اخوتي الافاضل
يصدق القلم حين يقول ن لا احد يشعر بالحزن الاصاحبه ونقصد بالشعور هنا هو الحد الاعلى من المعاناة والالم والاحساس بالوصول الى حالة الاشباع من المرارة والنفور من التفكير في موضوع يجري مع الدم في العروق .... ولكني لا انكر اني في بعض الاحيان اشعر بنفسي اشاطر غيري المله بدرجة تأثر وحزن تفوق صاحب الموضوع نفسه.... ولا انكر اني ناقشت نفسي في هذا كثيرا وقد توصلت الى ثلاثة احتمالات هي:
1- اني لا أُقيم الموضوع بحجمه الحقيقي لذلك احزن اكثر من صاحبه تقديرا مني بعظم المصاب فبذلك اصير في حالة تهويل امام نفسي لاني احمل الموضوع مالا يحمله صاحبه.
2- اني بطبعي وفطرتي اميل الى تجرع الالو واتغذى عليه واحب التقوقع داخل بوتقة الحزن وبذلك فاني اسعى الى ان احمل هموم الاخرين واشاطرهم فيها وافوقهم حزنا عليها ارضاءً لنفسي وجوعي للحزن والآلام.
3- اني احب الناس كثيرا وارغب في ان احمل معهم ما اريد ان يحملوه معي وعني من الالام والاحزان.
قد تكون ثلاثتها صحيحة في كل حادثة او موقعة ينطبق احدها ولكن اظل اصر على انه في مآسيٍ معينة وفي لحظاتٍ بالغة الصعوبة ودقيقة التداخليصير الانسان في حالة حزن لا يمكن ان يماثله بها احد ولا يمكن ان يشعر بمقداره احد... ويظل الجرح لا يؤلم الا صاحبه
|