عرض مشاركة مفردة
  #74  
قديم 02-07-2003, 12:50 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

وبالمناسبة أذكر لكم أن هناك كتاب أسمه (المواقف والمخاطبات) لعبد الجبار النسرى عاش فى القرن الخامس وهو كتاب كبير أظنه أكثر من خمسمائة صفحة وهو ليس عندى الآن .
هذا الكتاب كله مخاطبات ومواقف مثل : ووقفت بين يدى الله الحق فقال لى : وخاطبنى الحق فقال لى وهذا من أئمتمهم ويستشهدون بما فى هذا الكتاب الذى حققه المستشرقون الذين هم دائماً وراء نشر ثراث الصوفية .
المهم ، تحصل له هذه المخاطبات أو هذه المكاشفات ثم ينتقل بعد ذلك من هذه الكرامات الى أنه قد يصير شيخاً ، يمكن أن يتحول الى شيخ يمكن يذكر طلب الشيخ الاول مختلف الأحوال .
المهم أن الدرجة الخامسة بعد الكرامات والكشوفات هى الشطحات وهو أنه أذا ذكر أو حضر مجلس الذكر أو حضر أمامه ناس تظهر على لسانه الكلمات الكفرية الشنيعة جداً ويسمونها (شطحات) ويعبرون بها عن عين الجمع كما يسمونه ومعنى عين الجمع اتحادهم بالله والعياذ بالله ! أو هالاستغراق أو سكرة الحب والوجد ، وما يلبسون به على الناس بأن هذه الكلمات الكفريات سببها هذا الكلام ، ثم أن من يبلغ به الحد الى الشطحات كما كان الحلاج وأمثاله كل كلامهم شطحات من هذه الكفريات يعتبرون أن هذا قد بلغ غاية الولاية عندما يمشي الحلاج فى الشارع مثلاُ ويدعى أنه هو الله ويقول أنا الحق ومافى الجبة الا الله ويسمعه الناس هو وأبو اليزيد وأمثالهم ، أقول : أن هذه الدرجة الولاية الكبرى ، هذا ليس كفراً كما يظن الناس الملبس عليه المحجوبون المغفلون ، هذا من عظم ولايتهم ترقوا فى مشاهدة الحق والغناء فيه والجمع معه والالتصاق به حتى أصبحوا بهذه الدرجة ، هذا الامر يجعلنا نستعرض بعض كلام أبى حامد الغزالى لان متقدم ولان كتبه مشهورة ولانه معروف عند الكثير .
يقول الغزالى فى الجزء الرابع من مجموعة رسائله صفحة (25) :
أول مبادى السالك أن يكثر الذكر بقلبه ولسانه بقوة حتى يسرى الذكر فى اعضائه وعروقه وينتقل الذكر الى قلبه – لعل الوقت يسمح وانقل لكم صورة مولد حصلت وحضرها أحد الكتاب الانجليز وسجلها ودونها لتشاهدوا قضية كيف أن الذكر يقوونه حتى يدخل فى الاعضاء ثم يحصل للانسان الاغماء يقول وحينئذ يسكت لسانه ويبقى قلبه ذاكراً الله الله باطلاً مع عدم رؤيته لذكره ، ثم يسكت قلبه ويبقى ملاحظاُ لمطلوبه مستغرقاً به معكوفاً عليه مشغوفاً اليه مشاهداً له وهذه درجة المشاهدة .
يذكر الله كما يزعمون حتى يصل مرحلة المشاهدة ، ولاتعجبوا من قوله يسكت عن الذكر باللسان ثم حتى عن الذكر بالقلب لان الغزالى يذكر فى الاحياء ، يقول لاينبغي للمريد فى أثناء الخلوة أن يشغل نفسه لابتفكير ولا بحديث يذكر ذلك عن الصوفية لا عن نفسه فقط .
انهم يقولون لاينبغى أن يشغل نفسه لا بتفكير ولا بحديث ولا بقرآن ولا بعلم فيتفرغ للذكر فقط الله الله أو هو هو باللسان والقلب والاعضاء ثم يترك اللسان الى القلب ثم يترك القلب فيصل الى المشاهدة ونتابع كلامه عن المشاهدة يقول : ثم يغيب عن نفسه لمشاهدته ثم يغنى عن كليته بكليته حتى كأنه فى حضرة . لمن الملك اليوم للواحد القهار ، فيحنئذ يتجلى الحق على قلبه يضطرب عند ذلك ويندهش يغلب عليه السكر وحالة الحضور والاجلال والتعظيم ، فلا يبقى فيه متسع لغير مطلوبه الاعظم كما قيل فلا حاجة لاهل الحضور الغير شهود عيانه وقيل فى قوله تعالى وشاهد ومشهود .
