عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 26-06-2003, 04:23 PM
إيمــــــــــان إيمــــــــــان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 183
إفتراضي

السلام عليكم

يا نهاية حتى انا لقيت غلطة لحد الآن

وما تخافي اهم شي الكل يستفيد بس برضه مهم اتعلم لغة عربية لأني ناوية ان شاء الله اعرب كل القرآن بس ربينا يسهل واكمل دروس القواعد لأني لسة عم اتعلم الفعل والضمير...

جزاك الله خيراً يا ملاك على الدعاء ووالله لو في عندي ربع صفحة اضيف الدعاء فيها كنت ضفته لكن للأسف البحث كان صفحتين زيادة وبالعافية جبنا الموافقة عليه

طيب نكمل على بركة الله....

[HR]

ثالثاً: الدعاء رحمة الله بالعباد

إن من رحمة الله عز وجل بعباده أن جعل بينهم وبينه حلقة وصل، يدفع بها البلاء، وينزل الرزق ويزيد الإنسان فضلاً من الله تبارك وتعالى. فهو ( من أنفع الأدوية وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل وهو سلاح المؤمن كما روى الحاكم في صحيحه من حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه قال: قال رسول الله الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض وله مع البلاء ثلاث مقامات أحدها أن يكون أقوي من البلاء فيدفعه. الثاني أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا .الثالث أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه. وقد روي الحاكم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. وفيه أيضا من حديث ابن عمر عن النبي قال: الدعاء ينفع بما نزل ومما ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء وفيه أيضا من حديث ثوبان " لا يرد القدر الا الدعاء" ).

والعجب كل العجب من هذا الإنسان الذي يكابد ويناضل ويبذل قصارى جهده للوصول إلى غايته المادية ولكنه ينسى أو لا يُتعب نفسه في اللجوء الى الله لينزل عليه رحمته. قال سبحانه وتعالى: " قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ ".

وإن للدعاء فوائد أخرى روحية. فالمرء حين يلجأ الى ملك الملوك، ويسأل الجبار القادر الكريم الودود الغفور، يعلم أنه يلجأ لمن بيده ملكوت كل شئ، ومن يقدر على كل شئ. ويعلم بأن الله جل جلاله وتعظمت أسماؤه معه وأنه لن يتركه، فيرتاح من عناء الحياة، ويترك همومها وراءه، ميقناً بوعد الله... إما الفرج وإما الثواب، فترتاح نفسه ويستقر حاله، ويعيش دائماً في راحة نفسية واستقرار ورضى بما قدّر الله له.

رابعاً: فضل الدعاء ومكانته بالإسلام

وللدعاء في الإسلام مكانة خاصة. فقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدعاء هو العبادة " فقد جعله صلى الله عليه وسلم أساس العبادة ولم يقل الدعاء من العبادة ولم يقل الدعاء مثل العبادة بل هو العبادة نفسها. تلك العبادة التي خلقنا من أجلها. قال عز وجل: "وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون".

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَنْ لَمْ يَدْعُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ غَضِبَ عَلَيْهِ".

وقد حض الله ورسوله على الدعاء ورغبا به في عدة مواقع فقال سبحانه وتعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"
قال السيد قطب معلقاً على هذه الآية أن الله عز وجل أضاف العباد إليه ورد عليهم مباشرة ولم يقل " فقل لهم إني قريب" بل تولى بذاته الجواب عليهم بمجرد السؤال. ثم إنه عز وجل لم يقل أسمع الدعاء بل عجّل بالإجابة فقال "أجيب دعوة الداعِ". وهذا الأسلوب الرباني يسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة ، والود المؤنس ، والرضى المطمئن ، والثقة واليقين . . ويعيش منها المؤمن في جناب رضي ، وقربى ندية ، وملاذ أمين وقرار مكين . وفي هذا أيضاً ترغيب منه سبحانه وتعالى لعباده بالدعاء واظهار الرأفة بهم والود والرحمة. وبذلك يوجههم إلى الاستجابة له والإيمان به لعل هذا يقودهم إلى الرشد والهداية والصلاح.

وفي تفسير ابن كثير قال:
" حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَة أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول" قَالَ اللَّه تَعَالَى أَنَا مَعَ عَبْدِي مَا ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ ". قُلْت " وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اِتَّقُوا وَاَلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ". وَالْمُرَاد مِنْ هَذَا أَنَّهُ تَعَالَى لا يُخَيِّب دُعَاء دَاعٍ وَلا يَشْغَلهُ عَنْهُ شَيْء بَلْ هُوَ سَمِيع الدُّعَاء فَفِيهِ تَرْغِيب فِي الدُّعَاء وَأَنَّهُ لا يَضِيع لَدَيْهِ.
كَمَا قَالَ الإِمَام أَحْمَد : عَنْ سَلْمَان الْفَارِسِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " إِنَّ اللَّه تَعَالَى لَيَسْتَحْيِي أَنْ يَبْسُط الْعَبْد إِلَيْهِ يَدَيْهِ يَسْأَلهُ فِيهِمَا خَيْرًا فَيَرُدّهُمَا خَائِبَتَيْنِ".

وإنا لنرى في القرآن محبة الله لهؤلاء النفر الذين يدعون الله يرجون ما عنده. يقول عز وجل: "وَلا تَطْرُد الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهه" أَيْ لا تُبْعِد هَؤُلاءِ الْمُتَّصِفِينَ بِهَذِهِ الصِّفَات عَنْك بَلْ اِجْعَلْهُمْ جُلَسَاءَك وَأَخِصَّاءَكَ. كَقَوْلِهِ تعالى " وَاصْبِرْ نَفْسك مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهه وَلا تَعْدُ عَيْنَاك عَنْهُمْ تُرِيد زِينَة الْحَيَاة الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبه عَنْ ذِكْرنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْره فُرُطًا ".

والله عز وجل يصف لنا المتقين الذين يكسبون الجنان يوم القيامة وصفاتهم في القرآن الكريم ليعلمنا السبيل ويرينا الطريق. يقول سبحانه وتعالى: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ. فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ . كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ . مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ . وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ . وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ . يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ . وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ . وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ . قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ " .

وقد حذر سبحانه وتعالى من الاستكبار عن دعائه والتضرع اليه واللجوء له فقال: " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ".

والقارئ لهذه الآيات ليغبط هؤلاء الفئة الرافعة أكفتها بالدعاء راغباً بما عند الله ومقتدياً بأمثالهم من المهتدين ممن رضي الله عنهم ورضوا عنهم.