يقول الغزالى وهذه مرتبة لاتنال بمجرد التعلم الانسانى بل يتحلى المرء بهذه المرتبة بقوة العلم اللدنى – وقال أيضاً رضى الله عنه :
يحكى عن عهد موسى عليه السلام بأ ن شرح كتابه أربعون حلماً فلو بإذن الله يشرحه عن الفاتح لاشرح فيها حتى تبلغ مثل ذلك يعنى اربعين وقرأ وهذه الكثرة والسعة والانفتاح فى العلم لايكون الا لدنياً الاهياً ثانوياً . إنتهى كلام الغزالى .
يعنى هذا التعظيم هل يمكن أن ننظر هذه العبر ؟ هل يمكن أن يقول رضى الله عنه هذا الكلام ؟ ما معنى ادخلت لسانى فى فمى وأين كان اللسان حتى ركاكة العبارة ، حتى صياغتها ، ثم كيف يحكم على رضى الله عنه لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الانجيل بانجيلهم والله عز وجل قد نسخ هذه الكتب ونسخ هذه الشرائع ، وكيف عرف على رضى الله عنه ذلك ونحن عندنا الحديث الصحيح الذى رواه البخارى ومسلم والامام احمد وغيرهم والائمة فى مواضع كثيرة أن أحد اصحاب على رضى الله عنه عبيده – على ما اذكر قال له يا أمير المؤمنين هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ من العلم فقال على رضى الله عنه لا والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لاخصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ من العلم إلا مافى هذه الصحيفة أو فهماً أتاه المرء من كتاب الله عز وجل فاخرج الصحيفة فإذا مكتوب فيها العقل والديات وفكاك الاسير وان لايقتل مسلماً بكافر وفى بعضها أن المدينة حرام فهى وثيقة كتبها النبى صلى الله عليه وسلم ويقال إنها من الوثائق التى كتبها من معاهدات الصلح احتفظ بها على رضى الله عنه . المهم انه يقسم ان ذلك لم يكن هذا دليل على أن الدعوة قديمة قيلت فى عهده رضى الله عنه وأن عبدالله بن سبأ والزنادقة الذين كانوا معه من اليهود وأمثالهم هم الذين ابتدعوها وننظر الى كتاب "طى السجل" وهو احد مراجع الرفاعى فى رده على الشيخ بن منيع فى صفحة 322 يقول يروى أن الامام جعفر الصادق أخذ علم الباطن عن جده لامه الامام القاسم بن محمد بن سيدنا ابى بكر الصديق رضى الله عنهم اجمعين – وهو أى أبوبكر رضى الله عنه أخذ عن سيدنا سلمان الفارسي رضى الله عنه وهو أخذ عن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .
لكن يقول بعد ذلك وقد صح أن سلمان تلقى علم الباطن عن أمير المؤمنين على
وهو ابن عمه صلى الله عليه وسلم ، فلا فرق اذا لكل راجع اليه صلوات الله عليه.
أين هذا العلم الباطن وماهو هذا العلم الباطن الذى أخذوه ماهو وأين يوجد ؟ ولماذا وضع سلمان بالذات ؟ لاحظوا أن الباطنية تضع سلمان أصل هذه الفكرة سواء التصوف أو الباطنية أو الزندقة جاءت من الافكار المجوسية والوثنية كما قلنا الهندية وغيرها .
والرجل الاعجمى الذى كان فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم فى تلك الديار هو سلمان رضى الله عنه . فإذا فليجعل هذا هو التكئة وجعل سلمان عند بعض طرق الباطنية هو الباب أو الحجاب اذ الامام مستور وعند الشيعة هو رضى الل عنه مع أبوذر والمقداد وعلى هؤلاء الاربعة هم الوحيدون المسلمون من الصحابة وان كان بعضهم يصلون الى اكثر من هؤلاء الاربعة مل عمار وأمثاله . المهم أنه هو من المعدودين من الذين ثبتوا على الاسلام ولم يرتدوا لماذا لان الفكرة تهيئ نفسها فكرة يهودية مجوسية إنما نشأت فى بلاد المجوس وانتشرت عن طريقهم ، فيوضع سلما رضى الله عنه فى السند وأنه تلقى علم الباطن . ماهو علم الباطن ؟ هذا الذى نجده فى كلام الصوفية فى تفسيرهم الذى يسمونه "التفسير الاشارى" فى أشاراته ، فى أقوالهم فى كتبهم هذه هو العلم الباطن الذى هو تعبيراً آخر عن مايسمى العلم اللدنى أو علم الحقيقة ، ليس هو العلم الذى بين أيدينا ليس هو البخارى ولا مسند الامام أحمد ولا كتب الفقه المعروفة أبداً .
.. يتبع ..