أنظروا الباطنية فى التفسير ، قيل فالشاهد هو الله والمشهود هو عكس جمال الحضرة الطلبية فهو الشاهد والمشهود يعنى الله تعالى .
ثم يقول عن كيفية السير الى الطريق أو كيف يبذل الجهد اليسير يقول هناك طرق وأنواع – الاول تقليل الغذاء بالتدرج فإن مدد الوجود والنفس والشيطان من الغذاء فإذا قل الغذاء قل سلطانه . وهذا هو الذى يستعمله سحرة الهند وينقلهم الى مرحلة المانخوليا ، أى إنسان يجوع لايام طويلة يهلوس ويهوس ويرى مثل هذه الاشياء لكنهم يعتقدون أنها كشوفات وتجليات ربانية والعياذ بالله .
الثانى : الاختيار ترك الاختيار وافنائه يعنى نفسه ونيس نفسه فى اختيار شيخ مأمون ليختار له مايصلحه فإنه أى المريد مثل الطفل والصبى الذى لم يبلغ مبلغ الرجال أو السفيه بذله وكل هؤلاء لابد لهم من وصى أو لى أو قاضِ أو سلطان يتولى أمره . المريد يكون بمثل هذه الحالة ولذلك قلت أن الانسان يخلع عقله ويخلع علمه ويخلق كل شئ عندما يريد أن يدخل الى عالم الصوفية يسلم كل شئ للشيخ ولايعترض عليه بأى شئ .
الطريق الثالث : يقول من الطرق طريقة الجنيد قدس الله روحه وهو خلال شرائط دوام الوضوء ودوام الصوم ودوام السكوت ودوام الخلوة ودوام الذكر وهو قول لا إله الا الله ودوام ربط القلب بالشيخ واستفادة علم الواقعات منه لفناء تصرفى فى تصرف الشيخ ودوام نفى الخواطر ودوام ترك الاعتراض على الله تعالى فى كل مايرد منه عليه ضراً كان أو نفعاً .
الجبرية المطلقة ، الاستكانة المطلقة ويقول الآن أصبحت منفعلاً لما تختاره منى ففعلى كله طاعات – يجلس جالس ومايتصرفه فيه الله فهو العقل وهو الطاعة كما قلنا هذا فى الخلوة وقد ترك الجمعة والجماعة والعبادات الى أن يقول :
وترك السؤال عنه من جنة أو تعوذ من نار بمعنى يحذر فى هذه الحالة أن يسأل الله الجنة أو يتعوذ به من النار ! لاحظتم هذا الربط فيما ذكره محمد علوى مالكى فى كلامه السابق وتقولاته السابقه وماذكرناه هناك من أنهم لايسألون الله الجنة ولايستعيذون به من النار ، يعتبرون أنهم لو سألوا الله الجنة فى تلك اللحظة والاستعاذة به من النار تفرق جمعيتهم يعنى تشتت قلبه ولايمكن أن يعود الا بأن يبدأ الخلوة من أولها ويبدأ الاذكار من أولها حتى يجتمع قلبه على المحبوب وحده فقط فلا ينظر الى جنة ولا الى نار ولا لأي شئ – والى هذا الحد هو مقام المشاهدة .
يحدثنا الغزالى يقول : أن الانسان عندما ينتقل من مقام المشاهدة الى مقام المكاشفة تظهر له الصور تبدأ الصور تظهر أمامه فيقول له كيف تفرق بين الصورة ؟ كيف تعرف حقائقها ؟ يقول استمراراً لكلامه فى صفحة (26) والفرق بين الوجودى والنفسى والشيطانى فى مقام المشاهدة أن الوجود شديد الظلمة فى الاول يعنى ترى شيئاً مظلماً جداً فإذا صفا تشكل أمامك بشكل الغيم الاسود ، فإذا كان هذا المتشكل عرش الشيطان كان احمر فاذا اصلح وفنيت الخطوط منه وبقى الحقوق وصفى وابيض مثل المزن هذا الوجود .
والنفس إذا بدت فلونها كلون السماء وهى الزرقة ولها لذعان كلذعان الماء من أصل اليبنوع فإذا كانت عرش الشيطان فكأنها عين من ظلمة ونار ويكون لزعها أقل فإن الشيطان لاخير فيه ويقول لابد أن تنسلخ من الوجود ومن الشيطان لان الوجود عرفنا انه يكون كالغيم الاسود طيب النفس ، وعن الوجود وترتيبه منها فإن صفت وتركت أفاضت عليه الخير ومانبت منه وان افاضت عليه الشر لكذلك ينبت منه الشر .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }