أخرج أبو داود أن عُمَرَ بنَ الْخَطّابِ قالَ قالَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم: (إنّ مِنْ عِبَادِ الله لأُنَاساً مَا هُمْ بِأنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُم الأَنْبِيَاءُ وَالشّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ الله.) قالُوا: يَارَسُولَ الله تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قالَ: (هُمْ قَوْمٌ تَحَابّوا بِرُوحِ الله عَلَى غَيْرِ أرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلاَ أمْوَالٍ يَتَعَاطُونَهَا فَوَالله إنّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإنّهُمْ لَعَلَى نُورٍ، لاَ يَخَافُونَ إذَا خَافَ النّاسُ، وَلاَ يَحْزَنُونَ إذَا حَزِنَ النّاسُ) وَقَرَأَ هَذِهِ الاَيَةَ: (ألاَ إنّ أوْلِيَاءَ الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). 
 
  
 
(أيها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا، أن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله عزو جل، هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل، لم يتصل بهم أرحام متقاربون، متحابون بجلال الله وتصافوا فيه وتزاوروا فيه وتباذلوا فيه يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها وإن ثيابهم لنور وجوههم نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يفزعون إذا فزع الناس، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .(حم (أخرجه أحمد في مسنده (5/343). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/276 و 277) ورجاله ثقات. ب) وابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان والحكيم وابن عساكر عن أبي مالك الأشعري). كنز العمال. 
 
  
 
من هو ولي الله بمصطلحات كلامنا الدارج الآن: 
 
هو من تولى الله في بدايته بالطاعة فتولاه الله بعد ذلك في كل أموره وأحواله (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه). أي بالمصطلح القديم؛ أنه لم يعد للعبد إرادة أو رغبه مع سيده؛ فمحا الله صفاته بصفاته, ومحا أسماءه بأسمائه, ومحا أفعاله بأفعاله. 
 
أي أنه أصبح موظفا مطيعا عند الله ينفذ إرادة سيده ومراداته. يعلم علم اليقين أنه لا حول ولا قوة له إلا بسيده. 
 
  
 
كرامات الأولياء وفضلهم: 
 
قال اللَّه تعالى (يونس 62، 64): (ألا إن أولياء اللَّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لا تبديل لكلمات اللَّه؛ ذلك هو الفوز العظيم). 
 
وقال تعالى (مريم 25، 26): (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي وقري عينا) الآية. 
 
وقال تعالى (آل عمران 37): (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً، قال: يا مريم أني لك هذا؟ قالت هو من عند اللَّه؛ إن اللَّه يرزق من يشاء بغير حساب). 
 
وقال تعالى (الكهف 16، 17): (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا اللَّه فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيِّء لكم من أمركم مرفقاً، وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) الآية. 
 
  
 
فكما ترى, أن كرامات الأولياء ثابتة بنص القرآن الكريم. ولم تحدث لهم إلا بفضل اتباعهم لأنبيائهم. فإنكار الكرامات يحرم العبد من فضل عظيم كما قال الإمام ابن عطاء الله السكندري, وينصح من لا يقبل عقله حدوثها ألا ينكرها حتى لا يحرم من الفضل. 
 
  
 
فإن إنكارها ينتج من أمرين في النفس:  
 
الكبر؛ وهو كما أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم (بطر الحق وغمط الناس). 
 
الحسد؛ وهو تمني زوال النعمة عمن هي عنده. 
 
وكلاهما يؤدي بصاحبه إلى الوقوع في موقف عسير مع الله. 
 
  
 
فإياك أن تقع في أولياء الله فيعلن الله الحرب عليك, أو يتملكك الكبر أكثر فتخطيء في أنبياءه ولك أن تتخيل مدى غضب الجليل, سبحانه وتعالى عما يصفون, لأنبيائه. 
 
   
		
	
		
		
		
		
			
				__________________ 
				البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية , 
إلى الكتاب و الباحثين  
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.  
 
2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.  
 
3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.  
 
4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.  
 
و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.  
 
6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان 
			 
		
		
		
		
	
		
			
			
			
			
			
			
			
		 
		
	
	
	 |