عرض مشاركة مفردة
  #54  
قديم 01-07-2003, 03:43 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

وهذا يعطى لنا أهمية كبيرة لأنه متقدم فى الفتره المبكرة جداً التى لم تكن كلمة صوفى فيها قد شاعت وقد انتشرت فماذا قال الامام قشيش بن أصرم رحمه الله كما نقل عنه الملطى ماذا قال عن هذه الفرق عن عبدك وعن أبى هاشم وعن جابر بن حيان الذى يقال أنه جابر الكيميائى وهو أيضاً ممن نسب أنه أول من أسس التصوف وقد قرأت له مجموعة رسائل طبعها أحد المستشرفين يظهر فيها بجلاْء أن الرجل شيعى تماماً جابر بن حيان – عاش فى القرن الثانى يقول الملطى : قال أبوالحسين الملطى رحمه الله تعالى قال أبوعاصم قشيش بن أصرم الاسناد عنه فى أول الكتاب فى افتراق الزنادقة يقول : فافترقت الزنادقة على خمس فرق وافترقت منها فرقة على ست فرق الى أن يقول ومنهم من الزنادقة من أقسام الزنادقة "العبدكية" زعموا أن الدنيا كلها حرام محرم لايحل الاخذ منها الا القوت وحين ذهب أئمة العدل والاتحاد الدنيا الا بامام عادل والا فهى حرام ومعاملة أهلها حرام فحل لك أن تأخذ القوت من الحرام من حيث كان وانما سمو العبدكية لان "عبدك" وضع لهم هذا ودعاهم اليه أمرهم بتصديقه .
يقول ومنهم الروحانيه وهم أصناف وانما سمو الروحانية لزعمهم أن أرواحهم تنظرو الى ملكوت السموات وبها يعاينون الجنان أى الجنة ويجامعون الحور العين وتسرح فى الجنة ، وسموا ايضاص "الفكرية " لانهم يتفكرون زعموا فى هذا حتى يصلوا اليه فجعلوا الفكر بهذا غاية عبادتهم ومنتهى ارادتهم ينظرون بأرواحهم فى تلك الفكرة الى هذه الغاية فيتلذذون بمخاطبة الله لهم ومصافحته إياهم ونظرهم اليه ، زعموا ويتمتعون بمجامعة الحور العين ومفاكهة الابكار على الارائك متكئين ، ويسعى عليهم الولدان المخلدون باصناف من الطعام والوان الشراب وطرائف الثمار الى آخره يقول ومنهم من صنف من الروحانية زعموا أن حب الله يغلب على قلوبهم وأهوائهم واردتهم حتى يكون حبه أغلب الاشياء عليهم فإذا كان كذلك عندهم كانوا عنده بهذه المنزلة وقعت عليهم الخُلة من الله فجعل لهم السرقة والزنا وشرب الخمر والفواحش كلها على وجه الخلة التى بينهم وبين الله لاعلى وجه الجلال يعنى تحل لهم على وجه أنهم أخلاء لله .
وسيأتى على هذا نقول كثيرة شواهد تدل على ذلك عند الصوفية يقول كما يحل للخليل الأخذ من مال خليله بغير أذن منهم رباح وكليب كان يقولان بهذه المقالة ويدعوان اليها ، وهؤلاء أيضاً ممن ذكر أنهم من أئمة التصوف القدامى ويقول ومنهم صنف من الروحانية زعموا أنه ينبغى للعباد أن يدخلوا فى مضمار الميدان حتى يبلغوا الى غاية السبقة منتظمين لانفسهم يعنى تجريمها وحملها على المكروه فإذا بلغت تلك الغاية اعطى نفسه كل ماتشتهى وتتمنى وإن أكل الطيبات كأكل الارذلة من الاطعمة وكان الصبر والخبيث عنده بمنزل وكان العسل والخل عنده بمنزله فإذا كان كذلك فقد بلغ غاية السبقة وسقط عنه تضمير المدان واتبع نفسه ما إشتهت منهم ابن حيان كان يقول هذه المقالة ويقول رحمه الله ومنهم صنف يقولون أن ترك الدنيا اشغال للقلوب وتعظيم للدنيا ومحبة لها ولما عظمت الدنيا عندهم تركوا طيب طعامها ولذيذ شرابل وليل لباسها وطيب رائحتها فاشغلوا قلوبهم بالتعلق بتركها وكان من اهانتها مؤاتات الشهوات عند اعتراضها حتى لايشتغل القلب بذكرها ويعظم عنده ماترك منها قال ورباح وكليب كانا يقولان هذه المقالة ، هذا الكلام كلام الامام قشيش بن اصرم رحمه الله المكتوب قبل منتصف القرن الثالث الهجرى حوالى 240هـ أو هكذا كتب الكتاب ، هذا الكلام كما لاحظنا هو عقيدة الصوفية .. الحب حب الله كما يدعون ، تحريم الدنا ، تحريم الحلال ، دعوى أنهم يرون الله ويخاطبونه فى الدنيا وأنه يحدثهم الى غير ذلك من الدعاوى هى دين الصوفية ، لكن لاحظ أن الامام قشيس لم يقل الصوفية إنما قال الزنادقة هذه مذاهب قوم من الزنادقة وصدق هذا هو مذهب الزنادقة فى حقيقته .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }