[حيدرة]

إخوتي الكرام:
تحية وبعد، فقد علمنا الإسلام أن الخلق الحسن من أعلى المراتب، وهو قد يرتفع بصاحبه أكثر من قائم الليل وصائم النهار، وأن أقرب الناس مجالساً من حبيبنا محمد صلى الله عليه وآله هم أحاسن الناس أخلاقاً، الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون، وحواركم هذا قد يكون أقرب إلى حوار الطرشان منه إلى حوار المسلمين الأصحاء، هداكم الله إلى كل خير، وعتبي على من يتكلمون باسم الإسلام والتحرير بلغة قد تقترب من العلوج عندما يقلدون العرب، ونحن نتميز في هذا الدين بأن معجزة النبي الكبرى هي القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين، ولغة الحديث النبوي لأفصح من نطق بالضاد، ومن العجيب أن يتكلم الكثير منا عن الإسلام، والتحرير، والإيمان ووحدة المصير، ثم هناك من يمدح الأعداء نكاية بعدو آخر، وكما يقال في أمثال العوام نكاية بالطهارة يغوص في النجاسة، هل بغضنا لحاكم أو حكومات يؤدي إلى تغيير المفهوم الإسلامي نحو الأعداء ليصبحوا محررين وأصدقاء، أصدقاء في العراق، وأعداء في فلسطين، إلا إذا كانت خارطة الطريق مما أوحي به إلى بعض الملهمين في هذا العصر، فصار حرب الإسلام إنقاذاً للمسلمين من أنفسهم ومن دينهم، وأصبح الكثيرون يدافعون عن قتل المسلمين، وإفنائهم لأنهم رأوا أن إبليس تزيى بزي شيخ بدوي عربي ناصح للكفار ومنبه لهم بخطر الإسلام ونبيهم، كما تفعل خارطة الطريق التي من أهم بنودها كما قال إبليسهم الذي لم يبق عليه إلا أن يتعمم ويلتحي قال بتفكيك المؤسسات الجهادية، ومحاربة الجهاد في كل مكان، وإلغائه من كل المناهج، حتى يصبح المسلمون مسالمين، أهذا ما يكافؤ عليه إبليس بأن يصبح إماماً محرراً للدين، مناهضاً للكفار، فياضيعة لكم أحفاد النبي وآله وصحبه، ويا ضيعة لكم أصحاب اللسان العربي الذي كان مبيناً فأصبح في أيامكم ألثغ مهيناً غامضاً، وأرجو أن يهديناالله جميعاً إلى كل خير، وأن ينصرنا على أنفسنا وعدونا إنه على كل شيء قدير.