الغلو هو حسن الثناء وهو محمود في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فقول المقرر (الإطراء في مدحه)! غريب جداً، يدل على أن كاتب العنوان لا يعرف معنى الإطراء ، فالإطراء هو المدح نفسه، وإنما منع من المبالغة حتى يصل لإطراء النصارى لعيسى حتى جعلوه رباً، وعلى هذا أصبحت العبارة (النهي عن الغلو والمدح في مدحه)!

نعم قد يستعمل الإطراء بمعنى المبالغة في الثناء والمبالغة تحتمل الغلو والإعتدال، كالتعظيم تماماً فالمقرر يحث على (تعظيمه صلى الله عليه وسلم) ويعني ذلك التعظيم غير المتلبس بغلو، وكذلك حال (المبالغة)! فلماذا التفريق بين الأمرين؟ فالتعظيم لا يعني بالضرورة الغلو، وكذا فالمبالغة في الثناء لا تعني بالضرورة الغلو، ومن هنا كان يجب أن نعي دلالات الألفاظ.

[14] وهذا من التناقض، علماً بأن التناقض من أكبر سماتنا في العقائد وانتقل هذا التناقض لمقررات التوحيد فيوجد الشيء وضده في معظم الأفكار والأقوال.

[15] ونحن مستعدون لاثبات هذا بمئات الأدلة وقد سقنا منها العشرات في (الجذور الفكرية) كما سيأتي.

[16] ولذلك يبالغون في الإثبات بزيادة ألفاظ كـ (الاستواء بذاته) و (القعود) و (الجلوس) و (الأطيط = أطيط الكرسي)...الخ.

[17] هذه رسالة الشيخ محمد التي عنوانها (القواعد الأربع).

[18] هكذا تركيزهم على (الدعاء) مع أن الآية تنص على (العبادة) كما في قوله تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)!! فقصروا العبادة كلها على الدعاء لأن المسلمين في عهدهم كانوا (يدعون) الصالحين بأن يشفعوا لهم عند الله، وهذا عندهم (شرك أكبر وعبادة لغير الله)، وهذه مبالغة في الانكار أدت إلى (التكفير) ثم الحكم على (جمهرة المسلمين) بالخلود في النار أبد الأبدين واستحلال دماءهم وأموالهم وإنزال جميع الآيات التي نزلت في المشركين عليهم!!.

[19] يعني ونحن يجوز لنا ان نقاتل المسلمين الذين يدعون الصالحين أو يتبركون بهم أو يستشفعون بهم أو يتوسلون بينهم ولا نفرق بينهم وبين الكفار الأصليين.

[20] انظر تاريخ نجد لابن غنام، الصفحات (97 - 203).

[21] والغريب ان المقرر قد أورد (ص35) الكفر الأصغر الذي لا يخرج من الملة، وذكر أنه كفر النعمة وهذا أكبر ما نشنع به اليوم على الإباضية الذين نعدهم من الخوارج مع أنهم يعتبرون غيرهم من المسلمين كفار نعمة فقط.. يعني كفرا دون كفر، بينما علماء الدعوة يكفرون المسلمين كفرا أكبر ينقل عن الملة وأصبح (بقية الخوارج) ينكرون علينا تكفير المسلمين.

[22] بل (مسألة الصحابة) كلها ليست من الأصول ولو كانت من الأصول لكان النبي (ص) قد أبلغها لكل من وفد إليه من المسلمين فالوفود كان يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأصول الإسلام من صلاة وزكاة واجتناب للمحرمات ولم يقل لهم (اعلموا أن أصحابي كذا وأفضلهم فلان.... الخ) فهذه الأمور مما أضافها المتخاصمون عبر التاريخ الإسلامي فهي إلى الانتاج التاريخية أقرب منها إلى الانتماء الشرعي.

[23] ويدل على ذلك أن المقرر ذكر ص 96 أن تقليد الكفار منها ما هو كفر (كالبناء على القبور والغلو في المخلوقين) وهذه العبارة منقولة من كتب علماء الدعوة ويقصدون بها المسلمين وهذا ظاهر.

[24] سيأتي مبحث مختصر عن أوضاع العالم الإسلامي قبل ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

[25] سيأتي الكلام على موانع التكفير.

[26] وقد نقلنا معظم هذه الأقوال من كتاب الدرر السنية الذي يعد موسوعة جمعت فتاوى العلماء من أيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى أيامنا هذه، والكتاب من الكتب التي تدعمها بعض الجهات الحكومية وسبق أن درسها بعض العلماء في المساجد وتتم الوصية بها بشكل موسع.

فنحن سنكتفي بالإشارة للجزء والصفحة دون ذكر لاسم الكتاب وإذا نقلناه عن غيره من الكتب فسنذكر اسم الكتاب.

[27] وعمدتهم في هذا (بلغنا)!

[28] مع ما في هذا من غلو ظاهر في الشيخ محمد ، فشجرة لا إله إلا الله جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل سبقه إليها سائر الأنبياء عليهم السلام، فلو كانت العبارة (الشجرة التي سقاها محمد بن عبد الوهاب) لكانت أليق بمقام النبي صلى الله عليه وسلم وأليق بمقام الشيخ محمد الذي لا يرتضي هذا الغلو، أما أن نرفع من شأن الشيخ محمد على حساب النبي صلى الله عليه وسلم فكلا وألف كلا.

[29] وهذا تكفير صريح للمسلمين في الدول التي كانت وزارة المعارف تستقدم منها المعلمين، كمصر وسوريا والأردن والسودان وفلسطين ودول المغرب العربي وغيرها.

[30] وقد حاول محشي الكتاب أن يخفف الإطلاق السابق فقال (يعني بالعلو العصرية التي تؤدي إلى الإلحاد وتعليم التمثيل والأغاني والألحان وتعليم الغيب! بالنجوم والكواكب، وعلوم الفلسفة ولا يعني علم طبقات الأرض والطب والهندسة) اهـ مختصراً، وفي قوله هذا أيضاً غلو ظاهر، فليس هناك علوم تعلم الإلحاد ولا علم الغيب، حتى علم الفلسفة لا يعلم الإلحاد فهو بحسب الفيلسوف، ولعلنا نرى اليوم أن من أكبر المدافعين عن الإسلام أثراً وإقناعاً هم الفلاسفة المسلمون.


_________________

يتبع باذن الله تعالى .