عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 24-06-2003, 04:48 PM
نهاية نهاية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 402
إفتراضي تكملة...

من أساليب الاقناع


1) أن يأتي الداعي بالادلة القاطعة، والبراهين الساطعة التي تخاطب العقل وتوضح الحق، ولا تدع مجالا للريبة او الشك. وذلك في اقناع الفئة الذكية العاقلة، كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام مع كبار الصحابة ومصداقا لقوله تعالى:
"ادع الى سبيل ربك بالحكمة" (125-النحل)

2) أن يلجأ الداعي الى النصيحة الصادقة والموعظة الحسنة والقول البليغ، الذي يحرك النفوس ويرقق الشعور، خاصة في نقاش البسطاء مع الناس، لأن هذا الاسلوب الرقيق من شأنه أن يشعرهم بالاخلاص، والنصيحة الصادقة تهدي القلوب الشاردة، والكلمة الطيبة تحقق ما يعجز الزجر والتوبيخ عن تحقيقه وهذا معنى قوله تعالى:
"والموعظة الحسنة" (125-النحل)

3) يجب على الناصح أن يدعو الى الخير باللين والنقاش الهادئ، بعيدا عن الخشونة والغلظة خاصة في نقاش المعاندين والمعارضين. واذا كان لا بد من الحوار والجدل في بعض الاحيان فعليه أن يجادلهم بالتي هي أحسن، ويناقشهم برفق وأناة، وسعة صدر. وعليه أن يتجنب التهكم او الغلظة في القول، لئلا يفر الناس من حوله فلا يعبأون به، ولا ينتفعون من قوله، قال تعالى:
"فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" (159-آل عمران)

نعم لا بد من الرفق واللين خاصة مع النفر المعاندين، لأن هؤلاء يعدون النصيحة اهانة وتطفلا، وأكثر ما يؤلمهم أن يشعر أحد بنقصهم أو جهالتهم، وينقمون على من ينبههم الى معاصيهم.

ان المعاند لا يحب ان يفيق من سكرته وعميق غفلته، ليظل راتعا في لذته. ولا يحب الا من يتزلف اليه ويزين له سوء عمله.

"واذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد" (206-البقرة)

ان الهدف من النقاش هو الرغبة في الاقناع، والوصول الى الحق، وليس الهدف منه الغلبة والانتصار، لأن النفس الانسانية لها كبرياؤها وعنادها، فهي لا تتنازل عن رأيها بسهولة وانما عبد اقناع واقتناع كي لا تشعر بالهزيمة، لهذا كان لا بد من الرفق والاناة، لأن الغلظة والشدة لا تزيد المعاندين الا عنادا وفجورا.

قال معاوية بن أبي سفيان وهو من دهاة العرب:"عجبت لمن يطلب أمرا بالغلبة وهو يقدر عليه بالحجة".

4) لا يجوز لأحد أن يُكره الآخرين، على رأي، والاسلام وهو دين الله تعالى لم يفرض على الناس عقائده بالقوة، وانما قارع الحجة بالحجة، والدليل بالدليل والبرهان بالبرهان، فقال تعالى:
"لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" (256-البقرة)

5) أن يتجنب الخوض في فضول الكلام، واللغو فيه، ليكون من عداد المؤمنين الذين نعتهم الله تبارك وتعالى بقوله:
"قد أفلح المؤمنون(1)الذين هم في صلاتهم خاشعون(2)والذين هم عن اللغو معرضون(3)" (3-المؤمنون)

أتمنى أن نعي وندرك ونطبق جميعا أساليب الإقناع هذه.
تحياتي
__________________
"يا خير أمة أخرجت للناس"