عرض مشاركة مفردة
  #53  
قديم 01-07-2003, 03:37 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

كتاب (باتنقل) هذا يقول البيرونى بعد أن تكلم عن طريقه ، هذه يقول والى مثل هذا اشارات الصوفية فى العارف اذا وصل الى مقام المعرفة فانهم يزعمون أى الصوفية انه يحصل على روحان قديمه لايجرى عليها تغير أو اختلاف بها يعلم الغيب ويفعل المعجز وأخرى بشرية للتغير والتكوين مايبعد عن مثله أقاويل النصارى لاحظ أن البيرونى يربط بين كلام الصوفية وأقاويل النصارى ، وآنهم يقولون أن العارف له أرواح أو له روحان ، روح أزلية ثابته وروح حادثه وهى التى تعتريها البشرية أى كما قال النصارى فى عيسى بن مريم عليه السلام .
وأنا فى امكانى الان أن أقرأ عليك مايدل على هذه العقيدة عند الصوفية : يقول ابراهيم الدسوقى المتوفى سنة 676هـ وهو من أكبر الطواغيت الصوفية المعبودين حالياً فى مصر وهو وصل عندهم الى درجة القطبية العظمى وسنشرح لك إن أمكن مامعنى القطب الاعظم وماهى خصائصه . يقول الدسوقى كما فى ترجمتة من طبقات الشعرانى الجزء الاول صفحة (157) قد كنت أنا وأولياء الله تعالى أشياخاً فى الازل بين يدى قديم الازل وبين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن الله عز وجل خلقنى من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى فى الازل ، وأمرنى أن أخلع على جميع الاولياء فخلعت عليهم بيدى يعنى البسهم فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا إبراهيم أنت نقيب عليهم على الاولياء . يقول فكنت أنا ورسول الله صلى الله اليه وسلم وأخى عبدالقادر يعنى عبدالقادر الجيلانى شيخ القادرية خلفى وابن الرفاعى يعنى أحمد الرفاعى شيخ الرفاعية خلف عبدالقادر ، ثم التفت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقل له يغلق النيران ويسر الى رضوان خازن الجنة وقل له يفتح الجنان ففعل مالك ما أمر وفعل رضوان مأمر به الى آخر ماذكر من الكلام .
نعود للبيرونى ننتقل معه الى صفحة (66) من الكتاب يقول : والى طريقي "باتنقل " هذا الهندى الذى قلنا ذهب فى الصوفية فى الاشتغال بالحق فقال : مادمت تشير فلست بموحد حتى يستولى الحق على اشارتك بأفنائها عنك فلا يبقى مشير ولا اشارة "وحتى الوجود بالكاملة " يعنى ويقول ويوجد فى كلامهم مايدل على القول بالاتحاد كجواب احدهم عن الحق وكيف لا اتحقق من هو أنا بالانيه ولا انا بالانيه ان عدت فبالعودة فرقت وان أهملت فبالاهمال خففت وبالاتحاد الفت .
هذا كلام احد أئمة التصوف سئل عن الله فأجاب بأنه هو يعنى نفسه ! وقال أبوبكر الشبلى وهو من أئمة التصوف يقول اخلع الكل تصل الينا بالكلية فتكون ولاتكون ، اخبارك عنا وفعلك فعلنا ، وكجواب "والكلام مايزال للبيروني" وكجواب أبى يزيد البسطامى وقد سئل بما قلت مانلت قال إنى انسلخت من نفسى كما تنسلخ الحية من جلدها ثم نظرت الى ذاتى فإذا أنا ..هو .. وقالوا فى قوله الله تعالى : (فقلنا اضربوه ببعضها ) إن الامر يقتل الميت لإحياء الميت اخبار ان القلب لايحي بانواع المعرفة إلا بأمانة البدن بالاجتهاد حتى يبقى رسماص لاحقيفة له وقلبك حقيقة ليس عليه أثر من المرسومات .
وقالوا ان بين العبد وبين الله الف مقام من النور والظلمة وانما اجتهاد القوم فى قطع الظلمة الى النور ، فلما وصلوا الى مقامات النور لم يكن لهم رجوع . إنتهى كلام البيرونى وهو يقول ان هذا الكلام بعينه هو كلام الهنود وهو الذى سار عليه أئمة التصوف .
فأقول ان الثابت من الكتب التى كتبها كثير من المعاصرين عن الصوفية ومن القدماء ان أول من أسـس التصوف هم الشيعة وأن هناك بالذات رجلين كانا لهما دور فى لك. الاول يسمى "عبدك" والثانى يسمى "أبوهاشم الصوفى" أو أبوهاشم الشيعى . عبدك وأبو هاشم هؤلاء هما الذين أسـسا دين التصوف .
عندما نريد أن نتحدث عن عبدك وعن أبى هاشم ننتقل الى مصدر مهم جداً من مصادر الفرق الاسلامية وهو( كتاب التنبيه والرد ) لابى الحسين الملطى الشافعى رحمه الله ،

ومن المهم جداً من الناحية الوثائقية أن تعرف أن كتاب الملطى هذا منقول عن كتاب الامام قشيش بن أصرم وهذا رجل عالم امام ثقة وهو شيخ الامام أبى دأود والنسائى وهو من الائمة المعاصرين للامام أحمد فتوفى سنة 253هـ .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }